اخبار تركيا

دبلوماسي تركي سابق: علاقة الشرع بـ أنقرة قديمة وتعود إلى أيامه في إدلب

اخبار تركيا

قال عمر أونهون، آخر سفير تركي في دمشق قبل اندلاع الثورة السورية، إن تاريخ علاقة الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع بأنقرة، تعود إلى الفترة التي كان يُعرف فيها باسمه الحركي “أبو محمد الجولاني”، أي إلى ما قبل سقوط نظام بشار الأسد.

وأضاف في مقال له على موقع “المجلة”، أن تركيا وبحكم موقعها الجغرافي، شكلت البوابة الرئيسة لـ”هيئة تحرير الشام” إلى العالم الخارجي، ومن دونها “كان استمرار الهيئة أمرا بالغ الصعوبة”.

وتابع: يدين أحمد الشرع، بشكل أو بآخر، بالكثير لتركيا، لكن إلى جانب ذلك، هناك مصالح وهواجس مشتركة تحفز التعاون بين الجانبين.فبفضل موقعها الجغرافي القريب وميزاتها الاقتصادية والتجارية، ستؤدي تركيا دورا محوريا في تعافي سوريا وإعادة إعمارها. وإلى جانب كونها المورد الرئيس لسوريا في المجال التجاري، فإن خبرتها الواسعة في قطاع البناء ستوفر فرصا إضافية لدعم عملية إعادة الإعمار.

وأردف: من ناحية أخرى، وباعتبار سوريا جزءا من العالم العربي، ومع سعي الرئيس السوري أحمد الشرع للحصول على دعم مالي لإعادة الإعمار، لا سيما من دول الخليج، فإنه يحرص على تجنب أي خطوات قد تثير حساسيات هذه الدول أو تؤثر على علاقاته معها.

وفي مقابلة له مع قناة الجزيرة القطرية قبل أيام، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن علاقته بالرئيس السوري أحمد الشرع تعود إلى ما قبل سنوات، حيث جاء إلى إدلب لأول مرة، حين كان فيدان رئيسا للاستخبارات التركية.

فيدان أضاف أن الشرع رجل ذكي يقرأ التطورات ويوازن بين الأيديولوجيا وإدارة الدولة، مؤكدا أن مسار أستانا تسبب في تسريع سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وأكدهاكان فيدانأن تغييرات إيجابية طرأت على شخصية الشرع، إذ ينظر إلى ما تقوله المصادر الإسلامية ونجح في استخلاص الدروس عندما توفرت إليه الظروف فيإدلبشمال سوريا، وقدّم الخدمات للسكان على صعيد التعليم والصحة والإسكان.

وقال وزير الخارجية التركي إنه يعرف الشرع منذ سنوات وكان قد التقاه عندما أتى إلى إدلب، لافتا إلى أن تركيا خلال حواراتها مع الشرع تحدثت عن تجربة الإسلام والديمقراطية وتقديم الخدمات مستدلا بتجربة رئيسهارجب طيب أردوغان.

تركيا وسوريا بعد سقوط نظام البعث

وفي تطور تاريخي، أُعلن يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق. وفرّ الأسد إلى موسكو، منهياً بذلك حكماً دام 24 عاماً، امتداداً لسيطرة عائلته على السلطة منذ عام 1970.

وجاء هذا التحول بعد نحو 14 عاماً من اندلاع الثورة السورية، حيث صعّدت الفصائل المسلحة عملياتها العسكرية منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، انطلاقاً من ريف حلب الغربي وصولاً إلى دمشق، لتنتهي بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث وحقبة الأسد في سوريا.

بدورها، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وأعادت فتح سفارتها في دمشق بعد نحو 12 عاماً من الإغلاق. وجاء ذلك بعد زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، للعاصمة السورية، في خطوة عكست تأييد أنقرة للتحولات السياسية في البلاد.

وفي أول زيارة لمسؤول أجنبي بعد سقوط النظام، وصل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى دمشق يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الشرع ومسؤولين آخرين. واستمر تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، حيث زار وزير خارجية سوريا الجديد، أسعد الشيباني، أنقرة في 14 يناير/كانون الثاني 2025، بينما شهدت العاصمة التركية يوم 4 فبراير/شباط 2025 زيارة تاريخية لرئيس سوري، هي الأولى منذ 15 عاماً.

من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً التزام بلاده بدعم سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام، سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وعسكرياً. كما شدد على رفض تركيا القاطع لـ”الأطماع الانفصالية” في سوريا، إلى جانب إدانته للهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت عقب انهيار نظام الأسد.

ويتواصل التعاون التركي السوري حاليا في شتى المجالات وعلى رأسها الاقتصاد والتجارة والنقل، حيث رفعت تركيا قيودا تجارية كانت مفروضة زمن النظام المخلوع، فيما تقدم مؤسسات القطاع العام والخاص التركية مساعدات مختلفة لسوريا سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *