كاتب إيطالي: أردوغان سياسي محنك.. وترامب يدرك ذلك جيدا

اخبار تركيا
يرى الكاتب أندريا موراتوري في تقرير نشره موقع “إنسايد أوفر” الإيطالي أنتركياتلعب دورا محوريا بالنسبة للإدارة الأميركية الجديدة كجسر لحلّ الكثير من القضايا الساخنة في الشرق الأوسط وفي مختلف أنحاء العالم، بعد سنوات من التوتر مع الإدارة السابقة.
وقال الكاتب، في تقريره، إن الرئيس الأميركيدونالد ترامبأكد مرارا وتكرارا إعجابه بشخصية الرئيس التركيرجب طيب أردوغانوحنكته السياسية، وقد أرسل منذ بداية ولايته الثانية إشارات تودد واضحة تظهر رغبته في الاستعانة به في حسم عدد من الملفات. حسبما أورد موقع الجزيرة نت.
وذكر الكاتب أن ترامب عبّر على مضض عن إعجابه بقدرة أردوغان على قلب نظامبشار الأسدفيسوريامن خلال دعمه للرئيس الحاليأحمد الشرع، كما كرّر خلال لقائه الأخير مع رئيس الوزراء الإسرائيليبنيامين نتنياهوفي البيت الأبيض وصفه للرئيس التركي بـ”الصديق” رغم بلوغ التوتر بين تل أبيب وأنقرة ذروته.
وحسب الكاتب، فإن أردوغان سياسي محنك وذكي، يطرح مبادرات على كل طاولة، وقد جعل من تركيا لاعبا إستراتيجيا على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وترامب يدرك ذلك جيدا.
ففي الشرق الأوسط، يمكن أن تكون تركيا مفيدة لواشنطن وفقا للكاتب إذا وافقت على الدخول في مفاوضات للوصول إلى اتفاق معإسرائيل، ومن ثمّ لعب دور في الملف الإيراني، وتأمين وتعزيز الاستقرار في المنطقة من خلال نفوذها في سوريا والخليج.
كما يمكن أن تساهم أنقرة في حل معضلةالبحر الأحمرالذي يشهد اضطرابات بسبب التوتر بينالولايات المتحدةوالحوثيين فياليمن، وقد ظهر دورها جليا في تلك المنطقة من خلال الوساطة بين الصومال وإثيوبيا.
ويتابع الكاتب أن تركيا هي أفضل دولة يمكنها أن تتوسط في المفاوضات بينروسياوالولايات المتحدة، مؤكدا أنه ليس من قبيل المصادفة أن آخر لقاء بين مبعوثي البلدين عُقد فيإسطنبول.
وعلى صعيدالحرب الروسية الأوكرانية، يقول الكاتب إن تركيا كانت تسلّح أوكرانيا قبل الغزو الروسي وواصلت تسليحها بعده، لكنها لم تنخرط في العقوبات الغربية علىموسكورغم تمسكها بوحدة الأراضي الأوكرانية.
وأشار موراتوري إلى وساطة أنقرة عام 2022 في اتفاقيات الحبوب التي كانت أول نافذة دبلوماسية وسط دوامة الحرب، وإلى إبقائها حتى الآن على تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا.
ويضيف أن تركيا “الدولة الأقل غربية فيحلف الناتو، والأكثر دفاعا عن الغرب بين شركائها فيالبريكس”، تحافظ على علاقات دبلوماسية مميزة مع الصين، وهي قادرة على أن تمارس ضغوطا على بكين لصالح أميركا فيما يتعلقبقضية الإيغور.
وليس من الغريب، وفقا للكاتب، أن تُطرح تركيا كأول وجهة رسمية خارجية للرئيس ترامب في ولايته الثانية، والتي قد تُناقش خلالها مقترحات تركية تتعلق باستقرارسورياوالشرق الأوسط، مقابل اعتراف الولايات المتحدة بالنفوذ التركي في المنطقة.
وأضاف الكاتب أن تركيا ترغب في صفقة كبرى مع الولايات المتحدة لشراء أسلحة أميركية مقابل إلغاء العقوبات المفروضة عليها منذ 2020.
ويوم الأربعاء، صرّح وزير الخارجية التركيهاكان فيدان، مهندس الإستراتيجية التركية الكبرى في سوريا والمنطقة حسب تعبير الكاتب بأن تركيا عرضت على الولايات المتحدة إمكانية استثمار نحو 20 مليار دولار لشراء أسلحة أميركية، إذا ما قامت واشنطن بإلغاء القيود المفروضة منذ 2020 بسبب شراء تركيا أنظمة الدفاع الجوي الروسية “إس400”.
وقد شملت العقوبات إبعاد تركيا من برنامج شراء المقاتلات الأميركية “إف35″، وهو البرنامج الذي تسعىأنقرةحاليا للعودة إليه بهدف إعادة التموضع في مواجهة التفوق الجوي الإسرائيلي في الشرق الأوسط، وفقا للكاتب.
واعتبر الكاتب أن تركيا العالقة حاليا بينواشنطنوتل أبيب، ترغب ببناء علاقة إستراتيجية واضحة المعالم مع الولايات المتحدة لا تقوم على قرارات ارتجالية، مضيفا أن أنقرة تقدم نفسها كشريك مفيد لواشنطن في عدة ملفات، لكن مقابل تنازلات أميركية تخدم المصالح التركية.
وختم الكاتب بأن الرئيس أردوغان أدرك أن ترامب يتبنّى فكرة نظام عالمي قائم على مناطق نفوذ متعددة، ويريد أن يضمن لبلاده مكانا ضمن التقسيم الجديد للعالم مستغلا علاقته بساكن البيت الأبيض الحالي.