ترندات

الكتب الصوتية تخيّر الذكاء الاصطناعي على القارئين البشريين

أعلنت منصة “سبوتيفاي” للبث التدفقي أنها تستثمر مليون يورو في “كتب ترويها أصوات اصطناعية”، أي آلة تحاكي الصوت البشري بدقة متزايدة.

وأوضحت أنّ “تكاليف الإنتاج المرتفعة والاعتماد الذي ما يزال ناشئا على الكتب الصوتية له عواقب تتمثل في الحدّ من العرض والكتب المتوفرة بالفرنسية”.

وتذكر “سبوتيفاي” بوضوح لمستخدميها لمن يعود الصوت الذي يقرأ لهم، لكي يقرّروا بأنفسهم ما إذا كانوا يوافقون أم لا على الصوت الاصطناعي.

ولا تتخلى المنصة السويدية عن الكتب التي يقرأها بشر. ويقول الرئيس التنفيذي لدار نشر “أوغو” أرتور دو سان فنسان: “إنها تُساعد الناشرين عن طريق تمويل جزء من الإنتاج.. ولكي تتطوّر السوق وتنضج، يتطلّب الأمر مختلف أنواع الدعم”،وفق تصريحه لوكالة فرانس برس.

وستوفّر “أوغو” بالتعاون مع دار نشرها الأم “غلينا” 200 كتاب جديد في السنوات الثلاث المقبلة.

ويقول رئيس دار “أوغو”: “نحن في مرحلة تطوير تسمح لنا بالاستثمار في إنتاج عالي الجودة. لذا، نحرص على اختيار الأصوات، والعمل مع ممثلين، والتمسّك بمبادئنا في كل مرة”.

أصوات الكمبيوتر لا تتلعثم لكنها رتيبة

وفي عام 2021 كتبت “أوديبل”الأولى عالميا في الكتب الصوتية والتابعة لشركة “أمازون”، عبر موقعها الإلكتروني الفرنسي “في البداية، كانت الكتب الصوتية تستخدم الصوت الاصطناعي، أي الصوت المنشأ بواسطة الكمبيوتر. أما اليوم، فيُفضّل الصوت البشري لأنه يُتيح قربا أكبر من القارئ، ونبرة صوت أفضل”.

وبعد أربع سنوات، يؤدّي البحث عن “الصوت الافتراضي” في لائحة كتبها باللغة الإنجليزية إلى “أكثر من 50 ألف نتيجة”. والغالبية العظمى من الكتب هي من تأليف كتّاب غير معروفين.

وتترك جودة هذه القراءة تقييمات متباينة، فمنها ما يحمل حماسة للتقدّم السريع لهذه التكنولوجيا، بينما تظهر أخرى تشكيكا بشأن حدودها.

وتقول أليسانيا، وهي مؤلفة روايات بالإنجليزية نشرت أعمالها عبر “أمازون”، في منشور عبر منصة “إكس”: “لا أعتقد أنّ السرد القصصي باستخدام الذكاء الاصطناعي جيّد في ما يتعلق بمشاعر الشخصيات”.

لا تتلعثم أصوات الكمبيوتر مطلقا وترتكب أخطاء أقلّ في نطق الأسماء بشكل صحيح.

لكن مع الوقت يمكن أن تصبح رتيبة، فهي لا تعرف حتى الآن كيفية التسريع أو الإبطاء، أو إظهار تعبيرات ومشاعر كالانزعاج أو الاختناق أو فقدان القدرة على التنفس أو البكاء.

رؤساء وممثلون يعيشون التجربة

ودفعت التكلفة العالية لجعل شخص يقرأ كتابا كاملا بعض منتجي النسخ الصوتية من المؤلفات إلى الاستثمار في استنساخ الأصوات والأصوات الاصطناعية، وهي ظاهرة يسلّط عليها الضوء مهرجان باريس للكتاب.

وخاض رؤساء دول سابقون هذا التحدّي، على سبيل المثال، سجّل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي عام 2021 أكثر من 13 ساعة من مذكراته الرئاسية “لو تان دي تامبيت”(زمن العواصف).

بينما سجّل الرئيس الأمريكي باراك أوباما “إيه بروميسد لاند” (أرض الميعاد) عام 2020 على مدى 29 ساعة.

وثمة كتب أخرى قرأها ممثلون، حيث وضع الممثل الفرنسي دوني بوداليديس صوته على رواية “مارتن إيدن” للكاتب جاك لندن.

أما رواية “الحوريات” التي نال كمال داود بفضلها جائزة غونكور الفرنسية، فقرأتها لولا نايمارك.

لكن مستقبل إنتاجات من هذا النوع، سواء كانت مكلفة أم مكلفة جدا، غير واضح بين الكتب الصوتية التي باتت تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي.

وكان مهرجان باريس للكتاب الذي أقيم من 11 إلى 13 أفريل الجاري، مناسبة لإعلانين في هذا الصدد.

تقول “ليبرينوفا”، الشركة الفرنسية الأهم في مجال النشر الذاتي، إنها تستخدم “تكنولوجيا استنساخ الصوت التي توفّر جودة أعلى بكثير من جودة الأصوات الاصطناعية، التي غالبا ما تكون آلية جدا”.

وتقوم هذه التكنولوجيا على أن يسجّل المؤلف بصوته جزءا صغيرا فقط من كتابه ثم يتولى الذكاء الاصطناعي قراءة الجزء الآخر بالصوت نفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *