الأمن العام ينتشر داخل جرمانا

بدأت قوات الأمن العام الانتشار داخل جرمانا بريف دمشق، لفرض الأمن داخل المدينة و”ملاحقة الخارجين عن القانون”.
وقال مدير أمن محافظة ريف دمشق، المقدم حسام طحان، لوكالة الأنباء السورية (سانا)، إن قوات الأمن العام انتشرت داخل جرمانا، بعد رفض المتورطين في اغتيال أحد عناصر الأمن العام أحمد الخطيب تسليم أنفسهم، حيث ستعمل القوات على إلقاء القبض عليهم لتقديمهم للقضاء العادل.
وأضاف طحان أن قوات الأمن العام ستقوم بإنهاء حالة الفوضى والحواجز غير الشرعية التي تقوم بها مجموعات “خارجة عن القانون” امتهنت عمليات الخطف والقتل والسطو بقوة السلاح.
وأشار طحان إلى أن المسلحين الخارجين عن سلطة الدولة، رفضوا جميع الوساطات والاتفاقات، “ونحن بدورنا أكدنا أنه لن تبقى بقعة جغرافية سوريّة خارج سيطرة مؤسسات الدولة، وقد لمسنا من أهالي مدينة جرمانا تعاونًا كبيرًا في هذا الشأن”.
في السياق ذاته، قال “لواء الجبل”، أحد فصائل السويداء التي ساهمت في مفاوضات إنهاء التوتر في جرمانا، إنه بعد المساعي الحثيثة لتطويق تداعيات حادثة جرمانا، توافق الأهالي ومشايخ المدينة بعد الاجتماع مع قيادات من حكومة دمشق المؤقتة، على إعادة تفعيل عمل ناحية جرمانا ودخول عناصرها الى المدينة.
وعقب هذا الاجتماع، عُقدت جلسة أخرى بين مشايخ ووجهاء وعائلات جرمانا، “لإعلان بنود الاتفاق الذي تمت مباركته وتفويض مشايخنا بمتابعته وتنفيذه”.
وبموجب الاتفاق، رافق دخول عناصر الأمن العام إلى جرمانا، وفد من مشايخ المدينة، حيث إن دخول عناصر الناحية هو مطلب دعت إليه الهيئة الروحية في بيان لها السبت.
شهدت مدينة جرمانا خلال الساعات الماضية هدوءًا حذرًا، بعد عدة حوادث أمنية جرت خلال اليومين السابقين، بين فصائل محلية وقوى وزارة الدفاع والأمن السوري، زادت حدتها تصريحات إسرائيلية تتعهد بالدفاع عن جرمانا.
وأدى وصول مقاتلين من فصائل السويداء في الجنوب السوري، ومفاوضات مع الحكومة وتعهد مشايخ الطائفة الدرزية بتسليم المتورطين، إلى احتواء الموقف.
تبعد جرمانا عن مركز العاصمة دمشق ثلاثة كيلومترات، وتقطن فيها غالبية درزية ما يربطها بعلاقات وثيقة مع محافظة السويداء.
بدأت التوترات، مساء الجمعة 28 شباط الماضي، إثر وقوع شجار في ساحة السيوف بين مجموعة شباب من مدينة جرمانا وآخرين من خارج المدينة، ما أدى إلى إصابة أحد شاب من المجموعة الأولى، نقل إلى مستشفى المجتهد في دمشق.
وبحسب مراسلة ، وقعت في مستشفى المجتهد بدمشق ملاسنات كلامية بين مرافقي المصاب وعناصر من الأمن العام، وبعدها نقل المرافقون إلى قسم شرطة الصالحية.
عندها توجه عدد من مشايخ جرمانا إلى قسم الشرطة لحل الخلاف وعند خروجهم أطلق مجهولون النار عليهم، ما زاد الأمور سوءًا عندما وصلت الأخبار إلى المجموعات الأهلية وأدى إلى استنفارهم.
بالتزامن مع هذه التوترات الأمنية، حصل حادث أمني آخر بعد حاجز القوس، أحد مداخل جرمانا، الذي تتولى إدارته إحدى المجموعات الأهلية.
وأفاد صاحب محل تجاري في حي القوس بجرمانا،، أنه عند الساعة 10 مساء الجمعة، دخلت سيارة إلى المدينة وبداخلها أفراد يتبعون إما لـ”هيئة تحرير الشام” أو الأمن العام، ولم تعرف بدقة تبعيتهم الأمنية.
وطلب عناصر حاجز جرمانا في مدخل المدينة تسليم سلاحهم الحربي، وامتثلوا للإجراء المتبع بحق من يدخل جرمانا وبحوزته سلاح حربي، وبعد نحو ما يقدر بـ100 متر حصلت مشاجرة بين هذه السيارة وسيارة أخرى من خارج جرمانا.
وتابع صاحب المحل أنه تخلل هذه المشاجرة تبادل إطلاق نار بين الطرفين، ما استدعى تدخل شباب حاجز جرمانا للوقوف على حيثيات المشاجرة، وأسفرت الحادثة عن إصابة الشاب أحمد أديب الخطيب الذي نقل إلى أحد مستشفيات المدينة، وبعدها فارق الحياة.
واستدعت التوترات الأمنية الحاصلة إغلاق المحال التجارية من قبل أصحابها خوفًا على أنفسهم.
وتوجه مشايخ مدينة جرمانا إلى بلدة المليحة في ريف دمشق مكان إقامة أهل الشاب القتيل، لتهدئة الأمور ومنع تداعيات أخرى.
وشهد يوم السبت 1 من آذار، هدوءًا نسبيًا قبل أن تعود التوترات الأمنية في المدينة خلال فترة بعد الظهيرة، حيث حصل إطلاق نار كثيف في محيط المدينة، واستهدافها برشقات من الأسلحة المتوسطة والثقيلة، واندلع اشتباك بين مجموعات مسلحة على أطراف جرمانا ومجموعات الأهلية.
وأسفر هذا الحادث الأمني عن مقتل أحمد أبو الندى، الذي صادف مروره بمنطقة الاشتباكات، وإصابة أربعة شباب من جرمانا بجروح طفيفة.
وأعادت هذه الحادثة الأخيرة التوتر إلى المدينة، ما أدى إلى استنفار المجموعات الأهلية بشكل كامل، لكن وصول وفود من السويداء أسهم باحتواء الموقف.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
المصدر: عنب بلدي