ترمب بعد اتصال زيلينسكي: نسير على الطريق الصحيح إلى حد كبير

أعلن البيت الأبيض، الأربعاء، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترمب دعماً إضافياً للدفاع الجوي لحماية المدنيين من الهجمات الروسية، مؤكداً أن الأخير “وافق على المساعدة في تحديد ما هو متاح من عتاد، لا سيما في أوروبا”.
وقال ترمب في منشور على منصة TRUTH SOCIAL، إنه أجرى مكالمة هاتفية “جيدةً جداً” مع زيلينسكي، مشيراً إلى أن المكالمة التي استمرت قرابة الساعة ركزت على المباحثات التي تمت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، بهدف “تنسيق طلبات واحتياجات كلٍ من روسيا وأوكرانيا”.
وأضاف ترمب في أول محادثة له مع زيلينسكي منذ الاجتماع الذي شهد سجالاً بينهما في المكتب البيضاوي في 28 فبراير الماضي: “نسير على الطريق الصحيح إلى حد كبير”.
من جهته، وصف زيلينسكي الاتصال بـ”الإيجابي” و”الموضوعي جداً” و”الصريح”، وقال: “شكرت ترمب على البداية الجيدة والبناءة لعمل الفريقين الأوكراني والأميركي في جدة يوم 11 مارس”.
وأشار زيلينسكي في منشور على منصة “إكس”، إلى أن اجتماع جدة ساهم “بشكل كبير في دفع الأمور باتجاه إنهاء الحرب” المستمرة منذ قرابة 3 سنوات، مضيفاً: “شارك الرئيس ترمب تفاصيل محادثته مع بوتين، والقضايا الرئيسية التي نوقشت. ويمكن أن تكون إحدى الخطوات الأولى باتجاه إنهاء الحرب بشكلٍ كاملٍ هي وقف الهجمات على منشآت الطاقة والبنية التحتية المدنية الأخرى”.
اجتماع السعودية المقبل
وأعرب الرئيس الأوكراني، عن تأييده لهذه المقترح، وقال: “أكدت على استعدادنا لتنفيذه، كما أن فرقنا ناقشت هذه الخطوة في جدة”، وأعرب كذلك عن استعداد المسؤولين الأوكرانيين والأميركيين للاجتماع المقرر عقده في السعودية خلال الأيام المقبلة بهدف “مواصلة تنسيق الخطوات باتجاه إحلال السلام”.
وأوضح أن الولايات المتحدة “اقترحت وقفاً غير مشروط لإطلاق النار”، مؤكداً أن أوكرانيا “قبلت هذا المقترح أيضاً، وستواصل العمل لتحقيق ذلك”.
وتحدث زيلينسكي أنه بحث مع ترمب إمكانية “تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية”، التي تعتمد بشكل كبير على إمدادات الحلفاء الغربيين.
وتابع: “ناقشنا وضع الدفاع الجوي الأوكراني، وإمكانية تعزيزه لحماية الأرواح، وكلفنا فرقنا بحل المسائل الفنية المتعلقة بتنفيذ وتوسيع نطاق وقف إطلاق النار الجزئي”.
كما لفت الرئيس الأوكراني، إلى أنه تحدث “عن الوضع في منطقة كورسك، وتطرقنا إلى قضية إطلاق سراح أسرى الحرب، وعودة الأطفال الأوكرانيين الذين اختطفتهم القوات الروسية”.
ووفقاً لموقع “أكسيوس”، سيبحث مسؤولون أميركيون مع مسؤولين روس وأوكرانيين في المملكة العربية السعودية يومي الاثنين والثلاثاء التفاصيل الفنية لوقف إطلاق النار الجزئي. لكن لم يتضح ما إذا كانت هذه المحادثات ستكون ثلاثية أم اجتماعات منفصلة.
الدعم الأميركي
وأوضح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز في بيان، أن “الرئيس زيلينسكي طلب أنظمة دفاع جوي إضافية لحماية المدنيين، وخاصة أنظمة صواريخ باتريوت”، مشيرين إلى أن ترمب “وافق على العمل معه لتحديد ما هو متاح، لا سيما في أوروبا”.
