الدفاع السورية الضباط المنشقون ركيزة أساسية إعادة بناء الجيش

قال رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع السورية العميد محمد منصور، الأحد، إن إعادة بناء الجيش العربي السوري تعتمد على مزيج من الخبرة والتحديث، لا سيما المنشقين عن الجيش في السابق.
وأضاف منصور، في تصريحات نقلتها وكالة الأناء السورية “سانا”، أن “الجيش العربي السوري كان وسيبقى عماد السيادة الوطنية، واستعادة الكفاءات والخبرات العسكرية، التي انشقت وانحازت للشعب في مواجهة نظام الأسد البائد والتي خاضت معارك الدفاع عن الوطن، أمرٌ ضروري لتعزيز قدرات جيشنا المستقبلي”.
ووصف الضباط المنشقين في السابق بأنهم “يشكلون ركيزة أساسية في جيش سوريا القادم”.
وأكد العميد منصور العمل على عودة جميع الضباط المنشقين إلى الجيش العربي السوري ووزارة الدفاع، متعهداً بمعاملة الجميع وفق الخبرة والكفاءة.
وأوضح أن وزارة الدفاع السورية “تضع آليات لضمان استفادة الجيش من خبرات الضباط المنشقين بالشكل الأمثل، وتعتبرهم جزءاً أصيلاً من المؤسسة العسكرية ومن الواجب تكريمهم وإعطاؤهم المكانة التي يستحقونها”.
وقال العميد منصور إن “الضباط المنشقين يمتلكون خبرات ميدانية ثمينة، وسيتم توظيفهم بحسب تخصصاتهم وحاجة القوات المسلحة، لضمان نقل خبراتهم إلى الأجيال الجديدة، بما يعزز الجاهزية القتالية ويرسخ العقيدة العسكرية السورية القائمة على الدفاع عن الوطن وسيادته، وسيكون لهؤلاء الضباط دور أساسي ومحوري”.
الضباط المنشقون
وبعد أشهر قليلة من انطلاق الثورة السورية في 2011، بدأت حركة الانشقاقات في صفوف الجيش السوري، وانخرط العديد من الضباط وصف الضباط والجنود في كتائب “الجيش الحر”، إلا أن حضورهم انحسر كثيراً في السنوات اللاحقة، بسبب تهميشهم من قبل الدول الداعمة، كما يقول بعضهم، إلى جانب صعود الجماعات الدينية وتصدرها للمشهد.
وينقسم الضباط المنشقون إلى فئتين، إحداها انضمت إلى الجماعات المسلحة ذات التوجه الديني ومن تبقى من فصائل المعارضة، والأخرى اختارت الانكفاء أو أُجبرت على الابتعاد، وهذه الأخيرة تضم آلاف العسكريين الذين يعيشون في مخيمات النازحين أو دول الجوار أو لجأوا إلى أوروبا.
وفي الفترة الأولى بعد سقوط نظام الأسد، بدأت تُطرح أسئلة حول دور الضباط المنشقين في تأسيس الجيش الجديد، لا سيما بعد التعيينات المثيرة للجدل في وزارة الدفاع، الأمر الذي فُسّر بأنه محاولة لتهميشهم من الإدارة الجديدة، حتى أن الكثيرين انتقدوا عدم استقبال الرئيس السوري أحمد الشرع للعقيد رياض الأسعد، مؤسس الجيش الحر وأحد أوائل المنشقين عن نظام الأسد، والذي تعرض لمحاولة اغتيال في عام 2013 بزرع عبوة ناسفة في سيارته، ما أدى إلى حدوث انفجار بُترت ساقه على إثره.
وفي أواخر يناير، التقى وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة مع رياض الأسعد وضباط آخرين، وقال في مقابلة لاحقة إن العسكريين المنشقين سيكون لهم دور في تشكيل الجيش السوري، لكن دون الخوض في التفاصيل أو الآلية التي سيتم فيها ذلك.