اخر الاخبار

غياث دلا.. رجل ماهر الأسد يعود إلى الواجهة وسط فوضى الساحل السوري

وطن عاد اسم العميد غياث دلا ليشغل الرأي العام السوري بعد تصاعد حدة الاقتتال في الساحل السوري، حيث ظهرت تقارير عن تحركات عسكرية له وإعلانه عن تشكيل “المجلس العسكري لتحرير سوريا”، وسط اتهامات بمحاولة تنفيذ انقلاب على الإدارة الجديدة في دمشق. دلا، الذي ارتبط اسمه بالفرقة الرابعة تحت قيادة ماهر الأسد، كان أحد أبرز قادة العمليات القمعية ضد المعارضة المسلحة والمدنيين على مدار سنوات الثورة السورية.

ينحدر دلا من بلدة بيت ياشوط بريف اللاذقية، وبرز في الجيش السوري كأحد أقوى رجالات ماهر الأسد، حيث تولى قيادة عمليات كبرى في مناطق الغوطة الشرقية وريف دمشق. كان المسؤول المباشر عن مجازر داريا ومعضمية الشام، حيث قتل الآلاف خلال عمليات قمع وحصار طويل استمر لأشهر، كما شارك في معركة المليحة التي انتهت بتدمير البلدة بالكامل، ثم قاد عمليات التهجير في حي القابون، حيث فرض الحصار والقصف العنيف لإجبار السكان على مغادرة المنطقة.

في عام 2017، أنشأ دلا ميليشيا “الغيث”، التي كانت أداة رئيسية في معارك دمشق وريفها، حيث استعان بمقاتلين تابعين لحزب الله ولواء الإمام الحسين، ومنحهم زيًّا عسكريًا سوريًا لإخفاء النفوذ الإيراني في العمليات العسكرية. استخدمت الميليشيا أسلحة ثقيلة وصواريخ مدمرة في معارك حرستا، ما أدى إلى تهجير أكثر من 150 ألف مدني. كما لعب دورًا رئيسيًا في معركة القنيطرة و”مثلث الموت” عام 2018، حيث عمل على القضاء على فصائل الجيش الحر في الجنوب السوري.

بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، اختفى دلا عن المشهد تمامًا، لكن ظهوره الأخير عبر بيان صادر عن “المجلس العسكري لتحرير سوريا” أثار التساؤلات، خاصة أن البيان جاء بلهجة تصعيدية، متوعدًا بإسقاط النظام الجديد ومواجهة ما وصفه بـ”المحتلين”. في الوقت الذي تؤكد فيه السلطات السورية أن هذه التحركات تخدم أجندات خارجية، تشير تقارير إلى أن دلا يسعى لإعادة بناء تحالفات عسكرية، مستفيدًا من علاقاته القوية مع الميليشيات الإيرانية التي ما زالت تنشط في سوريا.

توقيت إعلان دلا عن تشكيل المجلس العسكري يطرح الكثير من التساؤلات، خاصة مع تصاعد المواجهات بين القوى المتصارعة على النفوذ في الساحل السوري. هل يتحرك دلا بغطاء إيراني لإعادة تشكيل خريطة الصراع؟ أم أنه يسعى لتثبيت موطئ قدم جديد في سوريا عبر استقطاب عناصر من الجيش المنهار؟ وماذا سيكون رد فعل الإدارة الجديدة تجاه تحركاته؟ الأيام المقبلة قد تحمل إجابات لهذه الأسئلة، لكن المؤكد أن غياث دلا لم يخرج من المشهد العسكري السوري، بل يعود إليه بقوة، في وقت بالغ الحساسية والتعقيد.

القبض على “جزار عائلة الأسد”.. من هو إبراهيم حويجة رجل الاغتيالات؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *