اخر الاخبار

الرئيس السوري: وحدة السلاح واحتكاره في يد الدولة “واجب وفرض”

قال الرئيس السوري أحمد الشرع، الثلاثاء، إن “وحدة السلاح واحتكاره بيد الدولة ليست رفاهية، بل واجب وفرض”، مشيراً إلى أن “سوريا لا تقبل القسمة، فهي كل متكامل وقوتها في وحدتها”، كما شدد على أن “دمشق تعاني من تدمير ممنهج لاقتصادها وخدماتها الأساسية، وأن عوامل ونهضتها تكمن بداخلها”.

وأضاف الشرع في كلمته خلال مؤتمر الحوار الوطني في قصر الشعب بدمشق، أن سوريا بحاجة إلى “خطة إسعافية، ثم أخرى متوسطة، ثم أخرى استراتيجية”، مضيفاً أنها تحملت خلال الحقبة السابقة أوجاعاً وآلاماً اجتماعية واقتصادية ونفسية”. 

وأفاد بأن الثورة السورية، وما أعقبها من نصر مبين “أنقذت البلاد من الهلاك، لكنها لا تزال مثقلة بالجراح، وهي اليوم في غرفة الإنعاش تقف بين أيديكم فرحة، لكنها جريحة متألمة تناديكم لتقفوا جميعاً لمداوة جراحها، وهي كلها ثقة أنكم لن تخذلوها بعد اليوم وتسهرون لحمايتها وازدهارها”.

دعوات مشبوهة

وشدد الرئيس السوري على أن “السلم الأهلي واجب على أبناء الوطن جميعاً، وأن الدعوات المشبوهة التي تستدعي حالة الخطر لطوائف ما، وتعرض نفسها الحامية المنقذة، هي دعوات فارغة لا تنطلي على الوعي السوري”.

ولفت الشرع إلى أن “سوريا اليوم دعتكم للاتفاق والتشاور في مستقبل البلاد وأمتكم والأجيال اللاحقة بكم، وأن الأحداث الجارية، هي عنوان لمرحلة تاريخية جديدة تسطرونها وتبنونها بأيديكم، وتعلمونها لأبنائكم”.

تقويض منجزات الشعب

ودعا الشرع إلى مراعاة مرحلة إعادة بناء الدولة من جديد مع كل ما لحق بها من دمار وخراب، وأن هذه المرحلة ذات خصائص حرجة ولها مميزات تختلف عن دولة ذات نظام مستمر يعقبه الأشخاص، ويبقى النظام. وقال: “علينا أن نبني دولتنا على القانون وأن يُحترم القانون من قبل واضعيه حتى يحترمه الناس”.

كما قال: “علينا التحلي بالصبر، ولا نحمل سوريا أكثر مما تطيق”، وقال إن سوريا بحاجة إلى قراءة جريئة تعالج مشكلاتها علاجاً حقيقياً، ولو كان مؤلماً وصادماً، مشدداً على أن دمشق تراجعت عن محيطها الإقليمي والدولي وعليها أن تسارع للحاق، فينبغي اتخاذ الخطوات المناسبة لذلك.

وأضاف أن النصر الذي تحقق وفرحة السوريين قد ساءت أقواماً هنا وهناك، ويسعون لتقويض منجزات الشعب، “علينا أن نكون حذرين وأن نواجه بصلابة وقوة وحزم كل من يريد أن يبعث بأمننا ووحدتنا”، وفق تعبيره.

واعتبر أن “نظام الحكم لأي بلد يتفق اتفاقاً وثيقاً مع المرحلة التاريخية السابقة لإقراره وثقافة أهل البلد، ولذلك لا ينبغي استيراد أنظمة لا تتلاءم وحال البلاد. ويجب الابتعاد عن تحويل مجتمعات إلى حقول تجارب لتنفيذ أحلاما سياسية لا تناسب”.

وقال إنه “خلال الشهرين الماضيين، عملنا على ملاحقة مرتكبي الجرائم بحق السوريين، وسنعمل على تشكيل هيئة للعدالة الانتقالية تنصيف وتقدم المجرمين للعدالة”، مشدداً على أن سوريا حررت نفسها بنفسها، فإنه يليق بها أن تبني نفسها بنفسها”.

رفع العقوبات 

بدوره، قال وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في افتتاح مؤتمر الحوار الوطني، إن سوريا واجهت خلال السنوات الماضية ظروفاً استثنائية لم تقتصر على حرب ممنهجة افتعلها النظام ورغم التحديات، وبعد التحرير لم نستسلم للضغوط وعملنا على الانفتاح والدبلوماسية الفاعلة.

وشدد على أن المرحلة الماضية شهدت حضور سوريا مؤتمرات دولية مهمة، وهذا ما يشكل خطوة مهمة في مسار استعادة دورها على الساحة السياسية الدولية. 

وقال الشيباني إن بلاده لن تقبل بأي “مساس بسيادتنا وهويتنا، وسنحرص على بناء علاقات مع الأطراف التي وقفت إلى جانبنا مع الانفتاح مع من يحترم إرادة شعبنا”. وأضاف في معرض كلمته: “نعمل على رفع العقوبات عن سوريا وفتح فرص استثمارية جديدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *