اخر الاخبار

الذكاء الاصطناعي يفشل في فك شفرة “منحوتة كريبتوس”

تزايدت في الفترة الأخيرة محاولات فك شفرة منحوتة كريبتوس الموجودة في قلب مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA بولاية فرجينيا، باستخدام الذكاء الاصطناعي، دون جدوى، في تكرار لفشل مئات المحاولات التي أجراها خبراء طوال 35 عاماً.

وفي تسعينيات القرن الماضي، توصلت وكالة الاستخبارات المركزية، ووكالة الأمن القومي، وعالم كمبيوتر من مؤسسة “راند”، إلى ترجمة 3 من الأجزاء الأربعة من المنحوتة التي تتألف من حروف مشفرة، لكن الجزء الأخير، المعروف باسم K4، جرى تشفيره بتقنيات أكثر تعقيداً ولا يزال دون حل.

ولم يؤد هذا الفشل إلا إلى تعميق هوس الآلاف من المحللين المحتملين للشفرات. وعندما يعتقد أحدهم أنه توصل إلى إجابة، فإنه يكتب إلى جيم سانبورن، الفنان الذي صمم المنحوتة والشخص الوحيد الذي يعرف الإجابة، لتأكيد صحة الحل من عدمه.

ونقل موقع wired عن سانبورن قوله إنه يشعر بالغضب بسبب رسالة بريد إلكتروني أرسلها أحد من حاولوا فك الشفرة، وقال فيها: “ما استغرق 35 عاماً ولم تستطع وكالة الأمن القومي بكل مواردها القيام به، تمكنت من القيام به في 3 ساعات فقط قبل أن أتناول قهوتي الصباحية” من خلال روبوت محادثة.

وأضاف سانبورن: “لكن الحل كان كغيره خطأ تماماً”.

وأشار سانبورن إلى أن عدد الرسائل التي يعتقد أصحابها أنهم توصلوا إلى الحل، تزايد كثيراً في الفترة الأخيرة، إلا أن الذكاء الاصطناعي “يكذب عليهم ويخبر كل واحد منهم أنه متأكد بنسبة 99.99% من أنهم فكوا الشفرة”.

حتى وقت قريب كان هناك اتفاقاً غير معلن بين سانبورن، ومحبي “كريبتوس”، على أن الجهد المبذول لكسر الشفرة سيؤخذ على محمل الجد.

وقبل بضع سنوات، بدأ سانبورن فرض 50 دولاراً رسوماً لمراجعة الحلول، ما يكبح التخمينات الجامحة والمجنونة. 

وعلى الرغم من إنفاق الآلاف من الناس، قدراً هائلاً من الجهد لكشف طبيعة النص، إلا أن الوافدين الجدد ليس لديهم أي شعور بهذا التعقيد إلى حد ما.

وقال سانبورن: “حشد الناس الذين يحاولون كسر تشفير كريبتوس ​​اليوم ليس لديهم أي فكرة عما هو كريبتوس”.

ويرد سانبورن على بعض من يرسلون إليه حلولاً، بقوله: “استنتجت أنك استخدمت الذكاء الاصطناعي، الذكاء الاصطناعي يكذب، وليس لديه معلومات كافية”.

سانبورن، المهتم بقضايا المناخ ويعيش على جزيرة صغيرة في خليج تشيسابيك، منزعج أيضاً من كمية الطاقة التي يستغرقها إنتاج الذكاء الاصطناعي التوليدي، وإجابات الذكاء الاصطناعي الملفقة. 

ويخشى سانبورن من أنه مع زيادة عدد الأشخاص الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي، يصبح صندوق بريده الوارد مليئاً بالمتظاهرين. 

ومع بلوغه الثمانين من عمره، يقول سانبورن، إنه “إذا خرج هذا الشيء عن السيطرة، فقد يصبح غير قابل للإدارة”. حتى أنه يفكر في تعليق عملية التحقق الخاصة به لفترة من الوقت.

أحد القرارات التي اتخذها هو عدم الكشف عن الإجابة في حياته. يقول: “أفضل كثيراً أن تكون رمزاً إلى الأبد”.

وبعد رحيله، سيكون الأمر متروكاً لزوجته، خاصة أنه فكر ذات مرة أنه في مرحلة ما سيكون المسار الأفضل هو بيع الإجابة بالمزاد، مع تخصيص العائد لمكافحة تغير المناخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *