تعود إلى الطباعة في دمشق

بعد أكثر من عقد على التوقف عن الطباعة والتوزيع في دمشق وأريافها، عادت جريدة “” مجددًا كنسخة ورقية إلى شوارع دمشق.
تأسست “” في كانون الأول 2011، في مدينة داريا بريف دمشق، وكانت من أوائل الصحف المستقلة التي وثقت انتهاكات النظام السوري، ووثقت معاناة السوريين خلال الثورة.
صدر العدد “صفر”، في 29 كانون الثاني 2012، وطبعت النسخ الأولى من الجريدة بتمويل ذاتي، وبجهود كادرها المؤسس بواسطة طابعة منزلية، ووزعت عبر متطوعين خفية في حارات داريا ودمشق.
وبسبب خطها التحريري، تعرض العديد من أفراد كادرها للاعتقال، فيما استشهد آخرون تحت التعذيب في سجون النظام أو جراء القصف والعمليات العسكرية في مدينة داريا.
خلال عامي 2012 و2013، فقدت “” عددًا من أهم كوادرها ومؤسسيها: محمد أنور قريطم، أحمد خالد شحادة، ومحمد فارس شحادة، الذين استشهدوا خلال حملات الأسد العسكرية على مدينة داريا، ولاحقًا تلقت نبأ وفاة نبيل وليد شربجي وأحمد وليد حلمي، تحت التعذيب في سجون النظام السوري.
ومع سيطرة النظام على معظم الأراضي السورية، استمرت تغطيات “” دون انقطاع، لكن طباعة الجريدة وتوزيعها انحسر في مناطق الشمال السوري حيث تسيطر المعارضة، حتى عام 2020.
في المقابل اعتمدت “” التوسع في المحتوى الرقمي والمرئي لتصل إلى جمهورها عبر الإنترنت، أو النسخ المطبوعة التي كانت تُهرّب إلى الداخل السوري.
لكن مع انهيار النظام السوري، وانفتاح المجال العام أمام الصحافة المستقلة، تمكنت “” من استئناف الطباعة والتوزيع داخل دمشق، في خطوة تعكس تحولات المشهد الإعلامي في سوريا.
وسبق خطوة الطباعة، تأسيس غرفة أخبار في دمشق، ليكون صحفيو “” أقرب إلى الشارع وعلى تواصل مع الناس، بإسناد من شبكة المراسلين في المحافظات السورية، وغرف أخبار المؤسسة في تركيا وألمانيا.
عودة الطباعة داخل سوريا تمثل انتصارًا للصحافة الحرة، وفرصة لإعادة التواصل مع الجمهور داخل سوريا.
وتأتي هذه الخطوة وسط تحديات عديدة، أبرزها ضمان حرية التعبير وسط مرحلة انتقالية غير محسومة المعالم.

جريدة تعود للطباعة والتوزيع في دمشق – 4 آذار 2025 ()
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي