فانس: منح أميركا ميزة اقتصادية في أوكرانيا ضمانة أمنية لكييف

قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الاثنين، إن منح الولايات المتحدة ميزة اقتصادية في مستقبل أوكرانيا سيشكل ضمانة أمنية لها، بعد الغزو الروسي المستمر منذ نحو 3 سنوات، مجدداً التأكيد على أن نهج الرئيس دونالد ترمب هو “الوحيد الذي يهدف إلى التسوية”.
وأضاف في مقابلة مع Fox News: “إذا كنت تريد ضمانات أمنية حقيقية، وإذا كنت تريد ضمان عدم غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا مرة أخرى، فإن أفضل ضمان أمني على الإطلاق هو منح الأميركيين ميزة اقتصادية في مستقبل أوكرانيا”، معتبراً أن “هذا الضمان أفضل بكثير من 20 ألف جندي من دولة عشوائية لم تخض حرباً منذ 30 أو 40 عاماً”.
واعتبر فانس أن ترمب يتبنى وجهة نظر “أكثر واقعية”، إذ يقول إن “هذا لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. لا يمكننا تمويل هذه الحرب إلى الأبد. الأوكرانيون لا يمكنهم القتال إلى الأبد. لذا، دعونا نصل إلى تسوية سلمية”.
وتابع: “الطريق الواقعي الوحيد نحو التسوية هو نهج الرئيس ترمب. ونحن نشجع الرئيسين الروسي والأوكراني على اتباع هذا المسار”.
وأشار نائب الرئيس الأميركي إلى اللقاء الذي عقد الجمعة، وجمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره دونالد ترمب في المكتب البيضاوي، قائلاً إنه كان من المفترض أن يكون هذا “حدثاً احتفالياً”.
وأضاف: “كانت هناك بعض الخلافات العلنية، وبعض التصريحات العلنية المتبادلة، لكن ترمب أراد أن تكون هذه لحظة للتكريم. أردنا منح بعض التقدير للمقاتلين الأوكرانيين الشجعان. لديهم جيش شجاع جداً في أوكرانيا”.
صفقة المعادن
وقال فانس إنه كان من المفترض توقيع اتفاق المعادن خلال زيارة زيلينسكي إلى العاصمة واشنطن، معتبراً أن توقيع الاتفاق “كان من شأنه تحقيق أمرين مهمين، الأول، تمكين الشعب الأميركي من استعادة بعض أمواله، والثاني، إظهار أن الولايات المتحدة لديها استثمار طويل الأمد في سيادة أوكرانيا”، وفق قوله.
وأضاف: “لقد أنفقنا مئات المليارات من الدولارات، ونحن دولة غارقة في ديون تقترب من 40 تريليون دولار. هذا كثير جداً، عندما كنا نسأل إدارة بايدن عن خطتهم، كانوا يقولون: سنواصل إرسال الأسلحة، ونأمل أن يقلب الأوكرانيون الموازين يوماً ما”.
وتابع: “لم نتمكن حتى من إقناع الأوكرانيين بالحديث عن تسوية سلمية، وأنا أفهم ذلك، أفهم الإحباط، أفهم الغضب. إنها بلدهم. ولكن لا بد أن يتحلى الجميع بالهدوء والعقلانية (…) هذه الحرب لا يمكن أن تستمر إلى الأبد”.
وأضاف: “هذه هي النقطة الأهم، وأود أن أوجه حديثي إلى الأميركيين الذين يشاهدوننا، وكذلك إلى العالم أجمع. عندما تتحدث إلى القادة في اجتماعات خاصة، سواء كانوا أوكرانيين أو أوروبيين، سيقولون لك بصراحة: (هذا لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، لا توجد قوة بشرية أوكرانية كافية، ولا يوجد مال أميركي كافٍ، ولا توجد ذخيرة كافية لتمويل هذه الحرب إلى ما لا نهاية) والآن، الإعلام والديمقراطيون يريدون من ترمب أن يشتم بوتين أيضاً؟ هل من المفترض أن يهينه علناً؟ هل يجدي ذلك نفعاً”.
وقال فانس: “ما حدث هو أن أوروبا والعديد من أصدقائنا الأوروبيين ضخموا زيلينسكي، إذ يقولون له: أنت مقاتل من أجل الحرية، عليك أن تستمر في القتال إلى الأبد، ولكن القتال إلى الأبد بماذا؟ بمال من؟ بذخيرة من؟ وبأرواح من؟”.
وأشار إلى أن “مبادئ الدبلوماسية تعني أنه يجب أن يكون لديك علاقة مع شخص ما، حتى تتمكن من بدء المحادثة معه، وهنا يجب أن نتذكر أن أوكرانيا، نصفها أو ربما ثلثها، قد دُمر بالكامل، كما أن اقتصادها منهار وهناك مئات الآلاف من الضحايا الأوكرانيين، وكذلك عدد كبير من الضحايا الروس”.
وتابع: “ما نقوله هو أن من المهم أن يتمكن الرئيس ترمب من إجراء محادثة، وهذه المحادثة لن تكون مجدية إذا كانت مليئة بالإهانات والشتائم (…) الرئيس ترمب يحاول إنهاء هذا الأمر، ولهذا قال إن الباب مفتوح، بوتين يمكنه أن يأتي ويتحدث”.
