ترمب: فرصة جيدة للمحادثات بين موسكو وكييف

وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، المحادثات الجارية مع روسيا وأوكرانيا بأنها “جيدة جداً”، فيما أفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأن ممثلين عن أوكرانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة سيجتمعون، الأربعاء المقبل، في لندن لبحث شكل الحل لإنهاء الحرب الدائرة مع روسيا منذ أكثر من 3 سنوات.
وشدد زيلينسكي في بيان على منصة “إكس”، عقب إجراءه اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وصفه بأنه “جيد ومفصل “، على “ضرورة أن يكون وقف إطلاق النار غير المشروط هو الخطوة الأولى نحو السلام” مع روسيا.
وأعرب عن استعداد بلاده لـ”المضي قدماً بشكل بنّاء.. لتحقيق وقف إطلاق نار غير مشروط، يليه سلام حقيقي ودائم”.
وأضاف أن هدنة عيد الفصح التي أعلنتها موسكو لمدة 30 ساعة “أثبتت أن تصرفات روسيا هي التي تُطيل أمد الحرب”، لافتاً إلى أنه بحث مع ستارمر “العمل المشترك في إطار الأمن الأوروبية”.
مقترح روسي
وأعلن بوتين، في وقت سابق الاثنين، استئناف القتال في أوكرانيا بعد انتهاء هدنة ليوم واحد تقريباً بمناسبة عيد الفصح، واتهم كييف بـ”استغلال منشآت مدنية لأغراض عسكرية”.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها التزمت بوقف إطلاق النار بشكل صارم وبقيت في مواقعها، واتهمت الوزارة أوكرانيا بـ”انتهاك الهدنة”.
وقال بوتين في تصريحات لمراسل التلفزيون الروسي بافل زاروبين، إن موسكو لديها “موقف إيجابي” تجاه أي مبادرات سلام، وتتوقع أن يكون لدى كييف الموقف نفسه، معتبراً أن تعامل أوكرانيا مع مبادرة الهدنة “أشبه بلعبة”، وفق ما أوردت وكالة “تاس” الروسية للأنباء.
وأعرب عن اعتقاده بأن كييف “تحاول اغتنام الفرصة بمقترح جديد لوقف إطلاق النار”، مضيفاً: “علينا أن ننظر إلى نتائج وقف إطلاق النار، ونشاط أوكرانيا قد انخفض خلال الهدنة”.
وأردف: “فيما يتعلق بالاقتراح الذي يقضي بعدم استهداف منشآت البنية التحتية المدنية، فهذا الأمر يحتاج إلى دراسة، سندرس كل هذا، وسنتخذ القرار المناسب”.
وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لمراسل بالتلفزيون الرسمي الروسي، إن بوتين كان يقصد إجراء محادثات مع أوكرانيا عندما تحدث عن مناقشات تتعلق باستهداف البنية التحتية المدنية.
ويؤكد الرئيس الروسي مراراً أن روسيا ستكون مستعدة لإنهاء الحرب إذا تخلت أوكرانيا رسمياً عن طموحاتها للانضمام إلى حلف “الناتو”، والانسحاب الكامل لقواتها من أراضي 4 مناطق أوكرانية تطالب بها روسيا، وتسيطر على معظمها.
وأفادت وكالة “رويترز” في نوفمبر 2024، بأن بوتين مستعد للتفاوض على اتفاق مع ترمب، لكنه سيرفض تقديم تنازلات إقليمية كبيرة، وسيصر على تخلي كييف عن طموحاتها للانضمام إلى حلف “الناتو”.
وقال ترمب، الأحد، إنه يأمل أن تتوصل روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق هذا الأسبوع لإنهاء الصراع في أوكرانيا.
وعندما سُئل عن هذه التصريحات، قال بيسكوف: “لا أريد الإدلاء بأي تعليقات الآن، وخاصة بشأن الإطار الزمني”.
ومضى بيسكوف قائلاً: “لا يزال الرئيس بوتين والجانب الروسي منفتحين على السعي إلى تسوية سلمية. نحن نواصل العمل مع الجانب الأميركي، وبالطبع، نأمل أن يُسفر هذا العمل عن نتائج”.
ورفض التعليق مباشرةً على تقرير نشرته “بلومبرغ”، أفاد بأن الولايات المتحدة مستعدة للاعتراف بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم في إطار اتفاقية سلام أوسع. وقال بيسكوف: “العمل على إيجاد تسوية سلمية لا يمكن أن يحدث، ولا ينبغي أن يحدث بشكل علني”، مضيفاً: “ينبغي أن يجري ذلك بسرية تامة”.
وفي تعليق على الهدنة، ذكر بيسكوف: “سنزود جميع الأطراف المهتمة بجميع البيانات المتعلقة بحقائق انتهاك هدنة عيد الفصح من قبل القوات الأوكرانية”، وذلك بعد ساعات من انتهاء هدنة أعلنها الرئيس بوتين ليوم واحد بمناسبة عيد القيامة.
وتبادلت كييف وموسكو الاتهامات بشن آلاف الهجمات التي انتهكت الهدنة، والتي أشار الكرملين، الأحد، إلى أنه لن يتم تمديدها.
وقالت واشنطن إنها سترحب بتمديد الهدنة وكرر الرئيس الأوكراني مراراً استعداد أوكرانيا لوقف الضربات لمدة 30 يوماً في الحرب.