إسرائيل تتمسك بالحرب على غزة.. وحماس: لم نغلق باب التفاوض

قال المستشار الإعلامي لرئيس حركة “حماس”، طاهر النونو، في تصريحات لـ “الشرق”، الأربعاء، إن الحركة لم تغلق باب التفاوض للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً ضرورة “وقف الحرب” التي استأنفتها إسرائيل فجر الثلاثاء، فيما شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن المفاوضات “ستتواصل مع استمرار إطلاق النار”.
واستأنفت إسرائيل الحرب على قطاع غزة، فجر الثلاثاء، وقتلت أكثر من 400 فلسطيني، بالإضافة إلى مئات المصابين، في أعنف هجوم على القطاع منذ سريان وقف إطلاق النار في يناير الماضي، فيما طالبت مصر وقطر دولتي الوساطة في المفاوضات غير المباشرة، بالضغط على تل أبيب لتنفيذ وقف فوري لإطلاق النار، والعودة إلى التفاوض.
وشدد النونو على ضرورة “بذل الوسطاء والمجتمع الدولي مزيداً من الضغوط على إسرائيل، لإلزامها بوقف الحرب وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع من جميع الأطراف والبدء الفوري بمفاوضات المرحلة الثانية”.
وأضاف: “لا شروط لدى حماس وفصائل المقاومة، ولكننا نطالب بإلزام الاحتلال وقف العدوان وحرب الإبادة فوراً، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية”، مؤكداً أن الحركة تتواصل مع الوسطاء، وأنها “التزمت بجميع بنود اتفاق وقف النار، لكن إسرائيل تنتهك اتفاق وقف النار”.
ولفت إلى أنه كان بالإمكان التوصل لاتفاق خلال ساعات “لو أن نتنياهو كان جاداً، ولم يتبع سياسة المماطلة والتعطيل. لدى إسرائيل نوايا مبيتة لاستئناف العدوان والحرب”، مجدداً التحذيرات بشأن حياة المحتجزين لدى “حماس” والفصائل الفلسطينية الأخرى في القطاع بسبب القصف الإسرائيلي.
نتنياهو يتمسك باستمرار الحرب
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، الثلاثاء، إن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين “ستتواصل مع استمرار إطلاق النار”، مضيفاً أن “الحرب مستمرة حتى يتم تحرير كافة المحتجزين”.
وأضاف نتنياهو، خلال مؤتمر صحافي، أن “الضغط العسكري هو شرط حيوي لإطلاق سراح المحتجزين. لا شيء يمنعنا من تحقيق جميع أهداف حربنا”.
وتابع نتنياهو: “تل أبيب ستتحرك ضد حركة حماس باستخدام الضغط المتزايد وهذه مجرد البداية”. ومنذ أن شنت إسرائيل حربها على قطاع غزة في أكتوبر 2023، يقول نتنياهو إن أهداف الحرب تتمثل في القضاء على حركة “حماس”، وإعادة جميع المحتجزين والضمان بأن غزة لن تشكل مرة أخرى تهديداً لإسرائيل.
وكان مسؤول إسرائيلي، قال الثلاثاء، إن الحملة العسكرية الجديدة على غزة، “يمكن وقفها فقط في حال موافقة حماس على إطلاق سراح المزيد من المحتجزين الإسرائيليين”.
وأضاف المسؤول في تصريحات لشبكة CNN الأميركية، أن الغارات الجوية على غزة هي “أول مرحلة من سلسلة من الإجراءات العسكرية التصعيدية التي تهدف إلى الضغط على حماس لإطلاق سراح المزيد من المحتجزين”، وفق قوله، ما يعكس عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وجهة النظر التي ترى أن الضغط العسكري هو الوسيلة الأكثر فعالية لإطلاق سراح المحتجزين”، بحسب الشبكة.
