اتفاق أميركي أوكراني على ضمان أمن الملاحة في البحر الأسود

أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة وأوكرانيا اتفقتا على “ضمان الملاحة الآمنة في البحر الأسود”، وذلك بعد جولة محادثات جديدة بين الجانبين في العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء.
وقال البيت الأبيض، في بيان، إنه “تماشياً مع المناقشات على المستوى الرئاسي بين الرئيس (الأميركي) دونالد ترمب والرئيس (الأوكراني) فولوديمير زيلينسكي، سهّلت الولايات المتحدة محادثات ثنائية على المستوى الفني مع الوفد الأوكراني في الفترة من 23 إلى 25 مارس في العاصمة السعودية الرياض”.
وأضاف البيان أنه في أعقاب هذه المناقشات، اتفقت الولايات المتحدة وأوكرانيا على “ضمان الملاحة الآمنة، والتخلص من استخدام القوة، ومنع استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية في البحر الأسود”، و”التزام الولايات المتحدة المستمر بالمساعدة في تحقيق تبادل أسرى الحرب، والإفراج عن المعتقلين المدنيين، وإعادة الأطفال الأوكرانيين المنقولين قسراً”.
واتفقت واشنطن وكييف أيضاً على “وضع تدابير” لتنفيذ اتفاق ترمب وزيلينسكي لـ”حظر توجيه ضربات إلى منشآت الطاقة في روسيا وأوكرانيا”، فيما رحب البلدان بـ”المساعي الحميدة التي تبذلها الدول الثالثة بهدف دعم تنفيذ اتفاقيات الطاقة والبحرية”.
وشدد البيان على أن الولايات المتحدة وأوكرانيا “ستواصلان العمل من أجل تحقيق سلام دائم”.
“حل سلمي تماشياً مع اتفاقات الرياض”
وجددت الولايات المتحدة تأكيدها للطرفين الروسي والأوكراني على التزام ترمب بـ”ضرورة توقف أعمال القتل على جانبي الصراع الروسي الأوكراني، كخطوة ضرورية نحو تحقيق تسوية سلمية دائمة”، مضيفة أنه “لتحقيق هذه الغاية، ستواصل الولايات المتحدة تسهيل المفاوضات بين الطرفين للتوصل إلى حل سلمي، بما يتماشى مع الاتفاقات المبرمة في الرياض”، وفق بيان البيت الأبيض.
وأعربت الولايات المتحدة عن “امتنانها لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على قيادته وكرم ضيافته في تسهيل هذه المناقشات المهمة مرة أخرى في المملكة العربية السعودية”، وفق ما ذكر البيت الأبيض في بيانه.
واستضافت الرياض، الثلاثاء، جولة محادثات جديدة بين الجانبين الأميركي والأوكراني، بعد يوم من اختتام مباحثات بين وفدين من روسيا والولايات المتحدة، لبحث مقترح وقف إطلاق النار بين كييف وموسكو في البحر الأسود، إضافة إلى ملفات عدة.
لافروف: اتفاق جديد في البحر الأسود ممكن بشروط
وفي وقت سابق، الثلاثاء، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن المحادثات الأميركية الروسية التي عقدت في السعودية، الاثنين، ركزت على سلامة الملاحة في البحر الأسود، وإنه من الممكن التوصل إلى اتفاق جديد بشأن هذه المسألة، مشدداً على ضرورة إلحاق “شروط صارمة” بأي اتفاق جديد.
وأضاف لافروف، في حديث للقناة الأولى الروسية، أن روسيا تريد تفتيش السفن للتأكد من عدم استخدام الفارغة منها في تسليم أسلحة.
وذكر أن العقبات المختلفة التي تحيط بتصدير الحبوب والأسمدة الروسية كانت مشكلة كبيرة في الماضي، مشيراً إلى أن الوفد الروسي أبلغ الولايات المتحدة في الرياض بأن موسكو لن تتسامح مع أي غموض بشأن المقترحات المتعلقة بالبحر الأسود، وفق ما أوردت وكالة “تاس” الروسية للأنباء.
ولفت إلى أن روسيا تشعر بالقلق إزاء الأمن الغذائي لدول إفريقيا والجنوب والشرق العالميين، التي تعاني مما وصفه بـ”ألعاب الغرب”.
وقال لافروف إن “الولايات المتحدة استمعت لإشارة روسيا بشأن الضمانات، وهي تدرك أنها الوحيدة القادرة على تحقيق نتيجة إيجابية في وقف الهجمات الإرهابية وهجمات كييف”، وفق وصفه.
“ضمانات واضحة”
وأضاف لافروف أن روسيا ستحتاج إلى “ضمانات واضحة” عند استئناف مبادرة البحر الأسود، وذلك لن يتحقق إلا “بأمر من واشنطن إلى (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي”.
وأوضح أن “المفاوضات مع الولايات المتحدة في الرياض تناولت مناقشة مسائل الملاحة الآمنة في البحر الأسود”، لافتاً إلى أن موسكو “تؤيد استئناف مبادرة البحر الأسود بصيغة أكثر قبولاً لجميع الأطراف”.
وفيما يتعلق بالخطط الأوروبية لإرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا، قال لافروف: “هؤلاء الحالمون يثبتون عدم كفاءتهم الكاملة كل يوم”.
واعتبر لافروف أن “رغبة الغرب في احتواء روسيا وإلحاق هزيمة استراتيجية بها هي رغبة (القائد العسكري الفرنسي) نابليون بونابرت، و(الزعيم النازي أدولف) هتلر”، مضيفاً: “لقد مررنا جميعاً بهذا من قبل، مضيفاً أن نابليون وهتلر، قاما ذات يوم بغزو أوروبا كلها من أجل هذه الأغراض، والآن أوروبا كلها تتجه نحو هذا الهدف”.
واتهم لافروف كييف بالوقوف وراء “استهداف محطة سودجا”، مشيراً إلى أنها “حمّلت روسيا المسؤولية عن ذلك، رغم أن إمدادات الطاقة لعدد من الدول الأوروبية تعتمد عليها”.
تسهيل صادرات الحبوب
وقال وزير الخارجية الروسي إن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، على اتصال دائم بموسكو بشأن مسألة تخفيف قيود صادرات الحبوب والأسمدة الروسية، وإنه “يسعى للمساعدة”.
لكن لافروف صرّح بأن جوتيريش لا يسعى إلى إلغاء العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، بل يبحث عن ثغرات فيها قد تساعد.
وأضاف لافروف أن مذكرة التفاهم بين الأمم المتحدة وروسيا بشأن هذا الموضوع، المبرمة عام 2022، لا تزال سارية المفعول حتى يوليو من هذا العام.
في حين أن صادرات روسيا من الأغذية والأسمدة غير خاضعة للعقوبات الغربية، إلا أن موسكو قالت إن القيود المفروضة على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمين تُشكّل عائقاً أمام الشحنات.
وطالبت روسيا باستئناف صادراتها من الأمونيا، وإعادة ربط نظام البنوك الروسي بنظام المدفوعات الدولي “سويفت”.