التايمز: تفاصيل مثيرة عن حرب روسيا وأوكرانيا يكشفها جنديان من كوريا الشمالية

جنود من كوريا الشمالية في الحرب الروسية

نشرت صحيفة كورية جنوبية تفاصيل مثيرة عن كواليس الحرب الروسية الأوكرانية على لسان اثنين من جنود كوريا الشمالية تابعين لوحدة النخبة وذلك خلال مشاركتهما في الحرب مؤخراً, حيث كشف أحدهما عن رغبته في الانشقاق خلال الحرب والإنضمام إلى كوريا الجنوبية، وفقاً لصحيفة التايمز البريطانية.

أول جنديين يتم أسرهما من كوريا الشمالية 

وإمتنعت الصحيفة الكورية الجنوبية عن ذكر إسميهما بشكل واضح، خوفاً على حياتهما, لافتة أن أحدهما يُدعى “ري” يبلغ من العمر 26 عاماً والآخر “بايك” 21 عامًا وهما أول جنديين من كوريا الشمالية يأسرهما الجيش الأوكراني في 9 يناير الماضي.

وذكرت التايمز أن الجندى “ري” قال لصحيفة “تشوسون إلبو” الكورية الجنوبية أنه “لم يتبق أحد غيره على قيد الحياة من كامل وحدته العسكرية”، مشيرا إلى أنه لم يخض قتالاً حقيقيا مثل ذلك من قبل.

كارثة

وأفاد الجندى الكوري الشمالي أن جميع الجنود الذين كانوا معه تم استهدافهم بطائرة مسيّرة وماتوا في الحال، بينما أُصيب هو برصاصة في ذراعه وفكه. وقال: “اخترقت الرصاصة ذراعي وحطمت العظام ثم أصابت فكي وكسرته”.وبرغم تحسن حالته بعد علاجه من قبل القوات الأوكرانية التي احتجزته كما أفادت التايمز إلا أنه أصبح يتكلم بصعوبة.

وخلال حديث صحفي سابق كشف “ري” ومعه جندي آخر من كوريا الشمالية لأحد الصحفيين للمرة الأولى عن خسائر الوحدات الكورية الشمالية وما وصفها بالسخافات التي قالها قادتهم، وقد أبدى خلال حديثه مع الصحفي رغبته في الانشقاق عن الجيش الكوري الشمالي والعيش في كوريا الجنوبية.

وأكد “ري” أن والديه لم يكونا على علم بأنه أُرسل للقتال إلى جانب الجيش الروسي، طوال تلك المدة فقد أُخفي عنهما الخبر بشكل ما.

بروباغاندا أوكرانية

وأوضح “ري” أن ضباطا تابعين لأمن الدولة ملحقين بوحدات الجيش الروسي أخبروهم أن مشغلى المسيّرات الأوكرانية التي تستهدفهم جنود من كوريا الجنوبية. وذلك لتحفيزهم على القتال، ليعرف فيما بعد أن هذا كان خداعاً. وفقا لصحيفة التايمز.

وقال “إنهم كجنود كوريون لم يكونوا على تواصل تام مع الجنود الروس، حيث اضطروا لإستخدام تطبيقات الترجمة عبر الهواتف الذكية، وهي تقنيات لم يسبق لهم أن شاهدوها سابقاً. وأضاف أن البرد في مقاطعة “كورسك” غربي روسيا لا يٌحتمل ولا يقارن بالشتاء في شمال كوريا الشمالية.

فيما دحض رفيقه “بايك” إدعاءات الجيش الأوكراني باستُغلال روسيا للكوريين واستخدامهم كطُعْم بشري لاستدراج الطائرات المسيرة الأوكرانية بهدف إسقاطها، مضيفا “لم أسمع بهذا القول من قبل”.

الإنتحار بدلاً من الأسر

وذكرت التايمز في تقريرها أن الجندي “ري” أكد أنه تم تحريض جنود كوريا الشمالية على إنهاء حياتهم بأنفسهم, بدلا من الوقوع في أسر الأوكرانيين. حيث قال “لو أتيحت لي قنبلة يدوية، حينها فسوف أنتحر.لأن الوقوع في الأسر بالنسبة لجيشنا يعد خيانة”.

بينما أكد “بايك” رغبته في العودة إلى بلاده مرة أخرى، لكن “ري” أوضح إنه حسم أمره بالانشقاق والعيش في كوريا الجنوبية. قائلا: “لقد مات جميع من جئت معهم في وحدة النخبة، ولم يتبق منهم أحد”، متساءلاً كيف يشعر آباؤهم وأمهاتهم، بعد مقتلهم.