مجموعة السبع تتبنى خطابا متشددا ضد الصين وتتجاهل حل الدولتين

اتخذ وزراء خارجية مجموعة السبع موقفاً حازماً تجاه الصين، إذ شددوا من لهجتهم تجاه قضية تايوان، وأعربوا عن معارضتهم لأي محاولات أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن عبر مضيق تايوان بالقوة أو الإكراه، وفقاً لمسودة البيان الختامي النهائية التي اطلعت عليها “رويترز”، فيما شدد وزراء خارجية الدول السبع الصناعية الكبرى على ضرورة تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، قبل المفاوضات المنتظرة مع روسيا بشأن إنهاء الحرب.
وقال مسؤولون في مجموعة السبع، بعد اجتماعهم في مدينة لا مالباي السياحية بكندا هذا الأسبوع، إن المسودة النهائية، التي وافق عليها الدبلوماسيون، لا تزال بحاجة إلى تصديق الوزراء عليها في وقت لاحق من الجمعة.
وأعرب وزراء خارجية مجموعة السبع عن قلقهم البالغ إزاء الوضع في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي.
ولم تتطرق مسودة البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا إلى أيّ عقوبات جديدة محتملة على روسيا، لكنها شددت على أهمية توفير ضمانات أمنية موثوقة لأوكرانيا لتمكينها من ردع أي عدوان مستقبلي والدفاع عن نفسها ضده.
وركز اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع على المحادثات الأميركية الأوكرانية في السعودية، وتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المثيرة للجدل بشأن اقتراح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، والتي “أربكت المفاوضين”، وفق “رويترز”.
وحذّر وزراء خارجية دول مجموعة السبع من خطر لجوء إيران إلى الاعتقال التعسفي ومحاولات اغتيال شخصيات أجنبية، بشكل متزايد، كأداة للإكراه، وفقاً لمسودة بيان ختامي اطلعت عليها “رويترز”، مشددين على “ضرورة عدم السماح لإيران ببناء وامتلاك سلاح نووي”.
وذكرت دول مجموعة السبع، التي تضم بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، في المسودة النهائية للبيان الختامي، أن طهران تمثل مصدراً رئيسياً لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وحثتها على “استئناف الدبلوماسية بشأن برنامجها النووي”.
أفق سياسي للشعب الفلسطيني
وأكد وزراء خارجية مجموعة السبع، الكبرى ضرورة وجود “أفق سياسي للشعب الفلسطيني”، وجددوا دعمهم لاستئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق، ولوقف دائم لإطلاق النار.
ولم يرد في مسودة نهائية للبيان الختامي أي ذكر لـ”حل الدولتين” فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إذ تخلى وزراء الخارجية عن بعض الصياغات التي أكدت أهميته في مسودات سابقة.
تطورات سوريا
كما أدان وزراء خارجية مجموعة السبع، يوم الجمعة، قتل المدنيين في المناطق الساحلية السورية، وطالبوا بمحاسبة الجناة، وفقاً لمسودة البيان الختامي.
وذكر البيان، الذي لا يزال بحاجة إلى موافقة الوزراء، أنهم “أدانوا بشدة التصعيد الأخير للعنف في المناطق الساحلية السورية، ودعوا إلى حماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الفظائع”.
وذكرت “رويترز” أن دبلوماسيين من دول مجموعة السبع توصلوا إلى اتفاق على بيان مشترك يهدف إلى إظهار الوحدة، وذلك بعد أسابيع من التوتر بين حلفاء الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترمب بشأن انقلابه على سياسات الغرب التجارية والأمنية والمتعلقة بأوكرانيا.
وأوضح الدبلوماسيون أن البيان، وهو وثيقة شاملة تتناول قضايا جيوسياسية من جميع أنحاء العالم، لا يزال بحاجة إلى موافقة الوزراء قبل اختتام المحادثات صباح الجمعة.
وفي وقت سابق، الخميس، اعتبر بوتين مقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً “فكرة جيدة”، ولكنه تساءل عن طريقة تنفيذ هذه الهدنة، خصوصاً وأنه يشترط أن يؤدي ذلك إلى سلام دائم ومعالجة للأسباب الجذرية لهذا الصراع.
ورحبت مسودة اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، بالجهود الأميركية خلال اجتماعات جدة، والتزام أوكرانيا بوقف فوري لإطلاق النار. وحثت روسيا على الالتزام “دون شروط”.
وأشار مسؤولون أوروبيون، في وقت سابق، إلى انقسامات بشأن البيان الختامي المرتقب حول أوكرانيا والصين. وعلى الرغم من أن عملية صياغة البيان كانت “صعبة”، إلا أن الأجواء كانت إيجابية، وفق “رويترز”.
خلافات وانقسامات
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، مساء الخميس، إنه سيكون من “الخطأ” أن يضع فلاديمير بوتين شروطاً لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف لامي في مقابلة مع صحيفة The Mirror البريطانية، إن وقف القتال سيكون “خطوة أولى” نحو السماح ببدء محادثات بشأن “تسوية شاملة” لإنهاء الحرب.
وصرحت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، على هامش الاجتماع: “إذا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن البيان الختامي، فهذا يُظهر الانقسام. إنه ليس في مصلحة أيٍّ من أعضاء مجموعة السبع”، مضيفةً أنها متفائلة، وأن هناك حتى الآن لغة جيدة بشأن أوكرانيا تأمل أن تستمر.
كما تضمنت مسودة البيان الختامي، صياغة أكثر صرامة تجاه الصين، بناءً على طلب واشنطن، وصياغة بشأن تايوان من المرجح أن تكون مشجعة لتايبيه، وفق “رويترز”.
وخلال كلمتها الافتتاحية، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي: “السلام والاستقرار على رأس جدول أعمالنا، وأتطلع إلى مناقشة كيفية مواصلة دعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي غير القانوني”.
كما أكدت جولي على أهمية معالجة تحديات الأمن البحري، مشيرةً إلى تهديدات مثل “تزايد استخدام أساطيل الظل والسفن الخفية” و”تخريب البنية التحتية الحيوية تحت الماء”.
بدوره، صرح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، بأنه يأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا خلال أيام إذا وافق الكرملين. كما يعتزم حث وزراء خارجية مجموعة السبع على التركيز على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وتأتي محادثات مجموعة السبع في كيبيك عقب محادثات أميركية أوكرانية في جدة بالسعودية، حيث أعربت أوكرانيا عن استعدادها لقبول اقتراح أميركي بـ”وقف إطلاق نار فوري ومؤقت لمدة 30 يوماً”.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إن “أوكرانيا ملتزمة بالتحرك بسرعة نحو السلام، ونحن مستعدون للقيام بدورنا في تهيئة جميع الظروف لسلام موثوق ودائم ولائق”.
وأضاف أن “أوكرانيا مستعدة لوقف إطلاق النار جواً وبحراً”، و”رحب” باقتراح الولايات المتحدة بتوسيع نطاقه ليشمل البر أيضاً.