اخر الاخبار

محادثات بين بوتين وويتكوف.. ومقترح أميركي بـ”تقسيم” أوكرانيا

اختتم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، اجتماعاً مطولاً في مدينة سان بطرسبرغ مع ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب، حيث بحث الجانبان تسوية الأزمة الأوكرانية، بينما اقترح المبعوث الأميركي لأوكرانيا وروسيا كيث كيلوج “تقسيم” أوكرانيا على غرار العاصمة الألمانية برلين، بعد الحرب العالمية الثانية كجزء من “اتفاق السلام”.

وصف المبعوث الروسي للاستثمار كيريل دميترييف المحادثات بين بوتين، ويتكوف بأنها “مثمرة”، بينما قال الكرملين في بيان، إن الاجتماع بحث “التسوية الأوكرانية”.

ونقلت وكالة “إنترفاكس” للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن إجراء محادثة هاتفية بين بوتين وترمب أصبح “ممكن نظرياً” عقب اجتماع بوتين مع ويتكوف.

في المقابل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن ويتكوف في روسيا لإجراء اتصالات مباشرة مع الكرملين، وهذه خطوة أخرى ضمن عملية التفاوض نحو وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق سلام نهائي بين روسيا وأوكرانيا.

“تقسيم أوكرانيا”

وبالتزامن مع هذا الاجتماع قدم كيلوج مقترحاً جديداً يتضمن “تقسيم” أوكرانيا “كما حدث في برلين بعد الحرب العالمية الثانية” كجزء من “اتفاق السلام”.

واقترح كيلوج لصحيفة “التايمز” البريطانية، الجمعة، تمركز قوات بريطانية وفرنسية في مناطق بغرب أوكرانيا “لطمأنة” الأوكرانيين، في مقابل وجود الجيش الروسي في شرق البلاد، كما اقترح وجود قوات أوكرانية ومنطقة منزوعة السلاح بين القوات الفرنسية والبريطانية والجيش الروسي.

وأكد مبعوث ترمب على أن نشر قوة بريطانية فرنسية غرب نهر دنيبرو الذي يشطر أوكرانيا من شمالها إلى جنوبها، ويمر عبر العاصمة كييف، لن يكون عملا “استفزازياً” لموسكو

وقال كيلوج إن أوكرانيا دولة كبيرة بما يكفي لاستيعاب عدة جيوش لفرض وقف إطلاق النار، لكنه شدد على أن بلاده لن ترسل أي قوات برية إلى أوكرانيا.

وأشارت “التايم”ز إلى أن مبعوث ترمب اقترح أيضاً إنشاء منطقة منزوعة السلاح بطول 18 ميلاً على طول خطوط السيطرة الحالية بشرق أوكرانيا، لكنه قال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد لا يقبل الاقتراح الخاص بإقامة مناطق سيطرة بريطانية فرنسية بغرب أوكرانيا.

وأضاف كيلوج أنه إذا تم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار ستُجرى انتخابات في أوكرانيا، مشيراً إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منفتح على قبول ذلك.

وانتهت الحرب العالمية الثانية بالاستسلام غير المشروط من قبل الجيش الألماني في الثامن من مايو 1945، وأدى هذا بالقوى الأربع المنتصرة في الحرب وهي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي إلى تقسيم ألمانيا فيما بينها إلى 4 مناطق نفوذ، وأيضاً برلين كانت مقسمة إلى 4 مناطق، لكن عام 1948، قامت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بدمج مناطقها لتشكيل ما يسمى “المنطقة الثلاثية”.

وتأتي هذه التصريحات بعدما كشفت وكالة “رويترز” تفاصيل جلسة ترمب مع ويتكوف، وذلك بعد أقل من 48 ساعة من تناول الأخير العشاء مع المفاوض الذي أرسله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى واشنطن الأسبوع الماضي.

وذكر مسؤولان أميركيان و5 مصادر مطلعة على الوضع لـ”رويترز”، أن ويتكوف قال إن أسرع طريقة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في أوكرانيا هي دعم استراتيجية قد تمنح روسيا ملكية 4 مناطق في شرق أوكرانيا حاولت موسكو ضمها بشكل غير مشروع في عام 2022، في إشارة إلى مناطق زابوروجيا وخيرسون ودونيتسك ولوجانسك.

