“الخادم المغني” يصدح وحيداً بعد رحيل فيتريانو

رحل الرسام الاسكتلندي جاك فيتريانو، أحد أكثر الرسامين مبيعاً في بريطانيا وأوروبا عموماً، وصاحب لوحة “الخادم المغني”، عن عمر ناهز 73 عاماً.
تعلّم الفنان الراحل الرسم بنفسه، بعد أن ترك الدراسة وهو في سن 16 عاماً. لم يكن محبوباً لدى النقّاد، وتغلّب على سخريتهم، كذلك لم يكن مفضلاً لدى المؤسسة الفنية الرسمية في البلاد، بحسب “نيويورك تايمز”.
وعلى الرغم من ذلك، بيعت لوحة “الخادم المغني” في مزاد بمبلغ 750 ألف جنيه إسترليني عام 2004، وهو الرقم القياسي في ذلك الوقت لأي لوحة تمّ بيعها في اسكتلندا. كذلك أصبحت نسخ اللوحة المطبوعة، هي الأكثر مبيعاً في المملكة المتحدة.
الراحل هو رسام من الواقعية الجديدة، صوّر غالباً أشخاصاً عاديين، واهتم بالنساء الساحرات، مع اسكتلندا كخلفية دائمة للوحاته.
ومن بين المعجبين بعمله، الممثل جاك نيكلسون، وكاتب الأغاني تيم رايس، لكن النقّاد اعتبروا أعماله متدنية المستوى، وفي بعض الأحيان، وصفوه بالشوفيني.
بانكسي والخادم المغني
أعاد الفنان البريطاني المشهور بانكسي، إنتاج أشهر لوحة لفيتريانو “الخادم المغني”، لكنه استبدل المرأة التي تحمل المظلة بشخصين يرتديان بدلات مواد خطرة، ويحملان برميلاً من النفايات السامّة على الشاطئ.
عُرضت اللوحة التي تحمل عنوان “النفط الخام – فيتريانو” للمرّة الأولى عام 2005، واشتراها في النهاية مارك هوبوس، مؤسس بنك “بوب بانك بلينك 182”.
عرضت نسخة بانكسي في المزاد، وتوقّع الخبراء أن تجلب 3 ملايين جنيه إسترليني، أو 3.8 مليون دولار.
لوحة تثري الروح
وكان الفنان الراحل قال لبرنامج “CBS Sunday Morning” عام 2004، في محاولة لشرح شعبية اللوحة:” أعتقد أنها مجرد هروب. إنها المكان الذي نود جميعاً أن نكون فيه في مرحلة ما من حياتنا”.
أضاف: “عندما تجلس في فترة ما بعد ظهر يوم بارد، ولديك هذه اللوحة على الحائط، أعتقد أنها تبعث على البهجة. إنها تثري روحك نوعاً ما”.
كانت لوحة “الخادم المغني” واحدة من أولى اللوحات التي باعها فيتريانو بعد أن أصبح فناناً محترفاً، مقابل 3 آلاف جنيه إسترليني، أو 1270 دولاراً بسعر الصرف اليوم.
وقال لصحيفة صنداي بوست عام 2021: “ذهب ألف جنيه إسترليني إلى دار المزاد، وألف جنيه إسترليني إلى مفتش الضرائب، وتبقى لي 1000 جنيه إسترليني”.
تصوّر اللوحة زوجين يرقصان تحت سماء ملبدة بالغيوم قرب شاطئ. يقف رجل وامرأة بالقرب منهما حاملين المظلات. الأشخاص الأربعة في اللوحة يوجّهون رؤوسهم بعيداً، لكن اللوحة تثير شعوراً بالحنين الذي غالباً ما يتخلل لوحات فيتريانو، بحسب النقّاد.