ميرز: على أوروبا الاستعداد لتخلي ترمب عن التزامه تجاه الناتو

أصدر المرشح الأوفر حظاً ليكون المستشار القادم لألمانيا، فريدريش ميرز، “تحذيراً صارخاً” لأوروبا، الجمعة، قائلاً إن القارة يجب أن تكون مستعدة للدفاع عن نفسها بدون دعم الولايات المتحدة، حسبما نقلت عنه صحيفة “بوليتيكو” الأميركية.
وأضاف ميرز في مقابلة مع إحدى الإذاعات الألمانية: “يجب أن نستعد لاحتمال أن يتوقف (الرئيس الأميركي) دونالد ترمب عن الالتزام غير المشروط بالدفاع المشترك لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولهذا السبب، من وجهة نظري، من الضروري أن يبذل الأوروبيون أكبر الجهود الممكنة لضمان قدرتنا على الأقل على الدفاع عن القارة الأوروبية بمفردنا”.
وأشارت الصحيفة إلى أن القادة الأوروبيين أصبحوا أكثر قلقاً من أنهم لم يعد بإمكانهم الاعتماد على الولايات المتحدة، أو على بند الدفاع الجماعي المنصوص عليه في معاهدة حلف شمال الأطلسي، والذي شكَّل الركيزة الأساسية لضمان أمن القارة منذ الحرب الباردة.
وقال زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي CDU (يمين الوسط)، والذي يتصدر استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات المقررة الأحد: “يجب على أوروبا أن تستعد بشكل جماعي لاحتمالية أن إدارة ترمب قد لا تلتزم بالمادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي التي تُلزم أعضاء الحلف بالدفاع الجماعي”.
وتنص المادة الخامسة على أن “أي هجوم مسلح ضد إحدى الدول الأعضاء، يعتبر هجوماً ضد جميع الأعضاء، ويجب على الأعضاء الآخرين مساعدة العضو المعتدى عليه حتى لو تطلب الأمر استخدام القوة المسلحة”.
وبسؤاله عما إذا كان يعتقد أن الرئيس الأميركي سيلتزم بهذه المادة، أجاب ميرز: “لن أراهن بكل ما لدي على أي سؤال يُطرح عليّ، وبالتأكيد ليس على هذا السؤال”.
الأمن النووي
وعندما سُئل عما إذا كان يجب على ألمانيا أن تسعى للحصول على الحماية تحت المظلة النووية الفرنسية، أقر ميرز بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عرض ذلك على برلين مراراً بالفعل، لكن الحكومات الألمانية السابقة تركت هذا السؤال دون رد.
ومضى يقول: “نحتاج إلى إجراء محادثات مع كل من البريطانيين والفرنسيين، القوتين النوويتين الأوروبيتين، حول ما إذا كانت مشاركة الأسلحة النووية، أو على الأقل توفير الأمن النووي من المملكة المتحدة وفرنسا، يمكن أن يشملنا أيضاً”.
كان المستشار الألماني، أولاف شولتز، قد دعا خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، في منتصف فبراير، إلى تخفيف قيود الاقتراض وإصلاح قواعد الديون الأوروبية للمساعدة في زيادة الإنفاق الدفاعي داخل الكتلة، مؤكداً أن “أوروبا في حاجة إلى تعزيز صناعتها الدفاعية، لكن دون التخلي عن الحليف الأميركي”.
وقال شولتز إنه في حين يتعين على أوروبا بناء صناعتها الدفاعية، فإن ألمانيا ستواصل أيضاً شراء المعدات العسكرية المصنوعة في الولايات المتحدة.
وبدأ مسؤولون أوروبيون إدراك حقيقة لطالما أشار إليها ترمب، مفادها أن الولايات المتحدة لم تعد تريد أن تكون الضامن الأساسي للأمن في أوكرانيا أو في القارة ككل، ما يضعها أمام تحديات وفجوات دفاعية تتطلب حلولاً فاعلة.
وأكد وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، هذه الرسالة بشكل قاطع، الأسبوع الماضي، في خطاب صدم العديد من الأوروبيين، إذ حذر الشركاء من أن الوجود العسكري الأميركي في أوروبا “لن يكون أبدياً”.
ورغم أن ترمب ليس الرئيس الأميركي الوحيد الذي انتقد حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، فإنه أول مَن أجبر أوروبا على التفكير بجدية في ما يجب أن تفعله، إذا قررت الولايات المتحدة سحب درعها الدفاعي.
انتخابات حاسمة في ألمانيا
ويتوجه أكثر من 59 مليون ناخب ألماني، الأحد، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات قد تشكل مستقبل بلادهم ومستقبل الاتحاد الأوروبي، إذ يتنافس 29 حزباً على نحو 733 مقعداً.
وفي حين يكتسب حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، مزيداً من الدعم، تكافح الأحزاب الوسطية واليسارية في التعامل مع قضايا رئيسية مثل الهجرة والتضخم وما إذا كانت ستدعم جهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ويتمتع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، بتقدم واضح في استطلاعات الرأي، وهذا يعني أن فريدريش ميرز، وفقاً للأرقام الحالية، سيصبح مستشار ألمانيا القادم، ولكن بأدنى نتيجة على الإطلاق، إذ لن يفوز إلا بـ30% من الأصوات، في حين قد يحصل حزب الاشتراكي الديمقراطي، بقيادة أولاف شولتز على 15.5% فقط في المرتبة الثالثة.