غانم: المحميات الطبيعية ضمانة بيئية واستثمار في المستقبل |

بمناسبة اليوم الوطني للمحميات الطبيعية في لبنان، أكد رئيس اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة ورئيس جمعية غدي، فادي غانم، أن المحميات الطبيعية تشكل ركيزة أساسية لحماية التنوع البيولوجي، مشددًا على أن دورها يتجاوز الحفاظ على الحياة البرية ليشمل تعزيز التوازن البيئي، ودعم الاقتصاد المحلي من خلال السياحة البيئية، وتمكين المجتمعات المحلية.
المحميات: درع بيئي في مواجهة التغيرات المناخية
وأشار غانم إلى أن المحميات تسهم بشكل فعّال في حماية النظم البيئية عبر توفير موائل طبيعية للكائنات الحية، والحفاظ على الموارد المائية، والحد من التلوث والتوسع العمراني العشوائي. وأضاف أن تنوع المحميات بين الغابات، والأراضي الرطبة، والمناطق البحرية يجعلها ثروة طبيعية يجب حمايتها لضمان استدامتها للأجيال القادمة.
لبنان.. إنجازات بيئية رغم التحديات
وأوضح غانم أن لبنان يضم 18 محمية طبيعية و30 منطقة حمى، تغطي نحو 22% من مساحته. ورغم أن هذه النسبة لم تصل بعد إلى الهدف العالمي المتمثل في حماية 30% من اليابسة والمحيطات بحلول عام 2030، فإنها تُعد إنجازًا مهمًا في ظل التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه البلاد.
محمية أرز الشوف.. نموذج عالمي في الإدارة البيئية
وفي إنجاز بيئي رائد، هنأ غانم محمية أرز الشوف المدى الحيوي على إعادة إدراجها في “القائمة الخضراء العالمية” للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) للمرة الثانية، ما يجعلها أول محمية في العالم العربي تحقق هذا الإنجاز بعد انتهاء الفترة الأولى من الاعتماد.
وأكد أن هذا التقدير الدولي يعكس إدارة نموذجية جعلت المحمية مرجعًا عالميًا (Global Model) في الحفاظ على التنوع البيولوجي، رغم التحديات الاقتصادية والبيئية التي تواجه لبنان.
إشراك المجتمعات المحلية.. ركيزة للاستدامة
وشدد غانم على أن إشراك المجتمعات المحلية في إدارة المحميات يعزز فرص نجاحها، سواء عبر تدريب السكان على أسس الحماية، أو دعم السياحة البيئية، أو تطوير المشاريع المستدامة. وأكد أن المحميات ليست مجرد مساحات محمية، بل تمثل نموذجًا للتنمية المتوازنة التي تجمع بين الحفاظ على البيئة وتحقيق منفعة اقتصادية واجتماعية.
“غدي نيوز”.. منصة بيئية رائدة
وفي سياق تعزيز الوعي البيئي، أطلق “غدي نيوز” مبادرة “حمى غدي نيوز” (Hima EcoMedia)، كأول منصة إعلامية بيئية مستدامة عالميًا، تهدف إلى تعزيز ثقافة الاستدامة وتحفيز الأفراد على تبني ممارسات صديقة للبيئة.
وأكد غانم أن الإعلام البيئي بات ضرورة ملحّة لمواجهة التحديات البيئية المعاصرة، داعيًا إلى تعزيز دوره في نشر الوعي وتشجيع المجتمعات على تبني حلول مستدامة.
دعم خطة (30×30) لحماية الطبيعة عالميًا
كما جدد غانم تأكيد التزام جمعية غدي و”غدي نيوز” بدعم خطة (30×30) التي أطلقها الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN)، والهادفة إلى حماية 30% من الأراضي والمحيطات بحلول عام 2030.
وشدد على أن تحقيق هذا الهدف يستلزم تعاونًا دوليًا ومحليًا، حيث تقع مسؤولية حماية الطبيعة على الحكومات، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، والأفراد.
دعوة إلى استراتيجيات متكاملة لحماية الطبيعة
وفي الختام، شدد غانم على أهمية تبني استراتيجيات متكاملة لإدارة المحميات، تشمل برامج توعية، ومشاريع اقتصادية مستدامة، وإشراك المجتمعات المحلية بفعالية، مؤكدًا أن حماية المحميات الطبيعية استثمار في مستقبل لبنان وصون لهويته البيئية وتراثه الطبيعي الفريد.