واتفق الرئيسان على “وقف جزئي لإطلاق النار في منشآت الطاقة”، وستجتمع “فرق فنية في المملكة العربية السعودية خلال الأيام المقبلة لمناقشة توسيع نطاق وقف إطلاق النار ليشمل البحر الأسود تمهيداً لوقف كامل لإطلاق النار”، حسب البيان الأميركي.
ووفقاً للبيان، بحث ترمب “إمدادات الكهرباء، ومحطات الطاقة النووية في أوكرانيا”، وقال إن “الولايات المتحدة يمكن أن تكون مفيدة للغاية في إدارة هذه المحطات بخبرتها في مجال الكهرباء والمرافق”.
واعتبر أن “الملكية الأميركية لهذه المحطات ستكون أفضل حماية لتلك البنية التحتية، ودعماً لبنية الطاقة الأوكرانية”.
لقاء محتمل بين ترمب وبوتين
وكان مبعوث ترمب لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف توقع، في وقت سابق الأربعاء، أن يتم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، خلال أسبوعين.
ورجح المبعوث، الذي شارك في المحادثات الأميركية الروسية التي عقدت في السعودية في فبراير الماضي، في حوار مع “بلومبرغ”، أن يلتقي الرئيسان الأميركي والروسي.
وتصريحات المبعوث الأميركي تأتي بعد اتصال هاتفي جمع الرئيسين الروسي والأوكراني، بحثا فيه سبل إنهاء حرب أوكرانيا وإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار.
ووافق بوتين، خلال الاتصال مع نظيره الأميركي، على وقف هجمات البنية التحتية للطاقة بأوكرانيا لمدة 30 يوماً، وفق ما ذكر الكرملين في بيان عقب المكالمة، فيما قال البيت الأبيض، إن الرئيسين اتفقا على بدء المفاوضات بشأن السلام في أوكرانيا فوراً.
وذكر الكرملين في بيان، أنه تم الاتفاق على الإبقاء على التواصل، موضحاً أنه تم الاتفاق على أن تشكل روسيا والولايات المتحدة “مجموعات تضم خبراء لبحث التسوية الأوكرانية”.
وكان ويتكوف، أعلن، في وقت سابق، عن جولة جديدة من المحادثات مع روسيا بشأن حرب أوكرانيا، ستنعقد الأحد المقبل في مدينة جدة السعودية.
وأضاف ويتكوف في مقابلة على شبكة FOX NEWS، الثلاثاء، متحدثاً عن زيارته الأخيرة إلى موسكو: “عقدت اجتماعين مع بوتين الأول كان لمدة 3 ساعات ونصف الساعة، أما الثاني فقد كانت مدته 4 ساعات، وأعتقد أنهما كان مثمران”.
وأردف: “في الاجتماع الثاني حددنا المشكلة من وجهة النظر الروسية، وانخرطنا في محادثات للمضي قدماً في تنفيذ اتفاق وقف النار مع أوكرانيا لمدة 30 يوماً، إذ جرى التوافق على أهمية منع استهداف البنى التحتية للطاقة لكلا الجانبين، إضافة إلى ضمان الملاحة في البحر الأسود، أعتقد أن هاتين القضيتين متفق عليهما بالنسبة لروسيا، أتمنى أن نحظى بموافقة أوكرانيا أيضاً بشأنها”.
وعند سؤاله عما إذا كانت منشآت الطاقة أيضاً محمية، قال ويتكوف إن “منشآت الطاقة وبنيتها التحتية ستكون محمية بموجب الهدنة. أتمنى أن يكون التزام الرئيس الروسي ببنود الهدنة دافعاً نحو تحقيق السلام مع أوكرانيا”.
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، الأربعاء، إنه أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الروسي يوري أوكاشوف، لبحث جهود إنهاء حرب أوكرانيا.
وأضاف والتز في منشور على منصة “إكس”، أن “الفرق التقنية من الولايات المتحدة وروسيا ستجتمع في العاصمة السعودية الرياض، خلال الأيام المقبلة، لبحث تفاصيل وقف إطلاق النار الجزئي الذي تم التوصل إليه في المحادثات بين ترمب وبوتين”.