الدب الذهبي يذهب إلى السينما النرويجية في مهرجان برلين

في ليلة احتفت بالجرأة السينمائية والرؤى الفنية المتفردة، فاز الفيلم النرويجي Dreams (Sex Love)، للمخرج داج يوهان هافجرود، بجائزة الدب الذهبي في الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان برلين السينمائي الدولي، ليصبح واحدًا من أكثر الأفلام التي أثارت النقاش خلال هذه النسخة من المهرجان.
يقدم الفيلم سرداً درامياً حول قصة حب معقدة بين شابة ومعلمها، وهو العمل الثالث ضمن ثلاثية هافجرود التي تتناول العلاقة الحميمة في بعدها العاطفي والجسدي، وهو موضوع يستكشفه بعمق سينمائي غير تقليدي.
وأشاد رئيس لجنة التحكيم المخرج الأميركي تود هينز بالفيلم، واصفاً إياه بأنه “يدغدغ المشاعر من خلال لحظات مفاجئة ومذهلة، تسير بسلاسة داخل نسيج القصة.”
وعبر هافجرود عن سعادته الكبيرة بالفوز، قائلًا: “هذه الجائزة تتجاوز أحلامي، إنها تشجعني على مواصلة السرد القصصي، وتشجع الجمهور على الكتابة والقراءة أكثر”.
شارك في المسابقة الرسمية 19 فيلماً، وجاءت النتائج لتعكس تنوعاً في الأصوات السينمائية، إذ ذهبت جائزة الدب الفضي إلى الفيلم البرازيلي The Blue Trail، الذي يتناول رحلة امرأة مسنة في غابات الأمازون، ورفضها العيش في مستعمرة للمسنين.
في حين فاز بجائزة أفضل هوو مينج عن الفيلم الصيني Living the Land، الذي يروي قصة أربعة أجيال من المزارعين في ظل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية.
ونال جائزة لجنة التحكيم الفيلم الأرجنتيني The Message، والذي يتناول الأثر العاطفي للرسائل غير المكتملة بين العائلات الممزقة.
وفازت بجائزة أفضل ممثلة الأسترالية روز بيرن، عن دورها في فيلم If I Had Legs, I Would Kick You، وهو عمل يستكشف تعقيدات الأمومة وتأثيرها على الهوية الفردية.
في حين ذهبت جائزة أفضل ممثل مساعد إلى الممثل الأيرلندي آندرو سكوت، عن أدائه في فيلم Blue Moon، حيث جسد شخصية تعاني من صراعات داخلية بين الماضي والحاضر.
وحصد المخرج الروماني رادو جود جائزة أفضل سيناريو عن فيلم Continental 25، وهو عمل يعيد النظر في الشعور بالذنب الجماعي وعدم المساواة الممنهج بأسلوب تأملي جريء.
وتؤكد نتائج هذا العام أن مهرجان برلين السينمائي الدولي لا يزال أحد أكثر المهرجانات انفتاحاً على الأصوات السينمائية الجريئة، والتجارب البصرية التي تسعى لكسر القوالب التقليدية، فبينما احتفى الدب الذهبي بفيلم يتناول التجربة العاطفية من منظور حسي غير مألوف، فإن الجوائز الأخرى توزعت على أعمال تنبض بتجارب إنسانية واجتماعية معقدة، ما يؤكد مكانة برلين كمنصة تحتضن المتمردين على المألوف في السينما العالمية.