تركيا: نجري محادثات فنية مع إسرائيل لخفض التوتر في سوريا

أفاد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأربعاء، بأن تركيا تُجري محادثات فنية مع إسرائيل لخفض التوتر في سوريا عند الحاجة، مشدداً على عدم وجود أي نية للصراع مع أي دولة داخل سوريا، بما في ذلك إسرائيل.
وقال فيدان في لقاء مع شبكة CNNTURK، إن “إسرائيل حددت استراتيجية تتمثل في عدم ترك أي شيء للإدارة الجديدة في سوريا”، لافتاً إلى أن” حالة عدم استقرار في بلد جار لنا، سوف تؤثر علينا وتُسبب لنا الأذى، ولا يمكننا البقاء صامتين إزاء ذلك”.
ودعا الوزير التركي الولايات المتحدة إلى “إعادة ضبط” رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأن “ترسم إطاراً له”، وأضاف: “نتنياهو يتحدى العالم بالموارد الأميركية، وعلى الولايات المتحدة وضع حد له”.
وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع ما قاله مسؤول إسرائيلي لموقع “أكسيوس” الإخباري بأن “ضباطاً أتراكاً وإسرائيليين يبحثون إنشاء آلية لفض الاشتباك بين الجيشين في سوريا”.
ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مصدر مطلع على المناقشات بين إسرائيل وتركيا قوله إن “المحادثات تمهيدية”، لافتاً إلى طرح فكرة تستهدف “إنشاء آلية للتنسيق وفضّ الاشتباك بين الجانبين، على غرار آلية متفق عليها مع القوات الروسية الموجودة في سوريا”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قال، الثلاثاء، إن “تركيا تريد إنشاء قواعد عسكرية في سوريا”، مضيفاً أنه يرفض إقامتها بزعم أنها “تُشكل خطراً على إسرائيل”.
وذكر نتنياهو في فيديو نشره قبل مغادرته واشنطن، أن إسرائيل “تعارض” إنشاء قواعد عسكرية تركية في سوريا، مهدداً بـ”العمل ضدها”.
ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب نتنياهو خلال استقباله في البيت الأبيض، الاثنين، إلى “التصرف بعقلانية”، بشأن الخلاف مع تركيا، مضيفاً أنه أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه “إذا كانت لديه مشكلة مع تركيا سوف أقوم بحلها، لأن لدي علاقة جيدة مع رئيسها” رجب طيب أردوغان.
ولكن نتنياهو ذكر في الفيديو الذي نشره، الثلاثاء: “قلت للرئيس ترمب، صديقي وصديق أردوغان، إذا احتجنا لمساعدتك، فسنتحدث معك في هذا الشأن”.
“رسالة إسرائيلية لتركيا”
وكانت وكالة “رويترز” ذكرت في وقت سابق، أن إسرائيل قصفت 3 قواعد عسكرية جوية في سوريا على الأقل هذا الأسبوع، في رسالة إلى تركيا، التي تخطط لتوقيع اتفاقية دفاع مشترك مع الحكومة السورية، تمكنها من نشر قواتها في هذه القواعد.
وجاءت الضربات الإسرائيلية على المواقع الثلاثة، التي كانت تركيا تُقيّمها، بما في ذلك وابل كثيف من الصواريخ الأسبوع الماضي، على الرغم من “جهود أنقرة لطمأنة واشنطن بأن تعميق الوجود العسكري في سوريا لا يهدف إلى تهديد إسرائيل”، وفق ما أوردت “رويترز”.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال اجتماع لحزبه “العدالة والتنمية” في العاصمة أنقرة، الثلاثاء، إن بلاده “ستواصل دعم سوريا من أجل إرساء الاستقرار في البلد الجار”.
وأضاف: “سنفي بمسؤولياتنا بكل حزم من أجل إرساء الاستقرار في جارتنا سوريا”، وفق ما أوردت وكالة “الأناضول”.
ولا تزال التوغلات العسكرية الإسرائيلي في سوريا مستمرة، إذ نشر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الثلاثاء، صوراً في محافظة القنيطرة، بجنوب سوريا.
وذكر المتحدث أن قوات الاحتلال الإسرائيلي “تنتشر في المنطقة الأمنية المتقدمة داخل الأراضي السورية”، زاعماً أن هدفها “منع التهديدات المحتملة” ضد إسرائيل.
وسبق أن شهدت محافظة درعا، في الجنوب السوري، الأسبوع الماضي، هجوما إسرائيلياً أودى بحياة 9 وإصابة 23 آخرين خلال اشتباكات مع أبناء المحافظة.