بوتين يريد اعترافاً من ترمب بأراض استولت عليها موسكو

قالت صحيفة “كوميرسانت” الروسية، إن الرئيس فلاديمير بوتين يريد من الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف رسمياً بكل المناطق الأوكرانية الأربع التي أعلنت موسكو سيادتها عليها بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تنشر أسماءها حضرت اجتماعاً خاصاً لرجال الأعمال مع بوتين، الثلاثاء، قولهم إن” بوتين يريد من الولايات المتحدة الاعتراف رسمياً بالمناطق الأربع، لوجانسك، ودونيتسك، وزابوريجيا، وخيرسون كجزء من روسيا بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي استولت عليها موسكو، وضمتها في عام 2014.
ولا تسيطر روسيا على أي من المناطق الأربع بالكامل، رغم تقدمها في ساحة المعركة.
وقالت صحيفة “كوميرسانت” إنه في مقابل الاعتراف، وفي حال حدوثه “في المستقبل القريب”، سيتعهد بوتين بعدم المطالبة بمدينة أوديسا الساحلية الأوكرانية وغيرها من الأراضي الأوكرانية.
وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، رداً على سؤال بشأن تقرير صحيفة “كوميرسانت” الأربعاء، أن “بوتين وترمب لم يناقشا الفكرة في مكالمتهما الهاتفية الثلاثاء الماضي”.
لكنه أكد دون تفصيل أن “بوتين ناقش الصراع في أوكرانيا خلال اجتماع مغلق الثلاثاء مع مجموعة من صفوة رجال الأعمال في روسيا”.
ولم يؤكد بيسكوف “إذا ما كان بوتين قد طرح فكرة اعتراف الولايات المتحدة بالمناطق الأربع، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم في الاجتماع”.
“الاعتراف بالقرم”
وكان موقع “سيمافور” الإخباري الأميركي، قد نقل عن مصدرين مطلعين أن “إدارة ترمب تدرس احتمال الاعتراف بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا، كأراض روسية، في إطار أي اتفاق مستقبلي لإنهاء الحرب التي تشنها موسكو على كييف”.
كما ناقش مسؤولون في الإدارة احتمال حثّ واشنطن للأمم المتحدة على اتخاذ خطوة مماثلة، وفقاً للمسؤولين اللذين نقل عنهما الموقع، وهو ما قد ينسجم مع موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يعتبر القرم أرضاً روسية منذ فترة طويلة.
ويأتي هذا التوجه غير المعلن سابقاً في الوقت الذي بحث فيه بوتين خلال اتصال هاتفي مع ترمب الحرب في أوكرانيا، حيث أعلن الكرملين أن بوتين “وافق على وقف هجمات البنية التحتية للطاقة بأوكرانيا لمدة 30 يوماً”، فيما قال البيت الأبيض، إن “الرئيسين اتفقا على بدء المفاوضات بشأن السلام في أوكرانيا فوراً”.
وقال ترمب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية مساء الأحد، إن “المفاوضين ناقشوا بالفعل تقسيم بعض الأصول”.
ورغم أن ترمب لم يتخذ أي قرارات رسمية بعد، إلا أن مسألة القرم تُعدّ واحدة من عدة خيارات مطروحة ضمن جهود إدارته لإنهاء الحرب.
“لا تعهدات من هذا النوع”
ورفض البيت الأبيض التعليق على الأمر، لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، برايان هيوز، قال في بيان لـ”سيمافور” بعد نشر الخبر، إن “الإدارة الأميركية لم تقدم أي تعهدات من هذا النوع، ولن نجري مفاوضات حول هذه الصفقة عبر وسائل الإعلام”.
وأضاف هيوز: “قبل أسبوعين فقط، كانت المسافة بين أوكرانيا وروسيا كبيرة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار، لكننا اليوم أقرب إلى التوصل إلى اتفاق بفضل قيادة الرئيس ترمب. الهدف لا يزال هو نفسه: وقف القتل والتوصل إلى حل سلمي لهذا الصراع”.
وكان مسؤولو إدارة ترمب قد تحدثوا علناً عن ضرورة تقديم أوكرانيا لتنازلات إقليمية لروسيا من أجل إنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات، كما سبق للرئيس نفسه أن أبدى “استعداده للنظر في الاعتراف بالقرم كأرض روسية”. لكن منذ توليه المنصب، لم يكشف مستشاروه علناً عن تفاصيل محددة بشأن ما قد يُعرض على بوتين.