قال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الأحد، إنه يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغب في السلام، مضيفاً أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أجرى مكالمتين هاتفيتين مع بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي، وأن النقاش تركز فيهما على تحقيق “سلام دائم”.
وعما إذا ما كان يعتقد أن هناك تصوراً خاطئاً عن بوتين بأنه طاغية أو رئيساً يخفي خصومه السياسيين، أو ينتهي الأمر بهم بالموت، قال ويتكوف في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز: “خلال 68 عاماً عشتها على الأرض، لم أر أبداً قصة لم يكن لها وجهين. الأمور لا تكون أبداً أبيض وأسود كما يريد الناس أن يصوروها. هناك دائماً مظالم على الجانبين، ومهمتنا هي، وبناءً على توجيهات الرئيس دونالد ترمب، تقريب وجهات النظر ووقف القتال، وهذا هو ما نفعله، وأعتقد أننا نقوم بمهمة فعالة، وسترون تقدماً كبيراً، بعد اجتماعات الاثنين (في جدة)”.
وكان ويتكوف يشير هنا إلى محادثات أميركية روسية، وأخرى أميركية أوكرانية منفصلة في مدينة جدة السعودية الاثنين، بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية، ينتظر خلالها مناقشة آليات الهدنة الجزئية المقترحة لمدة 30 يوماً، وتركز على وقف الهجمات على منشآت الطاقة بين البلدين، وضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود، وحماية البنية التحتية المدنية وتخفيف معاناة السكان في مناطق النزاع.
ورداً على سؤال بشأن لماذا يعتقد أن بوتين سيتوقف عند الأراضي التي سيطر عليها في أوكرانيا، إذا ما منحت له بالتفاوض، ولن يتقدم صوب بقية أوروبا، قال ويتكوف: “هناك وجهة نظر داخل روسيا تعتبر أن هذه الأراضي روسية، وأن الاستفتاءات التي جرت فيها تبرر هذه الإجراءات… أنا ببساطة لا أرى أن [بوتين] يريد السيطرة على كل أوروبا… أنا آخذ كلامه على ظاهره”.
وتابع: “هذا لا يعني أنني أنحاز لأي طرف. لا يعني أنني لم أرَ صراعاً يمكن حله دون تسوية عادلة للنزاع، ونحن نعمل على تسوية عادلة للطرفين. في رأيي بوتين لا يريد الاستيلاء على أوروبا بأكملها. هذا وضع مختلف تماماً عما كنا عليه في الحرب العالمية الثانية. في الحرب العالمية الثانية، لم يكن هناك حلف شمال الأطلسي (الناتو). أنا أثق بكلامه في هذا الصدد، وأعتقد أن الأوروبيين بدؤوا يتبنون هذا الاعتقاد أيضاً”.
وأردف: “القضية الحقيقية هنا هي الأجندة التي وضعها الرئيس ترمب، وأنا متمسك بأنه يجب تحقيق أهداف هذه الأجندة وهي إيقاف القتال، ووقف المذابح. يجب أن ننهي هذا الأمر، ولا يمكن إنهاء الأمور دون التواصل مع الطرفين، والتفاهم، ثم محاولة التقريب بينهما”.
وقالت “بلومبرغ” الأحد، إن الولايات المتحدة تسعى إلى التوصل إلى اتفاق واسع لوقف إطلاق النار في أوكرانيا خلال أسابيع.
وأضافت أن البيت الأبيض يهدف إلى التوصل لاتفاق هدنة اقترحه الرئيس ترمب، بحلول 20 أبريل، وهو ما يتزامن هذا العام مع عيد الفصح في كل من الكنائس الغربية والأرثوذكسية، لكنه يقر بأن هذا الجدول الزمني قد يتأخر، نظراً للفجوات الكبيرة بين مواقف الطرفين، وفقاً لأشخاص مطلعين على التخطيط، وطلبوا عدم الكشف عن هوياتهم.
الكرملين: بوتين وترمب ربما تحدثا أكثر من مرتين
وفي موسكو، ذكر الكرملين في مقطع مصور نشره التلفزيون الرسمي الأحد، أن بوتين وترمب ربما تواصلا خلال الأشهر القليلة الماضية مرات أخرى بخلاف المكالمتين الهاتفيتين المعلنتين.
وقال ترمب مراراً إنه يريد إنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا، وحذر من مخاطر تصاعده إلى حرب عالمية بين الولايات المتحدة وروسيا. ويقول ترمب إنه يريد أن يتذكره الناس باعتباره صانعاً للسلام.
ولم يعلن حتى الآن سوى عن مكالمتين بين بوتين وترامب هذا العام في 12 فبراير، و18 مارس، لكن هناك تكهنات بأنهما تواصلا مرات أخرى، بالإضافة إلى تقارير تفيد بأنهما تحدثا قبل انتخاب ترمب العام الماضي.
وعندما سأله أبرز مراسلي الكرملين في التلفزيون الرسمي عن تصريحات ترمب التي أشارت إلى احتمال وجود أكثر من مكالمتين، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إنه جرى نشر معلومات حول المكالمتين، وإن لا علم لديه بإجراء اتصالات أخرى.
وأضاف بيسكوف “اسمعوا، نطلعكم على المحادثات التي لدينا علم بها. لكن لا يمكننا استبعاد أي شيء آخر”.
