استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس إندونيسيا برابوو سوبيانتو، اليوم الخميس استقبالا عسكريا مهيبا، ومن المقرر أن يلقي سوبيانتو خطابا أمام البرلمان التركي، ليصبح ثالث رئيس إندونيسي يقوم بهذه الخطوة.
وتأتي الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية زخما متزايدا في مجالات السياسة والاقتصاد والدفاع.
وتتزامن هذه الزيارة مع الذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتعكس عمق الروابط التاريخية والتعاون المتنامي بين أكبر دولتين إسلاميتين من حيث عدد السكان، كما تأتي بعد أشهر من استقبال غير مسبوق حظي به أردوغان في جاكرتا خلال فبراير/شباط الماضي.
وتتمتع تركيا وإندونيسيا بعلاقات تاريخية وثقافية عميقة الجذور، تعود إلى قرون مضت. وقد شهدت هذه العلاقات تطوراً ملحوظاً على مر العصور، خاصة بعد استقلال إندونيسيا وإقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين.
الجذور التاريخية:
تعود أولى الاتصالات بين الأتراك وسكان الأرخبيل الإندونيسي إلى القرن السادس عشر، عندما قدمت الإمبراطورية العثمانية الدعم لسلطنة آتشيه في مواجهة الغزو البرتغالي. وقد تجسد هذا الدعم في إرسال الأسلحة والخبراء العسكريين. تركت هذه الفترة بصمات ثقافية ودينية واضحة في منطقة آتشيه.
العلاقات الحديثة:
وكانت تركيا من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال إندونيسيا في عام 1949، وتم إقامة العلاقات الدبلوماسية رسمياً في عام 1950. افتتحت تركيا سفارتها في جاكرتا في عام 1957.
وتشترك تركيا وإندونيسيا في العديد من القيم والمبادئ، كونهما دولتين ذات أغلبية مسلمة تتبنيان الديمقراطية. كما تتشاركان في عضويات العديد من المنظمات الدولية والإقليمية، مثل منظمة التعاون الإسلامي ومجموعة العشرين ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
تطور العلاقات الثنائية:
شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين تطوراً ملحوظاً، خاصة بعد عام 2004، مع زيادة الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى. وقد توج هذا التطور بتوقيع إعلان مشترك في عام 2011، ارتقى بالعلاقات إلى مستوى “الشراكة الاستراتيجية”.
التعاون الاقتصادي:
يشهد التعاون الاقتصادي بين تركيا وإندونيسيا نمواً مطرداً، مع وجود مساعٍ لزيادة حجم التبادل التجاري وتنويعه. وقد تم تأسيس مجلس الأعمال التركي الإندونيسي المشترك لتعزيز التعاون بين القطاع الخاص في البلدين.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية
