ترندات

عبدالله مصطفى غضنفر: الذكاء الاصطناعي.. الموجة القادمة

من خلال الموقف المشرف التي وقفته الناشطة والعاملة في شركة ميكروسوفت ابتهال أبو سعد في وجه الرئيس التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي في الشركة مصطفى سليمان وهو بالمناسبة سوري الأصل بريطاني الجنسية ، فتح هذا الموقف نظري أكثر على دور مجال الـ AI في تشكيل حاضرنا ومستقبلنا وخصوصا ونحن نعيش في عالم لا أخلاقي وما أحداث غزة والشرق الأوسط الحالية إلا مثال صريح على ذلك.

الموجة التي بدأت وبقوة من خلال انتشار برامج الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة وأصبحت تعطى للمستخدمين على شكل برامج مجانية أو منخفضة التكاليف لتسهيل وصول الناس لها واستخدامها أثار فضولي للاطلاع على بعض المقالات والدراسات في هذا المجال وارى من المهم ابراز بعض النقاط المهمة جدا التي يجب على بلداننا من شعوب ومسؤولين الانتباه لها والعمل على وضع الخطط المناسبة لمواكبة التقدم الضخم في هذا المجال والانتباه للمخاطر المتوقعة في المستقبل.

في بحث أجرته مجموعة ماكنزي في عام ٢٠٢٣م وهي شركة استشارات إدارية أمريكية ومن أهم نتائجه أن نصف الوظائف في العالم ستكون مؤتمتة بحلول عام ٢٠٣٠م ، وعليه فإنه من المتوقع فقدان أكثر من ٤٠٠ مليون عامل لوظائفهم خلال السنوات القادمة. ومن سينجو من هذه التغيرات هم أصحاب المهارات اليدوية الماهرة مثل الكهربائيين بالإضافة الى أصحاب المهارات الإدارية التي تتطلب مهارات اجتماعية وتفكير نقدي خاص لا يمكن استبدالها بالذكاء الاصطناعي.

من الممكن أن الذكاء الاصطناعي سيتيح علاجات طبية ثورية وتعليم عالي الجودة لشرائح أكبر لكن الخوف الأكبر باستخداماته في الحروب والأعمال الاجرامية المنظمة. ومن خلاله تستطيع الأنظمة المتنفذة من خلق مواد مضللة ويصبح انتشارها بين الجمهور وكأنها حقيقة.

ويعتبر مجال الأحياء والبيولوجي الاصطناعي من العوالم المخيفة التي بحاجة لاحتواء وضبط أخلاقي، حيث سيأتي اليوم الذي سيتشكل كائن اصطناعي عن طريق تجميع الحمض النووي وخصوصا مع تحرر الشفرات الوراثية للكائنات الحية والتقدم الكبير في علم الجينات.

ان أكبر أخطار الذكاء الاصطناعي هو تركيز القوة عند شركات محددة ة بالدول المستكبرة وتصبح تأثير هذه الشركات أكبر من تأثير الدول والحكومات وتتم اختراق مجتمعاتنا بشكل أكبر مما هي مخترقة اليوم بالتكنولوجيا الحالية، وهذا ما يفسر سباق الاستثمار في مجال الـ AI من قبل الدول الكبرى مثل أمريكا والصين وباقي القوى العالمية للحفاظ على تفوقها العسكري والاقتصادي والتكنولوجي.

من الواضح أن العالم سيدخل مرحلة انتقالية صعبة جدا تتطلب منا جميعا أفرادا ومؤسسات التعامل معها بسرعة وبدراية وفهم ، ففيما يتعلق بالأفراد فيجب علينا البدء باستخدام برامج الذكاء الاصطناعي المجانية وتطوير مهاراتنا في هذا المجال وصولا للاستفادة من الدورات التخصصية. أما حكوماتنا ودولنا فمطلوب منها مواكبة هذا التقدم والانتباه لمخاطره والتنبه لخطورة الموجة القادمة.

أن خطابات الامام الخامنئي السابقة والتي ركز فيها على أن مجال الذكاء الاصطناعي هو مجال المواجهة والتقدم وضرورة تأسيس البنى التحتية اللازمة لهذا المجال لهو فهم دقيق وعميق للموجة القادمة وضرورة التحضير والتهيؤ لها بما يحافظ على اقتدار وقوة شعوبنا الإسلامية.

عبدالله مصطفى غضنفر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *