ترمب: اسألوا الحوثيين عن أداء وزارة الدفاع في عهد هيجسيث

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، إنه لايزال يثق في وزير الدفاع بيت هيجسيث، مطالباً بسؤال الحوثيين عن أداء وزارة الدفاع تحت قيادته، وذلك عقب تقرير نشرته “نيويورك تايمز”، الأحد، قالت فيه إن وزير الدفاع نشر نشر معلومات حساسة عن غارات على اليمن عبر مجموعة دردشة أخرى بتطبيق سيجنال.
وأضافت الصحيفة أن المعلومات التي نشرها هيجسيث عبر تطبيق “سيجنال” تضمنت جداول الغارات التي تستهدف جماعة “الحوثيين” في اليمن، مشيرة إلى أن مجموعة الدردشة التي نشر بها وزير الدفاع هذه المعلومات ضمت زوجته وحوالي 12 شخصاً من أصدقائه وزملائه، ما أثار المزيد من التساؤلات بشأن استخدامه لتطبيق مراسلة غير سري لتبادل تفاصيل أمنية بالغة الحساسية.
وعند سؤال ترمب من قبل الصحافيين عما إذا كان لا يزال يثق في هيجسيث وسط هذه التقاير الإعلامية، أجاب قائلاً: “إن وسائل الإعلام يجب أن تطرح هذا السؤال على الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، والذين يواجهون وابلاً من الضربات الجوية الأميركية في الأسابيع الأخيرة”.
وأضاف: “اسألوا الحوثيين عن وضعهم الحالي، اسألوهم عن مدى اختلالهم الوظيفي،في (وزارة الدفاع) لا يوجد أي خلل”، كما بدا أن ترمب يُلقي باللوم على مساعدي البنتاجون الذين أقيلوا مؤخراً لوقوفهم وراء هذه التقارير.
وقال: “إنها مجرد أخبار كاذبة، إنهم يختلقون قصصاً فحسب، أعتقد أن الأمر يتعلق بموظفين ساخطين، كما تعلمون وُضع في منصبه للتخلص من الكثير من الأشخاص السيئين، وهذا ما يفعله، لذا لا يكون لديك أصدقاء دائماً عندما تفعل ذلك”.
ووجه ترمب سؤالاً بشأن وزير دفاعه إلى المراسل مرة أخرى، قائلاً: “لماذا تسأل سؤالاً كهذا؟! مشيراً إلى أن الروح المعنوية في القوات المسلحة عالية.
وعند سؤاله عما إذا كان مرتاحاً لاستخدام هيجسيث لـ”سيجنال”، قال ترمب: “هل تُعيدون طرح سيجنال مجدداً، هذا الأمر قديم، حاولوا إيجاد شيء جديد”.
“نيويورك تايمز” واثقة من صحة التقرير
وفي السياق ذاته، أصدرت صحيفة “نيويورك تايمز” بياناً تدافع فيه عن تقريرها بشأن مشاركة وزير الدفاع للمعلومات الحساسة في محادثة خاصة عبر تطبيق “سيجنال”.
وقالت متحدثة باسم الصحيفة: “نحن واثقون من دقة تقريرنا، الذي كشف أن وزير الدفاع شارك معلومات حساسة في محادثة على تطبيق سيجنال شملت زوجته وشقيقه، من بين آخرين”.
وأضافت المتحدثة: “لم ينكر البنتاجون وجود هذه المحادثة، وتصريحه بأنه لم يتم تبادل معلومات سرية لا يغيّر من جوهر قصتنا، التي لم تصف المعلومات بأنها سرية في الأساس”.
وتأتي تصريحات “نيويورك تايمز” بعد أن نفى البنتاجون وجود أي معلومات سرية تم تبادلها، مؤكداً أن ما نُشر لا يمثل خرقاً أمنياً، لكن الصحيفة تؤكد أن “جوهر القضية هو مشاركة تفاصيل عملياتية حساسة مع أشخاص خارج القنوات الرسمية للحكومة، سواء كانت مصنفة سرية أم لا”.
دعم هيجسيث
وذكر البيت الأبيض، في وقت سابق، الاثنين، أن ترمب يدعم هيجسيث، كما لم تتم مشاركة أي معلومات مصنفة سرية في محادثات سيجنال.
بدوره، قال هيجسيث: “تحدثت إلى الرئيس دونالد ترمب، وسنواصل القتال على نفس الجبهة، حتى النهاية”، معتبراً أن القصة المتعلقة بمحادثة سيجنال الثانية، مصدرها “موظفين سابقين ساخطين”، في إشارة إلى إقالة 3 من مساعديه، واستقالة متحدث سابق باسم الوزارة.
وذكرت “نيويورك تايمز” أن هيجسيث أفشى هذه المعلومات الحساسة قبل تأكيد تعيينه وزيراً للدفاع، واستخدم هاتفه الخاص في التعامل معها، وليس الحكومي.
وقال جون أوليوت المتحدث السابق باسم البنتاجون إن الوزارة في حالة “فوضى تامة”، مرجحاً ألا يبقى هيجسيث في منصبه طويلاً، وسط حملة إقالات لكبار مساعدي الوزير.
وفي مقال رأي بمجلة “بوليتيكو”، وصف أوليوت الذي استقال قبل يومين، بيئة من “الاضطراب والطعن في الظهر، وسلسلة متواصلة من الأخطاء”، في أعلى مستويات الوزارة، وفق قوله.
وأضاف أوليوت: “البنتاجون في حالة فوضى تحت قيادة هيجسيث، هذا الخلل الوظيفي أصبح الآن مصدر تشتيت كبير للرئيس دونالد ترمب، الذي يستحق أداءً أفضل من قيادته العليا”.
“نشر أكاذيب”
واتهم أوليوت فريق وزير الدفاع بـ”نشر أكاذيب” بشأن سبب طرد 3 مسؤولين كبار الأسبوع الماضي، قائلاً إنهم “لم يسربوا معلومات حساسة إلى وسائل الإعلام”.
كما انتقد مسؤولي البنتاجون بشأن طريقة تعاملهم مع فضيحة “تسريبات سيجنال”، مشيراً إلى تسريبات أخرى سببت إحراجاً للإدارة الأميركية.
وتأتي الاتهامات بعد يومين مغادرة أوليوت منصبه في البنتاجون، وتأكيده على أنه “لا يزال يدعم سياسات الأمن القومي لإدارة ترمب”.
ونفى كبير المتحدثين باسم البنتاجون شون بارنيل إفشاء أي معلومات سرية في محادثات سيجنال “مهما كانت الطرق التي يحاولون بها صياغة القصة”، وقال إن “ما هو صحيح فعلاً أن مكتب وزير الدفاع يواصل تعزيز قوته وكفاءته في تنفيذ أجندة الرئيس ترمب”.
وقال بارنيل إن “صحيفة نيويورك تايمز، وكل وسائل الإعلام الزائفة الأخرى التي تردد تفاهاتهم، تتبنى بحماسة شكاوى موظفين سابقين ساخطين كمصدر وحيد لموضوعها”.