أعلن “اللواء الثامن” الذي يقوده أحمد العودة في درعا جنوب سوريا، حل نفسه وتسليم سلاحه لوزارة الدفاع السورية، في خطوة تسهم في تحقيق مساعي الإدارة السورية لتوحيد الفصائل وبسط سيطرتها على كامل البلاد.
وقال القيادي في “اللواء الثامن” محمد الحوراني في بيان: “نحن أفراد وضباط ما يعرف سابقاً باللواء الثامن، نعلن رسمياً حل هذا الفصيل بشكل كامل، وتسليم جميع مقدراته العسكرية والبشرية إلى وزارة الدفاع السورية، بالإضافة إلى تكليف النقيب محمد القادري بمهمة التنسيق المباشر مع الجهات المعنية، لإتمام عملية الانتقال والتسليم بسلاسة”.
وأضاف: “نؤكد أن القرار يأتي انطلاقاً من الحرص على الوحدة الوطنية، وتعزيز الأمن والاستقرار، والالتزام بسيادة الدولة وسلطتها”، معرباً عن شكره لـ”كل من ساهم في مسيرة هذا التشكيل”، كما اعتبر هذه الخطوة “بداية جديدة لتعزيز مسيرة الوطن تحت مظلة الدولة السورية”.
وقال مصدر أمني لموقع “تجمع أحرار حوران”، إن “قوات وزارة الدفاع والأمن العام، تسلمت عدد من مقرات قوات اللواء الثامن في مدينة بصرى الشام، بريف درعا الشرقي”.
وأضاف المصدر أن “قوات وزارة الدفاع والأمن العام وضعت عناصر مشتركة مع اللواء في عدد من مقراته، بما فيها القلعة والفندق، وهي من أهم مقرات اللواء داخل المدينة”.
“اللواء الثامن”.. اتفاقيات تسوية
وكان “اللواء الثامن” يُعتبر أحد أقوى الفصائل المسلحة في المنطقة الجنوبية، وقاده أحمد العودة، منذ أن كان كتيبة صغيرة عام 2013، قبل أن تندمج مع نحو 20 فصيلاً عام 2016 تحت اسم “قوات شباب السنة”، والتي تلقّت الدعم آنذاك من مركز العمليات العسكرية Military Operations Center، الذي كانت تديره الولايات والمتحدة بمشاركة عدد من الدول، وعُرف بـ”غرفة الموك” ومقره العاصمة الأردنية عمّان.
وكان العودة أول قائد فصيل يلتقي أحمد الشرع بعد يومين من سقوط نظام الأسد، وهو شخصية كان يُنظر لها من طرف المعارضة السورية بعين الريبة، وذلك في ضوء علاقته مع روسيا لنحو 7 سنوات، بعد اتفاق تسوية مع نظام الأسد برعاية روسية عام 2018.
وكان عدد من أهالي مدينة بصرى الشام، قد خرجوا في مظاهرات لليوم الثاني على التوالي، تهتف ضد “اللواء الثامن”، وتطالب بمحاسبة المتورطين في قضية مصرع القيادي في أحد الفصائل المحلية بلال الدروبي، والذي انضم مؤخراً إلى وزارة الدفاع السورية.
ولقي الدروبي مصرعه، السبت الماضي، متأثراً بجراحه التي أصيب بها إثر استهدافه بالرصاص المباشر قبل يومين من قبل عناصر قيل أنهم ينتمون لـ”اللواء الثامن”.