واستطرد قائلاً: “الباب مفتوح، طالما أن زيلينسكي على استعداد للتحدث بجدية عن السلام، فلا يمكن القدوم إلى المكتب البيضاوي أو أي مكان آخر، وترفض حتى مناقشة تفاصيل اتفاق السلام. سيتعين على الطرفين روسيا وأوكرانيا التخلي عن أشياء. لا يمكن أن تأتي إلى المكتب البيضاوي وتقول: أعطنا ضمانات أمنية. لن نتواصل معك حتى بشأن ما نحن على استعداد للتخلي عنه، لقد كان هذا الموقف الأوكراني، وعندما يتغير، أعتقد أن الرئيس ترمب سيكون أول شخص يرفع سماعة الهاتف”.
رسالة إلى أوكرانيا
وخلال المقابلة وصف نائب الرئيس الأميركي ما حدث مع زيلينسكي داخل البيت الأبيض، قائلاً: “كان عرضاً تلفزيونياً رائعاً. إنه أمر مضحك. كان لدينا مؤتمر صحافي استمر لمدة 40 إلى 45 دقيقة، وكما تعلمون، فإن الرئيس عادةً ما يفعل ذلك، وقد رأيت ذلك الآن ثلاث أو أربع مرات مع قادة أجانب، حيث يحب أن يجلب وسائل الإعلام ويجري محادثة، ولكنه يجيب على الأسئلة مع الضيف والصحافة (…) هو منفتح جداً مع الصحافيين”.
وأضاف: “ما لاحظته هو أنه خلال أول 25 إلى 30 دقيقة تقريباً، حاول الرئيس أن يكون كريماً ولطيفاً مع زيلينسكي، حتى عندما كان زيلينسكي يوجه له بعض الانتقادات، وحتى عندما كان يقول أشياء اعتقدت أنها غير صحيحة، حاول الرئيس فقط أن يكون دبلوماسياً، أعتقد أن هذه هي غريزته الطبيعية في مثل هذا الموقف”.
وتابع: “لاحقاً بدأ كل شيء يخرج عن السيطرة، بالطبع، كان ذلك عندما طرحت سؤالاً، أو عندما طرح صحافي بولندي سؤالاً، فأجاب الرئيس عليه، ثم أجبته أنا، ثم حدث شيء ما في إجابتي جعلت زيلينسكي يستشيط غضباً، لذلك هاجمني، ثم قمت بالرد عليه”.
وقال نائب الرئيس الأميركي “في البداية، حاولت بالفعل تهدئة الموقف قليلاً، لأنني كنت أفكر، نحن نعقد هذا الاجتماع، وهناك بوضوح 100 كاميرا تلفزيونية هنا، فلنجعل هذه المحادثة خاصة، ولكن عندما استمر الجدال بيننا، حاولت مرة أخرى أن أقول، حسناً، ربما يجب أن نجري هذه المحادثة على انفراد، ولكن الرئيس قال: لا، في الواقع، لا أريد أن تكون هذه المحادثة خاصة بعد الآن. أريد أن تجري علناً ليشاهدها الشعب الأميركي. أعتقد أن هناك شعوراً معيناً بعدم الاحترام، ولكن الأهم من ذلك كله، يمكننا تجاوز كل هذه الأمور، ولكن الرئيس وضع هدفاً لإدارته بضرورة إنهاء القتال”، على حد قوله.
وأضاف فانس: “رسالتي للأوكرانيين، وبالتحديد للرئيس زيلينسكي هي عندما تفقد دعم ليندسي جراهام (سيناتور جمهوري)، فهذا يعني أنك بحاجة إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات والاعتراف بأن دونالد ترمب هو الخيار الوحيد المتاح.”
اللقاء مع بوتين
وعند سؤاله عما إذا كانت هناك إمكانية لإقناع بوتين والروس بالالتقاء والتفاوض، أجاب فانس: “لست متأكداً، لكن هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق تسوية تفاوضية، إذ لا يمكن أن تفترض أن كل ما يقوله الروس صحيح، ولكن يجب أن تكون هناك مفاوضات. هذا ما يسمى بالدبلوماسية، والتي كان يُنظر إليها باحترام في واشنطن ذات يوم.”
وأضاف: “نحن بحاجة إلى مفاوضات جدية، لقد بدأنا بالفعل العمل مع الروس، وتحدثنا مع بعض حلفائنا. زيلينسكي يحتاج إلى الانخراط بجدية في التفاصيل (…) إذا حدث ذلك، فبالطبع نريد التحدث”.
وتابع فانس: “الرئيس ترمب هو الوحيد الذي يمتلك خطة حقيقية لإنقاذ أوكرانيا، ولكن، المشكلة مع الأوروبيين هي أنهم، في العلن، يتحدثون عن دعم زيلينسكي لسنوات قادمة، ثم في السر، يتصلون ويقولون: لا يمكن أن يستمر هذا إلى الأبد، يجب أن يأتي إلى طاولة المفاوضات.”
وقال: ” لا يهمني ما يقوله الأوروبيون في العلن. ما يهمني هو ما يقولونه في الخفاء، وما يجب أن يقولوه للرئيس زيلينسكي هو إن هذا لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. إراقة الدماء، القتل، الدمار الاقتصادي، الجميع يعاني.”
وتطرق إلى الخطر الذي تواجهه الولايات المتحدة وأوروبا من الصين، قائلاً: “الصين تمثل تهديداً كبيراً. إنها منافس رئيسي في السنوات أو العقود المقبلة، ولكن ليس لدي أدنى شك في أن أميركا وأوروبا يمكنهما مواجهة أي شيء طالما أننا أقوياء داخلياً. هذا هو الخطر الأكبر على حضارتنا: الضعف الداخلي. هذا ما يجب علينا إصلاحه”.