انطلقت الجولة الثانية من المحادثات الروسية الأميركية، الخميس، في مقر إقامة القنصل العام الأميركي في إسطنبول، والتي تتركز أساساً على عمل البعثات الدبلوماسية للبلدين، حسبما ذكرت وكالة أنباء “تاس” الروسية الرسمية.
وبدأت المحادثات في العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي (السابعة صباحاً بتوقيت جرينتش) كما كان مقرراً، وتجمع عشرات الصحافيين أمام مقر الإقامة، فيما ستُعقد المحادثات خلف أبواب مغلقة.
وقال التلفزيون الروسي الرسمي إنه من المتوقع أن تستمر المحادثات من خمس إلى ست ساعات.
وذكر الكرملين الخميس، أنه يعتقد أن الحوار مع الولايات المتحدة يجب أن يمضي قدماً طالما كانت هناك إرادة سياسية من الجانبين واستعداد للاستماع إلى بعضهما البعض، لكنه قال إن لا أحد “يتوقع حلولاً سريعة وسهلة”.
يترأس الوفد الأميركي نائبة مساعدة وزير الخارجية سوناتا كولتر، بينما يترأس الوفد الروسي مدير إدارة شمال الأطلسي بوزارة الخارجية الروسية ألكسندر دارتشييف.
ولا يوجد سفير لموسكو لدى واشنطن منذ أن ترك السفير السابق أناتولي أنتونوف منصبه أكتوبر الماضي.
وتأتي المحادثات وسط تقارب بين واشنطن وموسكو، وسعي أميركي لإنهاء الحرب الأوكرانية المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وبدأ التقارب بعد مكالمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب في 12 فبراير الماضي، تلاها اجتماع رفيع المستوى بين وزيري خارجية البلدين الأسبوع الماضي في الرياض.
واتفق الوفدان، بقيادة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ونظيره الروسي سيرجي لافروف، خلال اجتماعاتهم في السعودية، على فتح مناقشات حول البعثات الدبلوماسية، وفق ما أوردت “رويترز”.
محادثات بشأن السفارات
وفي وقت سابق، الأربعاء، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن المحادثات ستركز على خلق ظروف أفضل للدبلوماسيين الروس في الولايات المتحدة ونظرائهم الأميركيين في روسيا، بعد سلسلة من الخلافات حول مستويات التمثيل الدبلوماسي وممتلكات السفارة.
وقال لافروف: “سيجتمع دبلوماسيونا وخبراؤنا ويدرسون المشاكل التنظيمية التي تراكمت نتيجة للأنشطة غير القانونية للإدارة الأميركية السابقة، لخلق عقبات مصطنعة أمام أنشطة السفارة الروسية، والتي رددنا عليها بشكل طبيعي، وخلقنا أيضاً ظروفاً غير مريحة لعمل السفارة الأميركية في موسكو”.
وتتوقع موسكو أن يوضح الاجتماع مدى قدرة الطرفين على المضي قدماً بسرعة وفعالية فيما يتعلق باستئناف العمل الطبيعي لسفارتي البلدين.
“لا مناقشات بشأن أوكرانيا”
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، بأن “محادثات الخميس في إسطنبول، التي سيقودها مسؤولون بحسب مستوى المهمة، لن تتضمن أي مناقشات بشأن أوكرانيا، ولكنها ستظل تعتبر اختباراً لرغبة موسكو في المشاركة الحقيقية”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية: “من الواضح أنه لا توجد قضايا سياسية أو أمنية على جدول الأعمال، فأوكرانيا ليست على جدول الأعمال”.
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال “اجتماع الرياض” إن فرقاً عالية المستوى ستعمل على استعادة البعثات الدبلوماسية للدولتين في واشنطن وموسكو.
وتبادلت روسيا والولايات المتحدة، خلال العقد الماضي، طرد الدبلوماسيين وتقييد عمليات تعيين الموظفين الجدد في البعثات الدبلوماسية، ما تسبب في نقص كبير في سفارتي البلدين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن “السفارتين في موسكو وواشنطن، وكذلك القنصليتين الروسيتين في نيويورك وهيوستن، ستتم مناقشة ظروف عملهما الخميس، ولكن ليس بعثة روسيا لدى الأمم المتحدة”.
وأضاف: “تتضمن القضايا المدرجة على جدول الأعمال مستويات التوظيف، والتأشيرات، والخدمات المصرفية الدبلوماسية، وغيرها من القضايا التشغيلية”.
