اخر الاخبار

صناعة السينما تترقب حفل الأوسكار وسط منافسة محتدمة

مع اقتراب لحظة الحسم في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ97، تبدو الليلة مفتوحة على كل الاحتمالات، حيث تمتزج السينما بالسياسة، والدراما بالإنجازات التاريخية، في مشهد يتجاوز حدود الشاشة الكبيرة ليصبح انعكاساً للتحولات العميقة في المشهد الثقافي والفني العالمي.

وسط هذا الزخم، تتجه الأنظار إلى أفلام مرشحة لصنع التاريخ، وممثلين يسعون لإعادة كتابة قواعد اللعبة، في حين تلوح في الأفق لحظات قد تتجاوز كونها فنية لتصبح رمزية ودلالية في عصر يعيد تعريف ملامحه. 

في ظل غياب فيلم مهيمن على المشهد السينمائي، تظل التكهنات مفتوحة حتى اللحظة الأخيرة. يتصدر السباق Anora، الذي يقدم قصة حب لفتاة ليل تتحول حياتها إلى نسخة حديثة من “سندريلا”،  حيث قد يصبح ثالث فيلم في التاريخ يجمع بين السعفة الذهبية في كان وجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، لينضم إلى Parasite (2019) وMarty (1955).

ويخوض The Brutalist السباق بقصة مهاجر يهودي يعمل مهندسًا معمارياً، ويسعى وراء “الحلم الأميركي”، أما Conclave، فيتناول خفايا الإجراءات السرية لاختيار بابا الفاتيكان.

يحضر فيلم Emilia Pérez إلى الحفل بأكبر عدد من الترشيحات، لكن حظوظه تراجعت إثر الجدل الذي أُثير حول منشورات قديمة لممثلته كارلا صوفيا جاسكون على وسائل التواصل الاجتماعي.

رغم ذلك، يُتوقع أن تحضر جاسكون الحفل، في وقت تبدو فيه زميلتها زوي سالدانا الأوفر حظاً للفوز بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في الفيلم، حيث لعبت شخصية تساعد تاجر مخدرات مكسيكي على التحول إلى امرأة وبدء حياة جديدة.

يتنافس تيموثي شالاميه وأدريان برودي على جائزة أفضل ممثل، حيث يسعى برودي، الذي دخل التاريخ كأصغر فائز بالجائزة عام 2002 عن The Pianist، إلى تحقيق إنجازه الثاني، وفي المقابل، يسعى شالاميه إلى الفوز بأول أوسكار له، في سباق مفتوح على جميع الاحتمالات.

أما في أفضل ممثل مساعد، فيبدو أن الجائزة قريبة من كيران كولكين، الذي جسد دور رجل يسافر إلى بولندا لاستكشاف تاريخ عائلته في فيلم A Real Pain، وهو الدور الذي جعله المرشح الأوفر حظاً.

يتولى تقديم الحفل هذا العام الكوميديان كونان أوبراين، الذي أكد أنه سيوظف مزيجاً من الفكاهة والتقدير لصناع السينما، مع لحظات جادة تشمل رسائل دعم للوس أنجلوس، التي تعافت مؤخرًا من حرائق الغابات. كما ألمح إلى أنه قد يتطرق إلى السياسة الأميركية، لكنه لن يتوسع في الحديث عنها.

يستمر الترقب حتى نهاية الحفل، حيث يختار 11 ألف عضو في أكاديمية الأوسكار الفائزين، فيما يتابع العالم ليلة سينمائية قد تشهد لحظات غير متوقعة، وسط سباق مفتوح على جميع الاحتمالات في واحدة من أكثر دورات الأوسكار إثارةً للجدل وصعوبة في التوقع.

إنه أوسكار لا يمكن التنبؤ به، حيث تتشابك السينما مع السياسة، والدراما مع التاريخ، ويبدو أن الليلة ستشهد لحظات لا تُنسى، سواء في فوز منتظر أو خسارة مدوية، أو حتى في ردود الأفعال التي قد تشتعل على وسائل التواصل بعد إعلان الجوائز.

في كل الأحوال، سيكون هذا الحفل شهادة على أن السينما لا تزال قادرة على إثارة الجدل، وإعادة تشكيل الوعي، وكسر التقاليد، والتحدث بلغة تتجاوز الحدود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *