مودي لـ”عرب نيوز”: علاقتنا بالسعودية راسخة ومبنية على الثقة

قبل زيارته الرسمية الثالثة إلى السعودية، الثلاثاء، عبّر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن “فخره واعتزازه بالعلاقات المتنامية بين بلاده والمملكة”، مشدداً على أنّ الشراكة الثنائية ترتكز على “الثقة المتبادلة وحسن النية”، وأنها دخلت مرحلة غير مسبوقة من التعاون الاقتصادي والدفاعي والتقني والثقافي.
وفي مقابلة حصرية مع صحيفة “عرب نيوز”، الاثنين، قال مودي إنّ “مجلس الشراكة الاستراتيجية الذي تأسس عام 2019 مثّل نقطة تحوّل في مسار العلاقة بين البلدين، وفتح آفاقاً غير محدودة للتعاون في مجالات حيوية أبرزها الطاقة، والاستثمار، والدفاع، والتقنيات الحديثة”.
علاقة شخصية استثنائية مع ولي العهد
وتحدّث مودي عن “علاقة شخصية دافئة ومبنية على الاحترام والثقة” مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مؤكداً أنّ رؤيته التحولية لبلاده “أذهلت العالم”، وأن هذه العلاقة انعكست على مستوى التنسيق السياسي والدبلوماسي بين البلدين.
وقال: “نحن لا نتحدث فقط عن المصالح الآنية، بل نُخطّط لمستقبل الشراكة الهندية-السعودية على مدى عقود قادمة”.
اقتصاد يتكامل..واستثمارات تتسارع
ونوّه رئيس الوزراء الهندي بأن المملكة تُعدّ خامس أكبر شريك تجاري للهند، مؤكداً وجود “تكامل طبيعي” بين الاقتصادين.
وأشار إلى ازدهار التبادل التجاري في قطاعات الطاقة والزراعة والأسمدة، متوقعاً نمواً إضافياً بفضل الاتفاق المرتقب حول معاهدة الاستثمار الثنائي، إضافة إلى اتفاقية التجارة الحرة بين الهند ودول مجلس التعاون الخليجي.
كما دعا مودي الشركات السعودية إلى اغتنام الفرص الاستثمارية في الهند، لا سيما في مجالات الفضاء والتقنيات النظيفة والبنية التحتية.
شركات هندية في مشاريع 2030 و”فيفا 2034″
وهنّأ مودي المملكة على فوزها باستضافة معرض إكسبو 2030 وكأس العالم لكرة القدم 2034، معتبراً أن الحدثين “فرصة تاريخية أمام الشركات الهندية لتوسيع أعمالها في المملكة”، لافتاً إلى مشاركة شركات هندية بالفعل في مشاريع ضخمة ضمن رؤية السعودية 2030، خاصة في البنية التحتية والتكنولوجيا”.
تحوّل أخضر وشراكة في الطاقة المتجددة
وشدد رئيس الوزراء الهندي على أن الطاقة كانت وستبقى “ركيزة رئيسية للعلاقات بين البلدين”، مؤكداً أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تعاوناً متقدماً في مشاريع الطاقة النظيفة، ومنها الهيدروجين الأخضر وسلاسل التوريد المستدامة.
وأشار إلى إمكانية ربط شبكات الكهرباء بين البلدين ضمن مبادرة الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، التي أُطلقت خلال قمة العشرين في نيودلهي.
تعزيز التعاون الأمني والدفاعي
وفي الشأن الدفاعي، وصف مودي العلاقات العسكرية بين الهند والسعودية بأنها “متينة وتقوم على الثقة”، مستشهداً بالمناورات المشتركة بين القوات البرية والبحرية، مشيراً إلى وجود صناعات دفاعية هندية متطورة تُصدّر بالفعل للمملكة.
وأضاف: “نرحب بالاستثمارات السعودية في الصناعات الدفاعية الهندية، التي باتت مفتوحة أمام الشراكات الخاصة”.
دور الجالية وتوطيد الروابط الثقافية
وبشأن الجالية الهندية التي يتجاوز عددها 2.7 مليون في السعودية، عبّر مودي عن “امتنانه العميق للقيادة السعودية لرعايتها”، مؤكداً أنها “تمثل جسراً حيوياً للعلاقات بين البلدين”.
كما أشار إلى التفاعل الثقافي المتزايد بين الشعبين، من خلال انتشار رياضة اليوغا والكريكيت والأفلام الهندية في السعودية، وطرح إمكانية إنشاء مؤسسات تعليمية هندية مرموقة في المملكة، على غرار معهد التكنولوجيا الهندي في أبوظبي.