ويسعى الوسطاء المصريون والقطريون إلى إعادة إحياء المفاوضات بين إسرائيل و”حماس”، لوضع محادثات وقف النار وإطلاق سراح المحتجزين على المسار مجدداً، ولكن المسؤول الإسرائيلي قال إنه من غير المرجح أن توقف إسرائيل التصعيد العسكري دون اتفاق لإطلاق سراح محتجزين إضافيين، وإن تل أبيب عازمة على إجبار حماس على التفاوض “تحت النار”.
وذكر أن إسرائيل تخطط لتصعيد عملياتها العسكرية تدريجياً في غزة، ولكن من غير الواضح متى سترسل قوات برية إلى القطاع مرة أخرى.
وكانت “حماس” أعلنت موافقتها على إطلاق سراح 5 رهائن إسرائيليين، أحدهم على قيد الحياة، وأربعة جثامين يحملون الجنسية الأميركية مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين وتمديد وقف إطلاق النار لمدة 50 يوماً، وهو ما رفضته إسرائيل وطالبت بتنفيذ اقتراح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بالإفراج عن 11 رهينة من الأحياء ونصف عدد الجثامين المتبقية لدى الحركة.
إدانات عربية ودولية لاستئناف الحرب
وأدانت دول عربية وغربية استئناف إسرائيل للحرب على قطاع غزة، فيما أعربت مصر وقطر، دولتي الوساطة، عن إدانتهما الشديدة للغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قطاع غزة، واعتبرتا أنها “تشكل انتهاكاً صارخاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وتصعيد خطير ينذر بعواقب وخيمة على استقرار المنطقة”.
وجددت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، رفضها الكامل لكافة الاعتداءات الإسرائيلية “الرامية إلى إعادة التوتر للمنطقة، والعمل على إفشال الجهود الهادفة للتهدئة واستعادة الاستقرار”، فيما طالبت المجتمع الدولي بـ”التدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، للحيلولة دون إعادة المنطقة لسلسلة متجددة من العنف والعنف المضاد”.
وطالبت الأطراف (حماس وإسرائيل)، بـ”ضبط النفس وإتاحة الفرصة للوسطاء لاستكمال جهودها للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار”.
في بيان منفصل صادر عن وزارة الخارجية، أدانت قطر، استئناف الاحتلال الإسرائيلي للحرب على قطاع غزة، معتبرة أنه بمثابة “تحدٍ سافر للإرادة الدولية الداعمة للسلام، بما في ذلك اتفاق وقف إطلاق النار”، محذرة من أن “سياسات الاحتلال التصعيدية ستقود في نهاية المطاف إلى إشعال المنطقة والعبث بأمنها واستقرارها”.
كما أعربت الخارجية السعودية، عن إدانة المملكة واستنكارها بأشد العبارات استئناف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقصفها المباشر على مناطق مأهولة بالمدنيين العزّل، دون أدنى اعتبار للقانون الدولي الإنساني.
ووصف رئيس الوزراء الأردني، جعفر حسان، الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة بأنها “حرب على الإنسانية”، داعياً المجتمع الدولي إلى ضرورة وقف الحرب التي استأنفتها إسرائيل فجر الثلاثاء، بعد هدنة استمرت نحو شهرين.
ونددت فرنسا، بالغارات الإسرائيلية على غزة داعية إلى وقف فوري للعنف، وجددت المطالبة بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة، فيما اعتبرت تركيا، أن الهجمات على غزة تظهر انتقال إسرائيل إلى “مرحلة جديدة في سياسة الإبادة الجماعية” بحق الفلسطينيين، وناشدت المجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
كما أعربت الصين عن “قلقها البالغ” إزاء استئناف إسرائيل لغاراتها الجوية واسعة النطاق على غزة، ودعت إلى العودة إلى وقف إطلاق النار، في حين قالت المفوضة الأوروبية لإدارة الأزمات، حجة لحبيب، إن التصعيد في قطاع غزة يجب أن يتوقف، مشددة على ضرورة العودة لوقف إطلاق النار “فوراً”، لمنع وقوع المزيد من الدمار والخسائر في الأرواح.
كما دعا أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى احترام وقف إطلاق النار في غزة، واستئناف المساعدات الإنسانية دون عوائق، وفق ما ذكر متحدث باسمه.