وكانت هذه نقطة سبق أن طرحها ويتكوف علناً في مقابلة مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون الشهر الماضي، لكنها نقطة دأبت كييف على رفضها، كما يرفضها بعض المسؤولين الأميركيين والأوروبيين باعتبارها “مطلباً روسياً متطرفاً”، وفقاً لـ”رويترز”.

وأشار مصدران، إلى أن الجنرال كيث كيلوج عارض في الاجتماع مع ترمب ما ذكره ويتكوف، قائلاً إن أوكرانيا، رغم استعدادها للتفاوض على بعض الشروط المتعلقة بالأراضي المتنازع عليها، لن توافق أبداً على التنازل من جانب واحد عن الملكية الكاملة لهذه الأراضي لروسيا.

وانتهى الاجتماع دون أن يتخذ ترمب قراراً بتغيير الاستراتيجية الأميركية.

وقال مسؤولون أميركيون ومصادر مطلعة على المسألة و4 دبلوماسيين غربيين على اتصال بمسؤولي الإدارة الأميركية، إن الخلاف يتزايد بين مسؤولي إدارة ترمب حول كيفية كسر الجمود بين أوكرانيا وروسيا، وإن ويتكوف على خلاف بشأن أفضل مسار للمضي قدماً مع كيلوج الذي يفضل المزيد من الدعم المباشر لأوكرانيا.

وفي مخالفة للإجراءات الأمنية المعتادة، دعا ويتكوف كيريل دميتريف، المبعوث الروسي الخاضع لعقوبات أميركية بعد الغزو الروسي، إلى مقر إقامته الشخصي لتناول العشاء قبل اجتماع البيت الأبيض.

ولفت مصدران، إلى أن هذا أثار قلقاً في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، فيما يتجنب المسؤولون الأميركيون استضافة مسؤولين من روسيا التي تمتلك قدرات استخباراتية متطورة في منازلهم. بعد ذلك جرى نقل الاجتماع على العشاء إلى البيت الأبيض.

غضب جمهوري

وحصل ويتكوف، وهو صديق قديم لترمب ساعد في تحقيق انتصارات دبلوماسية رئيسية للرئيس، على بعض الدعم من المتشككين في الحزب الجمهوري في أوكرانيا، لكن مقترحاته أثارت غضب الجمهوريين الآخرين الذين يعتقدون أن الإدارة الأميركية قد تحولت بشدة نحو موسكو، بحسب وكالة “رويترز”.

وذكر مصدر مطلع، أن “بعض الجمهوريين في الكونجرس استبد بهم قلق شديد من موقف، ويتكوف المؤيد فيما يبدو لروسيا في مقابلة كارلسون، لدرجة أن كثيرين منهم اتصلوا بمستشار الأمن القومي مايك والتز، ووزير الخارجية ماركو روبيو بعد ذلك للشكوى”.

ومنذ تولي المنصب في يناير الماضي، قلب ترمب السياسة الخارجية الأميركية رأساً على عقب، وضغط على أوكرانيا للموافقة على وقف إطلاق النار، وخفف تدابير كثيرة اتخذتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن لمعاقبة روسيا على غزوها لجارتها في عام 2022.

وقال المسؤولان الأميركيان وأكثر من 10 أشخاص آخرين مطلعين على المداولات الداخلية للإدارة، من بينهم دبلوماسيون غربيون، إن بعض المسؤولين الأميركيين والأوروبيين يشعرون بالقلق من أنه في الوقت الذي يتبع فيه ويتكوف استراتيجية ترمب، يستغل الروس افتقاره للخبرة على طاولة المفاوضات.

وجاء في رسالة بتاريخ 26 مارس الماضي لإريك ليفين، وهو متبرع جمهوري بارز “يتعين على ويتكوف الرحيل، ويتعين أن يحل روبيو محله”.

وكُتبت الرسالة التي بعث بها ليفين إلى مجموعة تضم متبرعين جمهوريين واطلعت عليها “رويترز”، بعد مقابلة ويتكوف مع كارلسون وظهوره على قناة FOX NEWS، واشتملت على انتقادات لويتكوف بسبب إشادته ببوتين.

ودأب ترمب على قول إنه يريد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا بحلول مايو المقبل، قائلاً إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تنهي الصراع الذي أودى بحياة مئات الآلاف، ويهدد بمواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا المسلحة نووياً.

لكن اتفاقين جزئيين لوقف إطلاق النار، أحدهما يتعلق بالبنية التحتية للطاقة والآخر بالبحر الأسود، تعثرا وأصيب الرئيس الأميركي بالإحباط بسبب عدم إحراز تقدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *