ماسك يعول على رئيس إيطاليا لإنقاذ “صفقة ستارلينك” مع الحكومة

يسعى الملياردير الأميركي إيلون ماسك إلى مقابلة الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، لإنقاذ صفقة محتملة بقيمة 1.5 مليار دولار مع شركته “ستارلينك”، التي توفر خدمة الإنترنت الفضائي، حسبما أفادت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وكانت حكومة رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، دخلت في محادثات مع “ستارلينك” بشأن صفقة محتملة مدتها 5 سنوات توفّر اتصالات عسكرية آمنة للدبلوماسيين وغيرهم من الموظفين المدنيين الإيطاليين العاملين في الخارج.
وكتب ماسك في منشور على منصة “إكس”، السبت، أنه “سيكون شرفاً لي التحدث مع الرئيس ماتاريلا”، في محاولة لإنقاذ صفقة واجهت معارضة مع تكثيف الاضطرابات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وجاءت تصريحات ماسك في أعقاب تعليق من قبل مؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي، قال إن ماتاريلا شخصياً “كان يعيق إتمام الصفقة”.
ولم يدل الرئيس الإيطالي بأي تعليق عام على “صفقة ستارلينك” أو الخيارات التي تواجه إيطاليا في سعيها لاستخدم خدمات إنترنت قائمة على الأقمار الاصطناعية، لكنه وبخ ماسك العام الماضي، لتدخله في السياسة الداخلية لإيطاليا، بعد أن طالب الملياردير الأميركي بإقالة القضاة الإيطاليين الذين أوقفوا إحدى مبادرات رئيسة الوزراء ميلوني لمواجهة الهجرة غير الشرعية.
جدل سياسي بشأن بدائل “ستارلينك”
وبدأت روما النظر بشكل أكثر نشاطاً في بدائل “ستارلينك” مع تصاعد الجدل السياسي المحلي العنيف حول الصفقة.
وقال وزير الصناعة أدولفو أورسو الشهر الماضي، إن الحكومة تعمل على تطوير مزود محلي، كما أكدت إيفا بيرنيك، الرئيسة التنفيذية لشركة “يوتلسات” الأسبوع الماضي، أن المالك الفرنسي البريطاني لشركة OneWeb المنافسة لـ “ستارلينك”، بدأ أيضاً محادثات مع روما.
وأثارت أنباء المحادثات الاستكشافية للحكومة مع “يوتلسات” هجوماً من الرابطة اليمينية المتطرفة بقيادة نائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني، المعجب بكل من الرئيسيْن الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين.
وقالت الرابطة في بيان لها، أواخر الأسبوع الماضي: “من أجل المصلحة الوطنية الإيطالية، سيكون من الغريب اختيار كيان فرنسي، بدلاً من نظام أكثر تطوراً من الناحية الفنية مثل النظام الأميركي (ستارلينك)”.
وأضافت: “في مرحلة حساسة مثل هذه، يجب اتخاذ كل خيار باسم المصلحة الوطنية الإيطالية دون تحيزات أيديولوجية، مع اعتبار الولايات المتحدة شريكاً أساسياً لأمن ونمو بلدنا”، فيما شكر ماسك الأسبوع الماضي الرابطة على دعمها.
وفي حين لم تدلِ ميلوني بأي تعليق علني على المناقشة منذ يناير الماضي، قال مكتبها إن أي قرار سيتم اتخاذه بـ”الامتثال الكامل للإجراءات المؤسسية وبأقصى قدر من الشفافية”.
وحاولت أحزاب المعارضة اليسارية في إيطاليا، الأسبوع الماضي، تعديل مشروع قانون فضائي معلق لتقييد روما بشراء خدمات الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية حصرياً من شركات مقرها الاتحاد الأوروبي.
لكن التعديلات رُفضت بعد تصويت في البرلمان، حيث يتمتع حزب ميلوني اليميني بأغلبية مريحة، لكنها سلطت الضوء على الضجة المتزايدة حول محادثات “ستارلينك” المثيرة للجدل بالفعل، والتي أثارت انتقادات من أعضاء البرلمان الأوروبي.
وقالت ميلوني في أوائل يناير الماضي، إن المحادثات “لا تزال في المرحلة الأولية”، لكنها دافعت عن ضرورة التوصل إلى صفقة محتملة قائلة إنه “لا يوجد بديل عام، لتلبية احتياجات الاتصالات الآمنة في إيطاليا”.
ولكن يبدو أن الصفقة الآن من المرجح أن تكون ضحية للخلاف عبر الأطلسي، في أعقاب قرار الرئيس الأميركي تعليق المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، ووسط تصريحات متكررة من ماسك حول ضرورة أن تخلّي واشنطن عن حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
تحركات أوروبية لاستبدال “ستارلينك” في أوكرانيا
وتسارع أوروبا لتزويد أوكرانيا ببدائل لشبكة الأقمار الاصطناعية Starlink، بعد أن سحبت الولايات المتحدة المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية من البلاد هذا الأسبوع.
وأكدت 4 شركات كبيرة لتشغيل الأقمار الاصطناعية وهي: SES في لوكسمبورج، Hisdesat في إسبانيا، و Viasat، مالكة شركة Inmarsat البريطانية، و Eutelsat/OneWeb الفرنسية، أنها تجري محادثات مع الحكومات ومؤسسات الاتحاد الأوروبي حول كيفية توفير اتصال احتياطي لأوكرانيا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة Hisdesat لخدمات الأقمار الاصطناعية الحكومية الآمنة، ميجيل أنخيل جارسيا بريمو، إن شركته “اتصلت بها العديد من المسؤولين الأوروبيين. نحن جزء من هذه المبادرة”.