اخر الاخبار

الشرع:سنشكل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي بالساحل السوري

قال الرئيس السوري أحمد الشرع، الأحد، إنه سيعلن عن تشكيل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي تكون مكلفة من قبله بالتواصل المباشر مع الأهالي في الساحل السوري، وذلك للاستماع إليهم، بما “يضمن سلامة أمنهم واستقرارهم، ويعزز الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة”.

وفي كلمة بالفيديو، نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، تحدث الشرع عن “تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بأحداث الساحل”، وتعهّد بكشف الحقائق أمام الشعب السوري ومعرفة، وتقديم كل المتورطين إلى العدالة.

وشهدت مناطق الساحل السوري خلال اليومين الماضيين اشتباكات بين القوات السورية ضد مجوعات مسلحة من “فلول النظام السابق”، إلا أن العمليات العسكرية شهدت حدوث تجاوزات بحق المدنيين قالت منظمات إن المئات راحوا ضحيتها.

وبدأت المواجهات بعد كمائن نفذها “فلول نظام الأسد” في بعض مناطق ريف اللاذقية ما أودى بحياة العشرات من أفراد الأمن السوري، ودفع ذلك الحكومة إلى إرسال تعزيزات كبيرة من وزارة الدفاع لملاحقة المسلحين. 

وفي وقت سابق الأحد، أعلنت الرئاسة السورية في بيان عن تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري، وذلك وفق البيان بناء على “مقتضيات المصلحة الوطنية العليا والتزاماً بتحقيق السلم الأهلي وكشف الحقيقة”.

وأكد الشرع على “المحاسبة بكل حزم ودون تهاون لكل من تورط في دماء المدنيين أو أساء لأهلنا ومن تجاوز على صلاحيات الدولة أو استغل السلطة لتحقيق مآربه الخاصة، فلن يكون هناك شخص فوق القانون وكل من تلوثت يداه بدماء السوريين سيواجه العدالة عاجلاً غير آجل”.

وأضاف الرئيس السوري في كلمته: “نؤكد للشعب السوري ولكل من يهمه أمر وطننا، أننا لن نتسامح مع فلول النظام الساقط الذين قاموا بارتكاب الجرائم ضد قوات الجيش ومؤسسات الدولة، وهاجموا المستشفيات، وقتلوا المدنيين الأبرياء في المناطق الآمنة، وليس أمام هؤلاء سوى خيار واحد وهو تسليم أنفسهم فوراً”.

وتابع: “إننا نجرم أي دعوة أو نداء يسعى للتدخل في شؤون بلادنا أو يسعى لبث الفتنة وتقسيم سوريا الحبيبة، فلا مكان بيننا لمثل تلك الدعوات، وسوريا بكل مكوناتها ستظل موحدة بعزيمة شعبها وقوة جيشها ولن نسمح لأي جهة كانت أن تعبث بوحدتها الوطنية أو تفسد السلم الأهلي”.

وأشار الشرع إلى أن سوريا “مرّت بتجارب مريرة وصعبة خلال السنوات الماضية حتى نالت حريتها وحققت ثورة الشام أهدافها. ثم تعرضت مؤخراً لمحاولات عديدة لزعزعة استقرارها وجرها إلى مستنقع الفوضى، واليوم ونحن نقف في هذه اللحظة الحاسمة، نجد أنفسنا أمام خطر جديد، يتمثل في محاولات فلول النظام الساقط ومن ورائهم من جهات خارجية خلق فتنة جديدة، وجر بلادنا إلى حرب أهلية بهدف تقسيمها ووتدميرها وحدتها واستقرارها”.

“محاولات جر البلاد للحرب الأهلية”

وقال أيضاً “إننا نعلم تماماً أن هذه المخاطر التي نواجهها اليوم ليست مجردة تهديدات عابرة، بل هي نتيجة مباشرة لمحاولات انتهازية من قبل قوى تسعى إلى إدامة الفوضى وتدمير ما تبقى من وطننا الحبيب. ولعلّ ما يحدث في مناطق الساحل هو المثال الأوضح على هذه المحاولات، وهي ليست الأولى، بل حدث مثلها قبل شهر ونصف وأخمدناها”.

كما أوضح الرئيس السوري أنه “علينا أن نعترف بحقيقة أن النظام الساقط خلّف جراحات عميقة أثناء فترة حكمه، مثل فرع فلسطين وصيدنايا والأفرع الأمنية والاغتصاب والكيماوي والتهجير وهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها، وكل ذلك ترك جراحاً من الصعوبة بمكان أن تندمل. وكان من نتائجها ما حدث بالأمس، رغم سعي الدولة من اللحظة الأولى لمنع وقوع ذلك.

وتابع: “منذ اللحظات الأولى قمنا بتعزيز المناطق بالقوات الأمنية لحماية السلم الأهلي ومنع حدوث حالات ثأرية. هذه القوات تمّت مهاجمتها وقُتل العديد منها وتعرّض الأهالي لاعتداءات. ومن قام بهذه الجريمة النكراء هم أنفسهم من قام بالجرائم البشعة ضد الشعب السوري خلال الـ14 عاماً الماضية، حيث كسروا بذلك الجدار الذي يحافظ على السلم الأهلي ما أدى إلى حدوث تجاوزات وعمّت الفوضى التي شاهدناها جميعاً”.

ودعا الشرع الجميع إلى “رباطة الجأش وأن نكون أقوياء في مواجهة من يحاول أن يثير النعرات الطائفية والخصومات البينية”، داعياً كل الدول في الإقليم والعالم إلى “الوقوف بجانب سوريا في هذه اللحظة، وليأكدوا احترامهم الكامل لوحدتها وسيادتها”.

وأكد أن “سوريا ستظل صامدة ولن نسمح لأي قوى خارجية أو أطراف محلية بأن تجرها إلى الفوضى أو الحرب الأهلية، ونحن على العهد ماضون مصممون على المضي قدماً نحو المستقبل الذي يليق بشعبنا العظيم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *