اخر الاخبار

عباس يطالب حماس بتسليم السلاح وحكم غزة للسلطة الفلسطينية

وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء، انتقادات شديدة اللهجة لحركة “حماس”، مطالباً إياها بتسليم المحتجزين الإسرائيليين وعدم إعطاء إسرائيل حجة لمواصلة عدوانها على قطاع غزة المحاصر.

واعتبر عباس، في كلمته خلال افتتاح أعمال المجلس المركزي الفلسطيني بمقر الرئاسة الفلسطينية برام الله، أن حماس “ومنذ انقلابها على الشرعية الوطنية الفلسطينية عام 2007، وعملها طوال هذه الفترة لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والقدس، مروراً بست حروب طاحنة تسببت بها على قطاع غزة، ودون إعفاء الاحتلال بالطبع من المسؤولية، قد ألحقت أضراراً بالغة بالقضية الفلسطينية”.

وقال الرئيس الفلسطيني في معرض كلمته: “كل يوم في مئات القتلى، ليش؟ (لماذا؟) بدناش (لا نريد) نسلم رهينة أميركية، طب يا أولاد الكلب سلموا هذول (هؤولاء) وخلصونا من هالشغلة (هذا الموضوع).. سدوا ذرائعهم!”.

وشدد على أن حركة “حماس” ملزمة بأن تنهي “استيلاءها على الحكم والسلطة في قطاع غزة”.

وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن قطاع غزة يتعرض لـ”حرب إبادة جماعية خسرنا فيها حتى الآن أكثر من مئتي ألف مواطن بين شهيد وجريح.. ورغم فداحة هذا العدد من الضحايا، فإنه لا يمكن ولا يصح أن يُنظر إليهم وكأنهم مجرد أرقام”.

وتابع: “لا يمكن أن يكون هؤلاء الشهداء والجرحى مجرد أرقام يجري عدها عبر وسائل الإعلام وفي التقارير المختلفة.. وأبداً لا يمكن أن يكونوا مجرد ‘خسائر تكتيكية’ كما يدعي من صنعوا نكبة ‘الانقلاب’ خدمة للاحتلال ولأعداء شعبنا كافة، ثم اختلقوا الذرائع لكي يكمل الاحتلال مؤامرته الشيطانية بتدمير قطاع غزة وتهجير أهله”.

أولويات وضرورات

وأكد عباس في معرض حديثه على ضرورة تحقيق 4 أولويات تمثل “ضرورات اللحظة الراهنة”.

وذكر أن الأولوية الأولى تهم وقف “حرب الإبادة الإسرائيلية التي يتعرض لها قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال بشكل تام من أراضي القطاع، وكذلك وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مدننا وقرانا ومخيماتنا في الضفة الغربية، ومنع الانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والخليل وجميع المناطق الفلسطينية”.

أما الأولوية الثانية، فتَهُمُّ رفعَ “الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة بما يضمن تدفق الاحتياجات الضرورية اللازمة للمواطنين (..) وفتح الطرق والعمل على إعادة الخدمات المختلفة، تمهيداً لإزالة آثار العدوان وإعادة الإعمار”.

وأوضح الرئيس الفلسطيني أن الأولوية الثالثة تتمثل في “مقاومة ومنع محاولات تهجير أهلنا من القطاع، وتنسيق الموقف في ذلك مع المجموعة العربية الإسلامية والمجتمع الدولي وبالذات جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية (..)”. 

وتتعلق الأولوية الرابعة، حسب عباس، بـ”حماية القضية الفلسطينية كقضية شعب يسعى إلى تحرير أرض دولته المحتلة وممارسة حقوقه الوطنية في إطار الشرعية الدولية، وتنفيذ الحل السياسي القائم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، واعتراف العالم بهذه الدولة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي”.

