كثف الجيش الإسرائيلي هجومه على غزة خلال الساعات الـ48 الأخيرة، حيث قتل أكثر من 90 فلسطينياً، وذلك مع استمرار فرض حصار على القطاع منذ 6 أسابيع، إذ يمنع دخول المواد الغذائية والسلع الأخرى.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه قصف أكثر من 1400 “هدف” في قطاع غزة، يومي الجمعة والسبت، فيما ذكرت وزارة الصحة في غزة، السبت، أن الضربات الجوية الإسرائيلية على القطاع قتلت أكثر من 92 شخصاً خلال 48 ساعة، مشيرة إلى أن العديد من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشار موظفون في القطاع الصحي بغزة، إلى أن من بين الضحايا الليلة الماضية نساء وأطفال بعضهم كان يحتمي في منطقة إنسانية مخصصة، وفق ما أوردت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية.
وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع، قتل القصف الإسرائيلي ما لا يقل عن 11 فلسطينياً، بينهم عدة أشخاص في خيمة بمنطقة المواسي التي تضم مئات الآلاف من النازحين. وصنّفت إسرائيل هذه الرقعة كمنطقة إنسانية.
وظهر مشيعون وهم يحتضنون ويقبّلون وجوه الضحايا، وكان الكثير منهم أطفالاً. ولامس رجل جبهة طفل بإصبعه قبل أن تُغلق أكياس الجثامين. وصرخ أحدهم قائلاً: “عمر رحل… ليتني كنت أنا بدلاً منه”.
وفي مدينة رفح، قتلت إسرائيل 4 أشخاص آخرين في غارات جوية، من بينهم أم وابنتها، بحسب ما أفاد به المستشفى الأوروبي الذي نُقلت إليه الجثامين.
سوء تغذية ولا مساعدات
ويأتي التصعيد الإسرائيلي في غزة، بينما تواصل تل أبيب فرض حصار على القطاع منذ 6 أسابيع، حيث تمنع دخول المواد الغذائية والسلع الأخرى.
ودقت منظمات الإغاثة ناقوس الخطر هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن آلاف الأطفال يعانون من سوء التغذية، وأن معظم السكان بالكاد يتناولون وجبة واحدة يومياً، بحسب الأمم المتحدة.
ودعت الدكتورة حنان بلخي، مديرة المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، السفير الأميركي الجديد لدى إسرائيل مايك هاكابي، إلى الضغط على تل أبيب لرفع الحصار عن غزة، والسماح بدخول الأدوية والمساعدات الإنسانية.
وقالت بلخي: “أتمنى لو يتمكن من الدخول بنفسه لرؤية الوضع عن قرب”.
وفي أول ظهور له كسفير، الجمعة، زار هاكابي حائط البراق (الحائط الغربي)، ووضع ورقة داخل الحائط، وقال إنه مكتوب بخط يد الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
بدورها ذكرت “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (أونروا) أن نحو 660 ألف طفل في غزة محرومون من الدراسة، بسبب الحرب.
وقتلت الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 أكثر من 51 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.
ودمرت إسرائيل مساحات واسعة من القطاع وأتلفت معظم قدراته الإنتاجية الغذائية. وتشير التقديرات إلى أن نحو 90% من السكان نزحوا من منازلهم، ويعيش مئات الآلاف منهم في خيام أو مبانٍ مدمرة.
