اخر الاخبار

مدير مدرسة يعتدي على طالبتين في البحيرة.. غضب واسع وتحقيقات عاجلة

استشاري طب نفسي: العنف داخل المدارس ليس تجاوزًا سلوكيًا فقط بل كـ ـارثة تربوية

الجمعة 14 مارس 2025 | 10:22 مساءً

شهدت محافظة البحيرة حادثة أثارت استياءً واسعًا، حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر مدير مدرسة مستناد الثانوية الفنية بمركز شبراخيت وهو يعتدي على طالبتين داخل فناء المدرسة بطريقة وحشية.

في المقطع المتداول، ظهر المدير وهو يصفع الطالبتين بقوة ويركلهما أمام زميلاتهما، مما أدى إلى حالة من الذعر بين الطالبات واستنكار شديد من قبل أولياء الأمور والمجتمع.

الإجراءات القانونية والإدارية ضد المدير

بمجرد انتشار الفيديو، تحركت وزارة التربية والتعليم بسرعة، حيث أصدر يوسف الديب، وكيل وزارة التربية والتعليم بالبحيرة، قرارًا باستبعاد المدير من منصبه وإحالته إلى التحقيق.

وأكد «الديب» أن الوزارة لا تتهاون مع أي حالات عنف ضد الطلاب داخل المدارس، مشددًا على أهمية الالتزام بالأساليب التربوية السليمة في التعامل مع الطلبة.

وفي السياق نفسه، أمر المستشار عبد الراضي صديق، رئيس هيئة النيابة الإدارية، بفتح تحقيق عاجل حول الواقعة، حيث كلف النيابة الإدارية بإيتاي البارود بسرعة مباشرة التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان تحقيق العدالة.

غضب مجتمعي واسع ومطالب بالمحاسبة

أثارت الحادثة غضبًا عارمًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب المستخدمون بتوقيع أقصى العقوبات على المدير، معتبرين أن الواقعة تعكس مشكلات أعمق تتعلق بالعنف داخل المؤسسات التعليمية.

وشدد الكثيرون على ضرورة وضع قوانين صارمة لحماية الطلاب من أي انتهاك جسدي أو نفسي داخل المدارس.

من جهته، أصدر المجلس القومي للطفولة والأمومة بيانًا يدين الواقعة، مؤكدًا أن ما حدث يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الطفل، ويخالف القوانين التي تُجرّم العنف ضد الطلاب. كما دعا إلى تكثيف الرقابة داخل المدارس وتدريب المعلمين والإداريين على التعامل التربوي السليم مع الطلبة.

العنف في المدارس يدمر شخصية الطالب

تعليقًا على الواقعة، أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن العنف داخل المدارس ليس مجرد تجاوز سلوكي، بل هو كارثة تربوية قد تترك آثارًا نفسية طويلة الأمد على الطلاب.

وأوضح أن التعرض لمثل هذا النوع من العنف يؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية للطالب، حيث يجعله يشعر بالخوف والقلق الدائم، ويفقده الإحساس بالأمان داخل بيئة من المفترض أن تكون حاضنة له. ويمكن لهذا النوع من المعاملة أن يسبب اضطرابات نفسية مثل القلق المستمر والتوتر، ويؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس، مما ينعكس على أداء الطالب الدراسي والاجتماعي.

وأشار «فرويز» إلى أن بعض الأطفال قد يتحولون إلى شخصيات عدوانية كردّ فعل على ما تعرضوا له، بينما قد يلجأ آخرون إلى الانطواء والعزلة خوفًا من مواجهة مواقف مماثلة في المستقبل. مؤكدًا أن العنف داخل المدارس لا يولد سوى مشاعر الكراهية والخوف، ويفقد الطلاب احترامهم لمنظومة التعليم ككل، مما قد يؤدي في النهاية إلى عزوف بعضهم عن الدراسة.

وأضاف أن الحل لا يكمن فقط في محاسبة المسؤول عن الحادثة، بل في وضع سياسات واضحة تضمن عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات، من خلال تدريب المعلمين والإداريين على طرق التربية الإيجابية، وتعزيز الرقابة داخل المدارس، وتوفير آليات دعم نفسي للطلاب الذين يتعرضون لمثل هذه التجاوزات.

كيف يمكن منع العنف داخل المدارس؟

ولمواجهة هذه الظاهرة، قال استشاري الطب النفسي، إنه يجب تبني استراتيجيات واضحة تشمل:

تعزيز الوعي لدى المعلمين حول أساليب التربية الإيجابية وأضرار العنف على الطلاب.

وضع آليات رقابية صارمة لمنع أي انتهاكات داخل المدارس، مثل كاميرات المراقبة وشكاوى الطلاب السرية.

إطلاق برامج دعم نفسي للطلاب، لتقديم المساعدة لمن تعرضوا لأي نوع من العنف.

تشديد العقوبات القانونية على أي معلم أو إداري يمارس العنف ضد الطلاب، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.

المصدر: بلدنا اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *