اخر الاخبار

استطلاع: الشباب الأميركي لا يثق في الحكومة والشرطة والقضاء

 أظهر تحليل لمؤسسة “جالوب” لاستطلاعات الرأي، أن ثقة الشباب في الولايات المتحدة بأجهزة الحكومة، تراجعت بشكل حاد، لتسجل واحدة من أدنى المستويات بين الدول الغنية، حسبما أوردت صحيفة “فاينانشيال تايمز”. 

وأظهرت استطلاعات “جالوب”، التي شملت 70 ألف شخص حول العالم خلال عامي 2023 و2024، أن أقل من ثلث الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً يثقون بالحكومة.

وقالت المديرة التنفيذية لـ”جالوب”، جولي راي: “بالنسبة للشباب في الولايات المتحدة، يبدو المستقبل قاتماً إلى حد ما”. ولا يتناول استطلاع “جالوب” التداعيات المباشرة للولاية الثانية للرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ومع ذلك، رجح خبراء أن يؤدي الاستقطاب السياسي المتزايد إلى تراجع حاد في مستوى الثقة بالحكومة في الاستطلاعات المستقبلية. 

وبلغت نسبة الشباب الأميركيين الذين قالوا إنهم يفتقرون إلى الحرية في اختيار مسار حياتهم، مستوى قياسياً عند 31% في عام 2024، وهي نسبة أسوأ من جميع الاقتصادات الغنية باستثناء اليونان وإيطاليا.

وفي أماكن أخرى من العالم، يُعد الشباب في اليونان وإيطاليا من بين الأكثر استياءً من الخدمات العامة وضعف الثقة بالمؤسسات. في المقابل، تحقق الاقتصادات الاسكندنافية، مثل فنلندا والدنمارك والنرويج، أفضل النتائج في هذا المجال. 

مستوى السعادة

وسجلت نسبة الشباب الأميركيين الذين لا يثقون في النظام القضائي، مستوى قياسياً في عام 2024، فيما أعرب أكثر من ثلث من هم دون 30 عاماً عن عدم ثقتهم في الشرطة أيضاً. 

وأفاد نحو 61% من الشباب في الولايات المتحدة، بأنهم عانوا من التوتر مؤخراً، وهي ثالث أعلى نسبة بين الاقتصادات المتقدمة بعد اليونان وكندا.

وتُظهر بيانات المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، أن عدد زيارات أقسام الطوارئ في المستشفيات؛ بسبب إيذاء النفس بلغ 384 حالة لكل 100 ألف شخص بين الفئة العمرية من 10 إلى 29 عاماً في عام 2022، مقارنة بـ260 حالة قبل 10 سنوات، وهو ما يعادل أربعة أضعاف المعدل المسجل لمن هم في سن 30 عاماً فأكثر.

وعُزي تراجع مستوى سعادة الشباب في الولايات المتحدة وأماكن أخرى إلى عوامل متعددة، تتراوح بين الاستقطاب السياسي وتراجع جودة الحياة إلى صعوبة امتلاك العقارات. 

وفي الإطار، أشار هايفانج هوانج، أستاذ الاقتصاد في جامعة ألبرتا، إلى “قائمة طويلة” من العوامل التي تسببت في هذا التراجع، من بينها تحديات سوق العمل بعد الأزمة المالية العالمية 2008-2009، وارتفاع تكاليف السكن، وتفاقم عدم المساواة بين الشباب؛ بسبب الميراث والدعم المالي من الأهل. 

وقال: “من الصعب تقييم مدى مساهمة كل عامل منها على حدة”، بدوره، قال جون هيليويل، المحرر المؤسس لتقرير السعادة العالمي الصادر عن “جالوب”، إن الاتجاهات الواردة في البيانات تدعم الرأي القائل بأن “تراجع الثقة والرفاهية بين الشباب مرتبط بشكل ما بنوعية القصص التي تُروى على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وفي حين يبدي الشباب الأميركيون، تفاؤلاً نسبياً بشأن آفاقهم الاقتصادية، وهو ما يعكس دخولهم الأعلى من المتوسط وانخفاض معدل البطالة، إلا أن بعضهم بدأ يشعر بالتشاؤم حيال النمو الاقتصادي أيضاً. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *