إيران ترفض التفاوض مع إدارة ترمب تحت سياسة “الضغوط القصوى”

أعرب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الثلاثاء، عن رفض بلاده إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة في ظل استمرار “سياسة الضغوط القصوى” التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فيما شدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، على يقين موسكو من أن “التدابير الدبلوماسية” لا تزال مطروحة على الطاولة فيما يتعلق بحل المشكلات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
وقال عراقجي في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي في طهران، إن “موقف إيران فيما يتعلق بالمفاوضات النووية واضح، وأنها لن تتفاوض تحت الضغوط والعقوبات”، مشيراً إلى “عدم وجود إمكانية لإجراء مفاوضات مباشرة بين إيران وأميركا بشأن الملف النووي طالما سياسية الضغوطات القصوى تمارس بهذا الشكل”.
من جهته، أعرب لافروف، الذي التقى لاحقاً الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، عن عزم روسيا وإيران “إيجاد مخرج من الوضع الذي نشأ حول الاتفاق النووي الإيراني”، مشيراً إلى أن “هناك ثقة بالتدابير الدبلوماسية”.
ووصف لافروف، المناقشات مع عراقجي بأنها “مفصلة ومفيدة”، حيث بحثا “الوضع الذي تطور حول خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني”.
وأضاف لافروف: “نحن مقتنعون بأن التدابير الدبلوماسية لا تزال مطروحة، ولا يمكن إهمالها، ويجب استخدامها بأكبر قدر ممكن من الفعالية، دون أي تهديدات ودون تلميحات إلى إمكانية وجود نوع من الحلول القسرية”.
وأكد عزم البلدين على “مواصلة البحث عن حلول مقبولة للخروج من الوضع الحالي، الذي لم تنشئه إيران، بل الدول الغربية”، وفق وصفهما.
“تنسيق روسي إيراني”
وتطرق الوزير الروسي، إلى لقاء رئيسي البلدين، فلاديمير بوتين ومسعود بيزشكيان، مرتين خلال الفترة الماضية، والتوقيع على “معاهدة تاريخية تتضمن أهدافاً واسعة للتعاون في كافة الأبعاد”، على حد تعبيره.
وأوضح أن بلاده “تنسق مع الجانب الإيراني، ولديها ديناميكية كبيرة في تبادلاتها التجارية مع طهران. ونعمل على تقليل الآثار السلبية للعقوبات على اقتصادنا”.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، أن لافروف ناقش قضايا إقليمية وثنائية خلال الزيارة التي تستمر يوماً واحداً.
وتأتي الزيارة بعد يوم من فرض واشنطن حزمة جديدة من العقوبات التي تستهدف قطاع النفط الإيراني، وهو المصدر الرئيسي للدخل في الدولة.
واستأنف ترمب في وقت سابق حملة “الضغوط القصوى” على إيران، والتي تشمل بذل جهود لتقليص صادرات البلاد النفطية، معاوداً فرض سياسة صارمة على طهران اتبعها واشنطن خلال ولايته الرئاسية الأولى.
وسبق أن أبدى ترمب عن رغبته في إبرام صفقة مع إيران، لكن المرشد الإيراني علي خامنئي قال هذا الشهر، إن المحادثات مع الولايات المتحدة “ليست ذكية أو حكيمة أو مشرفة”، لكنه لم يذهب إلى حد تجديد حظر المحادثات المباشرة مع واشنطن الذي وجه به أثناء إدارة ترمب الأولى.
الملف السوري
وعن الملف السوري، قال وزير الخارجية الإيراني، إن “موقفنا من الملف السوري متقارب مع روسيا، وإيران تؤكد أهمية وحدة الأراضي السورية وسيادتها وازدهارها واحترام حق تقرير المصير لشعبها، وستدعم السلام والاستقرار في هذا البلد”.
وذكر أن “المشاورات” مع نظيري الروسي، “متواصلة على الدوام في جميع المجالات، وتتضمن مروحة واسعة من التعاون والقضايا”.
من جهته، أشار لافروف، إلى أن “روسيا وإيران ستنتظران إلى نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري، وعازمتان على تعزيز الاستقرار والهدوء في سوريا”.
وأكد أن “محاولات تقديم المساعدة من الخارج للعملية الداخلية السورية دون مشاركة روسيا وإيران والصين، لا تتفق مع أهداف توحيد سوريا”.
وفي 12 فبراير الجاري، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، إن بلاده تلقت “رسائل إيجابية” من روسيا وإيران، إلا أنها تريد “مزيداً من الضمانات”.
وأضاف الشيباني في القمة العالمية للحكومات 2025 في دبي: “هناك رسائل إيجابية، لكن نريد أن تتحول هذه الرسائل الإيجابية إلى سياسات واضحة يشعر الشعب السوري تجاهها بالاطمئنان”.
ولفت إلى أنه “يوجد رسائل واضحة باحترام الإدارة السورية الحالية، وسيادة الشعب السوري… هناك جراح للشعب السوري وآلام عانى منها الشعب السوري على يد هاتين الدولتين”.