قضت محكمة في تبليسي، الأربعاء، بسجن الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي تسع سنوات بعد إدانته باختلاس أموال عامة.
وتولى ساكاشفيلي الرئاسة من 2004 إلى 2013، ويقضي حكماً بالسجن 6 سنوات لإدانته بإساءة استغلال السلطة منذ عودته إلى جورجيا في 2021 بعد فترة في الخارج، وأمضى معظم مدة العقوبة في مستشفى السجن.
وأدانت المحكمة ساكاشفيلي بتهمة إساءة إنفاق حوالي 9 ملايين لاري جورجي (حوالي 3.2 مليون دولار أميركي) من ميزانية الدولة خلال الفترة 2009-2012.
وقال المدعون إن الأموال، المخصصة لجهاز حماية الدولة الخاص، استُخدمت لتغطية نفقات شخصية، بما في ذلك إقامات في فنادق فاخرة، وزيارات إلى منتجعات صحية، وعيادات تجميل، وشراء ملابس لساكاشفيلي وحلفائه المقربين وأصدقائه وعائلته، حسبما نقل موقع Civilgerogia.
وبث التلفزيون مشاهد أظهرت اضطراباً في قاعة المحكمة بعد النطق بالحكم.
كما وجهت إلى ساكاشفيلي، تهمة إساءة استخدام السلطة في عام 2018، وحُكم عليه غيابياً بالسجن ست سنوات. أُلقي القبض عليه بعد عودته من أوكرانيا عام 2021، ويمدد عقوبته الحالية مدة سجنه حتى عام 2030.
وفي سياق متصل، حُكم على تيموراز جاناشيا، الرئيس السابق لجهاز حماية الدولة الخاص، وهو أيضاً متهم في القضية، بغرامة قدرها 300 ألف لاري جورجي (حوالي 110 آلاف دولار أميركي).
وقال القاضي إنه لا يوجد دليل على أن جاناشيا أنفق أموال الميزانية، ولكنه “استغل منصبه بما يتعارض مع المصلحة العامة”.
“دوافع سياسية”
وندد معارضون ودفاع ساكاشفيلي، بمن فيهم شخصيات حكومية سابقة في الحركة الوطنية المتحدة، بالقضية باعتبارها ذات دوافع سياسية.
وقال بيتر تسيسكارشفيلي، الأمين العام للحركة الوطنية المتحدة: “يخشى النظام بشدة ميخائيل ساكاشفيلي، بصفته الشخصية الرئيسية في المعارضة. ويبذل قصارى جهده لضمان بقائه خلف القضبان”.
في أثناء توليه السلطة أعاد ساكاشفيلي توجيه جورجيا نحو الغرب وشرع في تنفيذ برنامج لإصلاح القطاع العام أدى إلى تحقيق تحسينات سريعة في الدولة الواقعة في جنوب منطقة القوقاز ويقطنها 3.7 مليون نسمة.
لكن الفترة الأخيرة من ولايته شهدت استبداداً وعنفاً من الشرطة وحرباً كارثية مع روسيا في 2008.
وبعد ترك الرئاسة انتقل ساكاشفيلي إلى أوكرانيا، حيث شغل لفترة وجيزة منصب حاكم منطقة أوديسا في الجنوب.
وفي 2021 عاد إلى جورجيا، رغم إدانته غيابياً بإساءة استغلال السلطة. وألقت السلطات القبض عليه وسجنته فور وصوله.
