اخبار تركيا
سلّطت صحيفة تايمز أوف سنترال آسيا، ومقرها الولايات المتحدة، الضوء على التحولات المتسارعة في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن أنقرة تعود إلى الساحة الأوروبية بقوة واثقة، مدفوعة بانخراط دبلوماسي رفيع المستوى وتعاون متزايد في المجالين العسكري والاقتصادي.
وذكرت الصحيفة أن هذا التقارب لا يُعيد فقط تشكيل موقع تركيا ضمن النظام الأوروبي الأطلسي، بل يحمل أيضاً تداعيات جيوسياسية أوسع، لا سيما في منطقة آسيا الوسطى التي تنظر بعين الاهتمام لهذا التحول.
وبحسب التقرير، فإن عودة تركيا إلى المشهد الأوروبي هذه المرة تختلف عن الفترات السابقة، حيث لم تعد أنقرة تسعى إلى القبول كطرف أضعف، بل تفرض نفسها كشريك استراتيجي وفاعل إقليمي مستقل، يمتلك أوراق قوة على أكثر من صعيد.
وأضافت الصحيفة أن تعزيز التعاون الأوروبي مع تركيا من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدة للتواصل مع جمهوريات آسيا الوسطى، التي تبحث عن توسيع خياراتها بعيداً عن الهيمنة الروسية والصينية. وتعد تركيا، بما تملكه من روابط ثقافية وتاريخية ولغوية مع دول المنطقة، جسراً مثالياً لتحقيق هذا التوازن.
وتوقعت الصحيفة أن يستمر هذا المسار الإيجابي في العلاقات التركية الأوروبية، ما دامت المصالح المتبادلة تزداد وضوحاً في ظل المتغيرات الدولية المتسارعة.
مرت العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي بمراحل متقلبة منذ تقدّم أنقرة بطلب الانضمام في 1987. ورغم حصولها على صفة “مرشح رسمي” عام 1999، تعثرت مفاوضات العضوية لاحقًا بسبب قضايا مثل قبرص، وحقوق الإنسان، وتحفظات بعض الدول الأوروبية.
ومع ذلك، استمر التعاون في ملفات أساسية كالاتفاق الجمركي، وملف اللاجئين، والشراكة في حلف الناتو. ومع التغيرات الجيوسياسية، لا سيما بعد حرب أوكرانيا، عاد الاهتمام الأوروبي بتعزيز العلاقات مع تركيا، باعتبارها شريكًا استراتيجيًا يصعب تجاهله
