خوفاً من نسيانهم مع الزمن وعدم التعرف على مواقع دفنهم، تقدم عدد من اللاجئين السوريين في الأردن بشكاوى خلال حديث لوكالة ستيب الإخبارية مطالبين بحملة لترميم “مقبرة الشهداء السورين” في مدينة الرمثا الأردنية.
ويقول محمد عبد الله أحد اللاجئين السوريين في الأردن: “إن مقبرة الشهداء امتلأت منذ سنوات ولم يعد يدفن بها أحد، ومع مرور الوقت لم يعد بالمقدور التعرف على أسماء الشهداء من خلال شاهدات القبور التي أتلفت”.
ويوضح أن المقبرة الموجودة في مدينة الرمثا الأردنية تبرّع بها أحد أهالي المدينة عام 2013 حين كانت المعارك مشتعلة في الجانب الآخر من الحدود في محافظة درعا السورية.
وكان يصل عبر بعض النقاط الحدودية التي خصصتها المملكة الأردنية لأغراض إنسانية، الجرحى والمصابين من القصف والمعارك في سوريا، حيث كان يتلقى بعضهم العلاج في مستشفى مدينة الرمثا، وبينهم الكثير ممن فقد حياته هناك.
وحسب “عبد الله” فإن المقبرة تضم رفات أكثر من “700 شهيد سوري” من مختلف المحافظات السورية، وقد دفنوا هناك لعدم قدرة تأمين عودتهم خلال الحرب في سوريا.
ويؤكد أن “الشهداء” وثّقوا من خلال كتابة الأسماء على قبورهم لكن مع امتلاء المقبرة وتركها واللجوء إلى افتتاح مقابر أخرى، تعرضت تلك الأسماء للاختفاء مع الزمن، مما يثير المخاوف من فقدان أثر الكثير من الأسماء هناك.
في عام 2015، أشارت التقارير إلى أن المقابر في الرمثا، بما في ذلك مقبرة الشهداء، قد امتلأت بسرعة بسبب العدد الكبير من الضحايا السوريين الذين تم دفنهم هناك. هذا الوضع دفع المجتمع المحلي إلى الدعوة للتبرع بأراضٍ جديدة لإنشاء مقابر إضافية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الجثامين.
ويستضيف الأردن حاليًا نحو 1.3 مليون سوري، منهم حوالي 671,000 لاجئ مسجل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. يعيش حوالي 18% من هؤلاء اللاجئين في مخيمات، بينما يتوزع الباقون في مختلف مناطق المملكة.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، عاد نحو 43,000 لاجئ سوري من الأردن إلى سوريا حتى فبراير 2025. من بين هؤلاء، غادر 7,117 لاجئًا من داخل المخيمات، بينما عاد 35,558 من مختلف مناطق المملكة.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية
