اخر الاخبار

وسط حرب تجارية.. ترمب يلمح إلى زيارة قريبة لرئيس الصين

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن الرئيس الصيني شي جين بينج سيزور الولايات المتحدة “قريباً”، في أقوى إشارة حتى الآن إلى احتمال عقد قمة بين القوتين العظميين، وذلك في وقت تتعمق فيه حربهما التجارية، حسبما أوردت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.

وفي حديثه خلال زيارة لمركز “جون إف كينيدي للفنون الأدائية” بالعاصمة واشنطن، الاثنين، قال ترمب إن “الزعيم الصيني سيأتي في المستقبل القريب”، فيما لم يوضح البيت الأبيض ما إذا كانت واشنطن وبكين قد بدأتا محادثات حول عقد قمة مرتقبة. 

بدوره، نفى شخص مطلع فكرة زيارة الرئيس الصيني إلى الولايات المتحدة قريباً، قائلاً إنه “لم تُجرَ أي مناقشات حول مثل هذا الاجتماع”، كما لم تُصدر الصين أي تصريحات علنية حول لقاء الزعيمين منذ تولي ترمب منصبه في يناير الماضي.

في الإطار، قال كريستوفر جونسون، كبير محللي الشؤون الصينية السابق في وكالة الاستخبارات المركزية CIA، إن زيارة شي في وقت مبكر من ولاية ترمب ستكون بمثابة “انقلاب” لصالح الرئيس الأميركي، مستبعداً أن يوافق شي، ما لم تكن هناك قناة اتصال ثنائية سرية تمنحه الثقة للمخاطرة بالزيارة.

واعتبر جونسون أن “غريزة شي جين بينج تدفعه إلى تجنب زيارة مبكرة جداً، إذ خلص إلى أن زيارته المبكرة إلى مار إيه لاجو في ولاية ترمب الأولى كانت خطأً”. 

وتابع: “الأمر محفوف بالمخاطر، لأن شي لا يعلم نتيجة دراسة التجارة المتعلقة بالصين التي أمر ترمب بإكمالها بحلول الأول من أبريل المقبل. يبدو أنه راضٍ حالياً عن السماح لترمب بزيادة الرسوم الجمركية، دون وجود مخرج واضح يُعلمه أن الصين ليست كندا أو المكسيك”.

وقبل أسبوعين، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مصادر مطلعة قولها، إن مسؤولين من البلدين يجرون محادثات بشأن عقد قمة محتملة بين ترمب وشي في الولايات المتحدة في يونيو المقبل. 

قمة دبلوماسية وسط حرب تجارية

وحال عقدها، ستمثل القمة خطوة دبلوماسية مهمة للخصمين الجيوسياسيين، وقد تمنح الشركات متعددة الجنسيات والمستثمرين فكرة عن مدى صرامة الموقف الذي يعتزم ترمب اتخاذه بشأن العلاقات مع الصين.

وبحسب “بلومبرغ”، فإنه من المتوقع أن يلتقي السيناتور الجمهوري ستيف داينز، عضو لجنة العلاقات الخارجية، في نهاية الأسبوع الجاري بمسؤول صيني كبير وممثلين عن شركات أميركية في الصين.

وصرح داينز على مواقع التواصل الاجتماعي، أن إحدى القضايا التي سيطرحها هي “تدفق مخدر الفنتانيل القاتل إلى بلادنا”، إذ اتهمت الصين ترمب باستخدام الفنتانيل كذريعة لرفع الرسوم الجمركية.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الصينية، الأسبوع الماضي، إنه على واشنطن أن تُعرب عن “شكرها الجزيل” لجهود بكين في مكافحة تهريب المخدرات بدلاً من فرض رسوم جمركية على الواردات، وحثّ إدارة ترمب على استئناف المحادثات.

وشن ترمب بالفعل حرباً تجارية جديدة مع بكين، بعد المعركة التي خاضها في ولايته الأولى، بفرض رسوم جمركية بنسبة 20% على الواردات من الصين، وردّت بكين بفرض رسوم جمركية على سلع أميركية بقيمة 22 مليار دولار تقريباً، تستهدف القطاع الزراعي الأميركي. 

والتقى ترمب شي عدة مرات خلال ولايته الأولى، بما في ذلك زيارة رفيعة المستوى لبكين، وكان أول لقاء لهما في منتجع مار إيه لاجو في فلوريدا عام 2017، بعد أشهر قليلة من تولي ترمب منصبه. 

وعادةً ما يتناوب كبار القادة الصينيين والأميركيين على زيارة بعضهم البعض، وهو بروتوكول يُلزم ترمب بزيارة بكين قبل استضافة نظيره، وبينما زار شي كاليفورنيا أواخر عام 2023، أصبح جو بايدن أول رئيس أميركي منذ جيمي كارتر، لا يزور الصين أثناء توليه منصبه.

ولم يزر الرئيس الصيني الولايات المتحدة رسمياً في عهد بايدن، ولم يسافر الأخير أيضاً إلى بكين، وكان الاجتماع الوحيد بين الزعيمين على الأراضي الأميركية قد تم عقده في سان فرانسيسكو في عام 2023 على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، وهي لم تكن زيارة دولة رسمية.

ووفقاً لـ”واشنطن بوست”، فإنه بعد فوز ترمب، أظهر شي نهجاً أكثر إيجابية من خلال تهنئة الرئيس المنتخب بعد فوزه في الانتخابات، قائلاً إن البلدين يجب أن “يجدا الطريقة المناسبة للتعاون في هذا العصر الجديد، وذلك من أجل إفادة البلدين والعالم الأوسع”، كما هنأ نائب شي، هان تشينج، جي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي المنتخب بالفوز في الانتخابات الأميركية الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *