السفير مسعود معلوف: أوروبا تفقد الثقة بواشنطن.. وتقاربها مع الصين يغير موازين القوى (خاص)

الخميس 27 فبراير 2025 | 07:18 مساءً
السفير مسعود معلوف بواشنطن
قال السفير مسعود معلوف في واشنطن، في حديث خاص لصحيفة “بلدنا اليوم”، إن التراجع الأوروبي في الثقة بالولايات المتحدة كحليف استراتيجي ليس جديدًا، بل بدأ منذ عهد الرئيس دونالد ترامب في ولايته الأولى (20172021).
خلافات ترامب وأثرها على العلاقات الأوروبية
ولفت معلوف إلى أن سياسات ترامب تجاه أوروبا أدت إلى توتر العلاقات بين الجانبين، حيث شهدت تلك الفترة خلافات واضحة بينه وبين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأضاف أن أحد أبرز مؤشرات هذا التوتر كان اقتراح ماكرون، قبل نحو خمس سنوات، بإنشاء جيش أوروبي مستقل عن المظلة العسكرية الأمريكية، وهي فكرة لم تلقَ استجابة واسعة حينها.
محاولات بايدن لإعادة بناء الثقة
وشدد معلوف على أن انتخاب جو بايدن رئيسًا في 2021 ساهم في إعادة العلاقات الأمريكية الأوروبية إلى مسارها التقليدي، حيث سعى إلى طمأنة الحلفاء الأوروبيين وإعادة تعزيز دور الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
عودة ترامب وتفاقم المخاوف الأوروبية
وأكد معلوف أن عودة ترامب إلى الرئاسة في 2025 أعادت أوروبا إلى دائرة القلق، خاصة في ظل مواقفه المتقاربة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وابتعاده عن دعم أوكرانيا.
وأوضح أن هذا التوجه دفع ماكرون إلى إحياء فكرة الاستقلال العسكري الأوروبي، ولكن هذه المرة تبدو الأمور أكثر جدية مما كانت عليه في السابق.
تحركات أوروبية لمواجهة المجهول
وأشار معلوف إلى أن القادة الأوروبيين يدركون أن سياسات ترامب تجاه الناتو وأوكرانيا قد تضعف التحالف الغربي، إذ إنه لم يتردد في انتقاد الأوروبيين بسبب عدم تقديمهم مساعدات كافية لأوكرانيا مقارنة بالولايات المتحدة.
كما أنه يعمل الآن على اتفاق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يسمح لواشنطن بالحصول على نصف عائدات المناجم الأوكرانية الغنية بالمعادن النادرة، مثل التيتانيوم والليثيوم، الضروريين لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
هل تقترب أوروبا من الصين؟
ولفت معلوف إلى أن التوترات مع الولايات المتحدة تدفع الدول الأوروبية إلى إعادة تقييم استراتيجياتها، حيث تسعى إلى تقوية علاقاتها مع الصين.
وأوضح أن أوروبا لا ترغب في أن تجد نفسها في صراع مع الولايات المتحدة من جهة، ومع روسيا والصين من جهة أخرى، بل تحاول الحفاظ على توازن في علاقاتها الدولية.
تحولات جيوسياسية قادمة
وختم معلوف حديثه بالتأكيد على أن المشهد الدولي يشهد تغيرات سريعة، حيث تتشكل تحالفات جديدة، وقد نشهد في المستقبل القريب إعادة ترتيب للتوازنات الجيوسياسية على مستوى العالم.
وأضاف أن ما كنا نعتبره “حربًا باردة جديدة” بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران في مواجهة الولايات المتحدة والدول الغربية، قد يأخذ أبعادًا أكثر تعقيدًا في ظل التقارب الأوروبي الصيني المحتمل.
المصدر: بلدنا اليوم