وقال الرئيس الفلسطيني: “ليس أميناً على مستقبل شعبنا من يعتبر نفسه شيئاً ويعتبر شعبه شيئاً آخر، فيقول عن أهل غزة (نحن وهم)، وليس أميناً على شعبنا ومصالحه من يرى كل هؤلاء الشهداء والجرحى مجرد خسائر تكتيكية، وليس أميناً على شعبنا من يقول (مال حماس لحماس وليس للشعب)، رغم أنهم يجمعون التبرعات باسم الشعب الفلسطيني ثم يودعونها في حساباتهم الخاصة”.

“حماس حزب سياسي”

وشدد الرئيس الفلسطيني على ضرورة “خلق المناخ والظروف الملائمة” عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقلة “ذات السيادة وفق قرارات الشرعية الدولية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية”.

وأوضح أن ذلك يشمل “تحمل السلطة الوطنية الفلسطينية لمسؤولياتها كافة في قطاع غزة، كما في الضفة الغربية والقدس سواء بسواء، وبما يتضمن جميع المسؤوليات الأمنية والسياسية، على أساس وحدة القانون ووحدة المؤسسات ووحدة السلاح الشرعي ووحدة القرار السياسي”.

واعتبر أن ذلك يعني بالضرورة “وجوب أن تُنهي حركة حماس سيطرتها على قطاع غزة، وأن تسلم القطاع بكل شؤونه، وأن تسلم الأسلحة كذلك إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، وتتحول إلى حزب سياسي يعمل وفق قوانين الدولة الفلسطينية، ويلتزم بالشرعية الدولية وبالشرعية الوطنية التي تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية”.

وقال إن تنفيذ هذه “الرؤية الشاملة” يتطلب وجود أفق سياسي يقوم على إنهاء الاحتلال وانسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة وضمان آليات واضحة ومستدامة لتدفق الاحتياجات الضرورية ومتطلبات إعادة الإعمار والإفراج عن الأسرى والرهائن والمحتجزين ووقف جميع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية ووقف الاستيطان واعتداءات المستوطنين والكف عن انتهاك حرمة المقدسات في الضفة الغربية والقدس.

وشدد كذلك على أهمية اعتماد خطة شاملة للتعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة أساسها عدم تهجير الشعب الفلسطيني من القطاع.

“ترتيب البيت الفلسطيني داخلياً”

واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن مواجهة هذه التحديات يتطلب “ترتيب البيت الفلسطيني داخلياً على أسس وطنية جامعة”.

وأشار إلى أن ذلك يتطلب الالتزام بـ”منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعبنا، والالتزام ببرنامجها السياسي والنضالي والتزاماتها الدولية” وكذا “الالتزام بالشرعية الدولية وقراراتها” و”الالتزام بمبدأ النظام السياسي الفلسطيني الواحد، والقانون الواحد، والسلاح الشرعي الواحد، والقرار الوطني السيادي الواحد، والمقاومة الشعبية السلمية”.

وقال عباس في هذا الصدد إن “حركة حماس، ومنذ انقلابها على الشرعية الوطنية الفلسطينية عام 2007، وعملها طوال هذه الفترة لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والقدس، مروراً بست حروب طاحنة تسببت بها على قطاع غزة، ودون إعفاء الاحتلال بالطبع من المسؤولية، قد ألحقت أضراراً بالغة بالقضية الفلسطينية، وقدمت للاحتلال خدمات مجانية خطيرة، سواء بقصد أو بغير قصد، ووفرت لهذا الاحتلال المجرم ذرائع مجانية لتنفيذ مؤامراته وجرائمه في قطاع غزة، وكان أبرز هذه الذرائع حجز الرهائن”.

وأضاف أن الحركة قامت بـ”الشيء نفسه في الضفة الغربية وإن بطريقة مختلفة، وكانت مآلات كل هذه الأفعال التي قامت بها حماس ما نعايشه الآن من عدوان ودمار وانغلاق لآفاق المستقبل أمام شعبنا، ما يجعلها ملزمة أمامنا وأمام شعبنا بأن تُنهي استيلاءها على الحكم والسلطة في قطاع غزة تماماً، وأن تتركه لمنظمة التحرير وللسلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، حقناً لدماء أبناء شعبنا، وحماية لمصالحه ومستقبله”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *