اخر الاخبار

قيود إسرائيل على الإجلاء الطبي من غزة تفاقم معاناة المرضى

تسببت القيود الإسرائيلية على عمليات الإجلاء الطبي من غزة في تفاقم معاناة المرضى والمصابين، إذ ينتظر الآلاف معرفة مصير إجراءات سفرهم خارج القطاع مع مرور أكثر من 3 أسابيع على بدء سريان المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

الطفل يوسف النجار يعاني من ورم لا علاج له داخل غزة، وتأمل والدته أن يحالفه الحظ سريعاً من أجل اللحاق بقوائم السفر للعلاج التي بالكاد تصل إلى 50 حالة يومياً.

وقالت نبوية النجار والدة يوسف: “جئت بابني للمستشفى، كان لونه أصفر.. كان لا يأكل ولا يشرب، وتم إجراء فحوص له، ووجدوا أنه يعاني من انتفاخ بالبطن، وتم تركيب قسطرة له، وظل عليها 10 أيام، وبعدها تم إجراء تحاليل أخرى، وإجراء فحص بالأشعة، ووجدوا أن هناك ورماً في جسده ليس له علاج في غزة ويجب العلاج في الخارج”.

قوائم انتظار طويلة

وينتظر نحو 15 ألف مريض ومصاب من غزة دورهم في الإجلاء الطبي للعلاج خارج غزة، مع تكدس الحالات على قوائم الانتظار منذ سريان الهدنة في 19 يناير الماضي.

ومع إصابته البالغة في العمود الفقري، ينتظر الشاب الفلسطيني أيمن عاطف داوود دوره وهو يرقد في مجمع ناصر الطبي في خان يونس بجنوب قطاع غزة منذ خمسة أشهر، لافتاً إلى ضرورة سفره لتلقي العلاج بالخارج.

وقال الشاب الفلسطيني البالغ من العمر 23 عاماً: “أصبت بصاروخ في المكان الذي كنت فيه.. تعرضت لكسر بالعمود الفقري أدى إلى شلل في الأطراف السفلية عندي.. لا توجد حركة ولا إحساس. أنا حالياً أحتاج لعملية جراحية، ولازم في الخارج؛ لأنه لا توجد إمكانيات عندنا هنا في غزة”.

وأضاف: “من الضروري جداً أن أسافر وأخضع للعملية كي أستطيع أن أتحرّك، وأن يعود الإحساس والحركة في رجلي.. حتى الآن لا أحد يعلم متى سنخرج ومتى ستدرج أسمائنا.. لا يوجد أي شيء ولا أي معلومة”.

ولا يعرف الفتى محمد عزام البالغ من العمر 16 عاماً متى يستطيع السفر هو الآخر إلى خارج قطاع غزة، بعدما فقد أحلامه في ممارسة الرياضة التي كانت يحبها مع بتر ساقه في انفجار لمخلفات الحرب في ثالث أيام الهدنة.

وقال عزام: “أصبت من مخلفات الحرب في الهدنة.. ذهبت لأتفقد منزلي، وانفجر لغم ما أدى لبتر رجلي ومشكلة بالأعصاب في يدي.. وأحتاج لعملية بالخارج.. لا أريد أن أخسر يدي كما خسرت رجلي.. وضع التحويلات (الطبية) صعب ولا يوضح ماذا سيحدث.. لا نعلم ما سيحدث ومتى سأخرج من هنا”.

“لا توجد آلية واضحة”

وأضاف عزام: “لا توجد آلية واضحة للسفر وهناك آلاف المرضى مثلي.. لا نعلم وضع الكشوفات (للمرضى) وإذا كانت موجودة أم لا.. نحن من حقنا أن نخرج ونتعالج مثل أي شخص في العالم.. نتعالج من الإصابات والجروح التي نعاني منها”.
 
ويحاول المرضى والمصابين الذين حصلوا على مستندات التحويل الطبي للعلاج في الخارج التواصل مع منظمة الصحة العالمية المشرفة على عملية الإجلاء، للتعرف على موعد سفرهم في ظل غياب جدولة واضحة ومنشورة يمكن الاستناد عليها في التنبؤ بموعد الخروج من قطاع غزة.




كانت منظمة الصحة العالمية دعت، نهاية يناير الماضي، إلى استئناف الإجلاء الطبي العاجل من غزة، حيث يحتاج ما يصل إلى نحو 15 ألف شخص للعلاج خارج القطاع.

وأوضح ريك بيبركورن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية خلال مؤتمر صحافي، أن الاحتياجات الصحية في قطاع غزة “هائلة” وأن 18 مستشفى فقط من أصل 36 تعمل بشكل جزئي، و11 مستشفى ميدانياً، في حين سمح وقف إطلاق النار في قطاع غزة بوصول الإمدادات الصحية الكافية لنحو 1.6 مليون شخص، لافتاً إلى أن ما بين 12 ألف مريض و14 ألفاً ينتظرون الإجلاء من غزة عبر معبر رفح.

شريان حياة

ونص اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” على أن يكون معبر رفح جاهزاً لنقل المدنيين والجرحى بعد إطلاق سراح جميع النساء المدنيات والمجندات، وستعمل إسرائيل على تجهيز المعبر فور توقيع الاتفاق، كما ستعيد القوات الإسرائيلية انتشارها حول معبر رفح. ويتطلب من هؤلاء الأفراد الذين يتم نقلهم عبر المعبر، الحصول على موافقة إسرائيل، ومصر.

ومنذ بداية الحرب قبل 15 شهراً، كان معبر رفح وهو الوحيد في القطاع الذي لا تديره إسرائيل، يشكل شريان الحياة الرئيسي للفلسطينيين مع العالم الخارجي.

وسيطرت إسرائيل على جميع المنافذ البحرية إلى غزة، وعلى معظم حدودها البرية، كما شددت القيود التي تفرضها على القطاع، لتفرض عليه حصاراً شاملاً، وأعلن الجيش الإسرائيلي في 7 مايو 2024، أنه سيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *