اخبار عمان

أهلًا وسهلًا بشهر الخير | جريدة الرؤية العمانية

 

خليفة بن عبيد المشايخي

[email protected]

 

مرت الأيام سريعًا لنجد أنفسنا اليوم أمام شهر فضيل سيشرفنا بعد أقل من اثنين وسبعين ساعة، وستدور الدوائر وسيصبح حلول هذا الشهر، واقعًا لا محالة، سيلاقيه من يلاقيه، وسيفارقه من يفارقه، ورحم الله من مات في الأيام الماضية، وغفر لمن بقي ويعيش، وتجاور الله عن سيئات الجميع.

نعم سيأتي شهر رمضان المبارك، ولكن لن تأتي ما أحدثته الأيام السابقة من مآسٍ ومعاناة بنفس الشاكلة والكيفية والطريقة، سيكون كل شيء مختلف وغير متكافئ ولا متوازن ولا متساوٍ، فمثلا أعداد الناس تزايدت عمّا قبل، إلّا أن الإحساس بمشاكلهم ومعاناتهم، أصبح ضعيفًا ومهملًا وغير مبالٍ به.

كثيرة هي الحالات الإنسانية الحرجة والصعبة التي تحتاج اليوم إلى مواساة ومراعاة واهتمام ومتابعة وحلول لمشاكلها، وإذا ما علمنا أن كل شيء أصبح تحقيقه بالمال، فإن ذلك أيضًا لم يعد متيسرًا مع الكل وللكل، ولم يعد في مقدور الكل التعامل وتيسير أمورهم به.

تأتي أيام هذا الشهر والوضع كما هو في الأعوام السابقة، فهناك من يعاني الفقر وضيق اليد وعسر الحال، وهؤلاء يطرقون أبواب الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة، وشكوى الحال للميسورين من الناس لعلهم يرحمون فيساهمون في تفريج الكرب والتنفيس عن الناس.

لقد مضت أيام وازداد بعض من الناس فيها تحسنًا في أحوالهم وأوضاعهم المعيشية المختلفة، وأتت أخرى وآخرون فيها لم يحالفهم الحظ ليكونوا ضمن الذين تغيرت أوضاعهم إلى الأفضل.

وأضحى الناس في حيرة من أمرهم لتأخر الفرج، وبات التردد على الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة، أمرًا محرجًا للغاية، يذهب بماء الوجوه، ولا يحفظ كرامة الإنسان. ولهذا فإنه من الأهمية بمكان إيجاد آلية تجعل هذه الشرائح والفئات المسجلة في لجان الزكاة والجمعيات الخيرية، يحظون برعاية واهتمام أفضل عن ذي قبل، بطريقة تضمن لهم الكرامة وعزة النفس.

نعم نحن بحاجة إلى تكافل وتعاون وتعزيز العمل الخيري، ووجود تلك المؤسسات الخيرية والتطوعية، خفف بالفعل الكثير عن كاهل الفقراء والمحتاجين. وهنا أتساءل هل فعلًا يجب أن يكون لدينا فقراء في بلد يتمتع بثروات هائلة وعدد مواطنيه في حدود 3 ملايين نسمة؟!

لقد كثر الحديث ويكثر عن حالات الفقر والتسريح من الأعمال والباحثين عن العمل، وأصبح الاقتصاد لا يقوم إلّا على فئة من الناس، والآخرون لم يعودوا قادرين على الشراء وتوفير متطلباتهم واحتياجاتهم الضرورية.

وعليه نجد أن هناك أسرًا محرومة لا تتحصل إلّا على وجبة واحدة في اليوم، ولا يمكنهم توفير أدنى متطلبات المعيشة، وشهر رمضان المبارك هو شهر الخير والبركة والتفكر والعبادة، وليس المقصد من الشهر الفضيل الصوم ثلاثين يومًا أو أقل من ذلك، وبعده ننسى فقراءنا وضعفاءنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *