بايدن يعود للظهور بانتقاد سياسات ترمب بشأن الضمان الاجتماعي

وجّه الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، الثلاثاء، انتقادات إلى إدارة دونالد ترمب دون أن يذكر الرئيس بالاسم، وذلك بسبب خفضها عدد الموظفين الحكوميين وتعاملها مع وكالة الضمان الاجتماعي، وتعهداتها بتقليص برامجها، واصفاً ذلك بـ”التصرف المدمر”، فيما شدد على أهمية برامجها واصفاً إياها بـ”الوعد المقدس”، فيما اتهمت إدارة الضمان الاجتماعي الرئيس السابق بأنه “يكذب” بشأن تدمير الوكالة.

وأضاف بايدن في أول تصريحات علنية له منذ مغادرته المنصب، خلال مؤتمر المدافعين والمستشارين والممثلين عن ذوي الإعاقة (ACRD) لعام 2025، الذي عُقد في شيكاغو: “انظروا إلى ما حدث الآن. في أقل من 100 يوم، أحدثت هذه الإدارة الجديدة الكثير من الضرر والدمار. إنه لأمر مثير للدهشة أن يحدث ذلك في وقت قليل”، بحسب ما أوردته شبكة CNN.

وتابع: “تخضع وكالة الضمان الاجتماعي لإعادة تنظيم شاملة، تشمل تقليص عدد الموظفين وتغيير السياسات بقيادة إدارة كفاءة الحكومة (التابعة للملياردير إيلون ماسك). وقد غمر الأميركيون القلقون خطوط هواتف ومكاتب الضمان الاجتماعي الميدانية، خشية تعرض مزاياهم للخطر”.

وقال بايدن: “هناك 7 آلاف موظف سيُسرّحون خلال هذه الفترة، بمن فيهم أكثر المسؤولين خبرة، والآن يستعدون لتسريح آلاف آخرين”، ودون أن يذكر ماسك صراحةً، انتقد بايدن ثقافةً شبّهها بـ”الشركات التكنولوجية الناشئة” في الإدارة الجديدة.

وأضاف الرئيس السابق: “إنهم يتبعون النهج القديم للشركات التكنولوجية الناشئة: (تحرك بسرعة وحطم الأشياء). إنهم بالتأكيد يحطمون الأشياء. إنهم يطلقون النار أولاً ويستهدفون لاحقاً، ونتيجة لذلك، الكثير من الألم غير المبرر وليالٍ بلا نوم”.

وبينما دعا الرئيس في تصريحاته إلى الوحدة، محذراً من أن الأمة “لم تكن يوماً منقسمة إلى هذا الحد”، قال: “لا يمكننا الاستمرار على هذا المنوال كأمة منقسمة، على هذا القدر من الانقسام الذي نعيشه. لم تكن بلدنا يوماً منقسمة إلى هذا الحد”.

اتهامات للجمهوريين

وانتقد بايدن الجمهوريين واتهمهم بـ”تدمير وكالة الضمان الاجتماعي عمداً، ونهب الصندوق الائتماني للضمان الاجتماعي لتأمين تمويل لتمديد التخفيضات الضريبية التي أُقرت خلال إدارة ترمب الأولى”.

وقال في هذا الصدد: “عليك أن تسأل نفسك، لماذا يحدث هذا؟ لماذا يستهدف هؤلاء الضمان الاجتماعي الآن؟ إنهم يريدون تدميره لنهبه”.

وتابع: “ولماذا يريدون نهبها؟ من أجل تقديم تخفيضات ضريبية ضخمة للمليارديرات والشركات الكبرى والحفاظ على استمرارها. إنهم يريدون جعل تخفيضات الضرائب لعام 2017 دائمة، والتي استفاد منها بشكل كبير أغنى الأميركيين وأكبر الشركات.”.

وأضاف: “سيكلف ذلك 5 تريليونات دولار، من أين سيحصلون على هذه الـ 5 تريليونات دولار لتغطية تكاليفها؟ حسناً، سيواصلون زيادة العجز. ما يفعلونه دائماً هو زيادة الدين الوطني، أولاً. ثم أخذ الأموال من مصادر أخرى”.

وتابع: “الضمان الاجتماعي أكثر من مجرد برنامج حكومي، إنه وعد مقدس قطعناه”، مضيفاً أن ملايين الأشخاص الذين يدفعون في البرنامج منذ بدء عملهم يعتمدون على صرفه لهم عند الحاجة”.

وأشاد بايدن، بالإجراءات التي اتخذها لحماية الضمان الاجتماعي خلال فترة رئاسته، وقال: “يجب ألا نخون هذه الثقة أبداً أو نتخلى عن أي التزام”.

وامتنع الرئيس السابق عن ذكر ترمب بالاسم في الخطاب، لكنه انتقد تهديدات إدارته بخفض الضمان الاجتماعي، إذ قال إنه خبلال رئاسته ترك إدارة الضمان الاجتماعي بكامل كوادرها ومكرسة لخدمة العملاء، لكنه اتهم إدارة ترمب “بتدميرها حتى يتمكنوا من سرقتها”.

وبحسب “أكسيوس”، فإن خطاب بايدن تزامن مع إعلان الديمقراطيين عن “اليوم الوطني للعمل من أجل إنقاذ الضمان الاجتماعي”، بدوره، ردّ مارتن أومالي، المفوض السابق لإدارة الضمان الاجتماعي، والذي قدّم بايدن في المؤتمر، على مزاعم إدارة ترمب بالاحتيال، قائلاً: “لقد خلص جميع المفتشين العامين على مدى الأعوام الـ30 الماضية إلى أن مستوى الاحتيال في الضمان الاجتماعي أقل من نصف واحد بالمائة”.

“بايدن يكذب”

وتزامنت تصريحات بايدن مع إطلاق الديمقراطيين إعلانات رقمية تهاجم الجمهوريين بسبب تهديدات الإدارة للضمان الاجتماعي، في المقابل، اتهمت إدارة الضمان الاجتماعي التابعة لإدارة ترمب، بايدن بـ”الكذب على الأميركيين” بشأن الضمان الاجتماعي، بعد أن جعل البرنامج محور أول تصريحات علنية له منذ مغادرته منصبه.

وبعد تصريحات بايدن، قدمت إدارة الضمان الاجتماعي خمسة ادعاءات في سلسلة منشورات على موقع “إكس”، جاء فيها: “أكدت إدارة الضمان الاجتماعي عدم إغلاق أي من مكاتبها الميدانية بشكل دائم، وأضافت أن نصف قسم التكنولوجيا لم يُسرح بعد”.

وأكدت الإدارة أنها “تتخذ خطوات عملية لتغيير طريقة خدمتنا للجمهور، بما في ذلك أدوات الذكاء الاصطناعي وخدمات الهاتف المُحدثة”.