اخر الاخبار

شركات أدوية أوروبية تدعو إلى رفع الأسعار: لتشجيع الابتكار

دعا كبار مسؤولي شركات الأدوية الأوروبية، الثلاثاء، الاتحاد الأوروبي إلى رفع أسعار الأدوية لتقترب من المستويات الأعلى بكثير التي تدفعها الولايات المتحدة، قائلين إن ذلك “سيشجع على الابتكار”.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “نوفارتس” فاس ناراسيمهان، ونظيره في “سانوفي” بول هدسون، في رسالة إلى صحيفة “فاينانشيال تايمز”، إلى على المفوضية الأوروبية تحديد هدف إنفاق على الأدوية واللقاحات من أجل “مكافأة الابتكار بشكل عادل”.

وتدفع الولايات المتحدة ما يقرب من ثلاثة أضعاف ثمن الأدوية ذات العلامات التجارية (Branded medicines) والأدوية الجنيسة (Generic medicines) مقارنة بالدول الأخرى المماثلة، وفقاً لتقديرات الحكومة الأميركية.

ويقول الرؤساء التنفيذيون في رسالتهم إن على المفوضية وضع معيار مرجعي لدولها الأعضاء “في نطاق الأسعار الصافية الأميركية”، مضيفين أن هذا المعيار “يمكن تعديله من خلال الخصومات لبعض الدول”.

ويضيف ناراسيمهان وهودسون أن انخفاض الأسعار في الاتحاد الأوروبي “يقيّد نمو سوق الصناعات الدوائية الحيوية”، ويخلق “تحديات تعيق المبتكرين”، مستشهدين ببيانات تفيد بأن 30% من الأدوية المعتمدة في الولايات المتحدة غير متوفرة في أوروبا.

تدهور قطاع الأدوية

ومع استمرار التهديد بفرض رسوم جمركية، الذي يخيم على القطاع، يشير المسؤولون الأوروبيون إلى الاستثمارات الكبيرة التي ضختها شركات الأدوية في الولايات المتحدة منذ عودة دونالد ترمب إلى السلطة، مشيرين إلى أن على أوروبا أن تتحرك “بشكل عاجل وإلا سيبدأ التدهور وسيتسارع رحيل الشركات”.

ووعدت إدارة ترمب بمعالجة مشكل ارتفاع أسعار الأدوية في الولايات المتحدة. وخلال فترة ولايته الرئاسية الأولى، سعى ترمب إلى ربط الأسعار بتلك الموجودة في الدول الأوروبية.

ورغم أن الأمر التنفيذي الصادر الأسبوع الماضي لم يُحقق ذلك، صرّح مسؤول أميركي بأن الحكومة “تركز بشكل كبير على تقليص الفجوة بين الأسعار التي تدفعها الولايات المتحدة وتلك التي تدفعها الدول المتقدمة الأخرى”.

ومن شأن ذلك أن يُشكّل تحدياً لصناعة الأدوية، التي تعتمد على الولايات المتحدة في ما بين 40% و50% من مبيعاتها، وفق “فاينانشيال تايمز”.

ويقول الرؤساء التنفيذيون الأوروبيون في رسالتهم: “في ظل تراجع القدرة التنافسية الأوروبية في قطاع الأدوية الحيوية، يُقلل عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية من حوافز الاستثمار في الاتحاد الأوروبي”.

منافسة شرسة من الصين

ويضيف الرؤساء التنفيذيون الأوروبيون أنهم يواجهون منافسة شرسة من الصين، ثاني أكبر سوق للأدوية بعد الولايات المتحدة، والتي “عززت مكانتها من خلال جذب الشركات متعددة الجنسيات، وخلق بيئة مواتية للتكنولوجيا الحيوية”.

وسارعت صناعة الأدوية إلى الإعلان عن استثمارات ضخمة في محاولة لتجنب خطر الرسوم الجمركية. وقد تم استثناء المنتجات الصيدلانية من الرسوم التي أعلنت هذا الشهر، لكن الإدارة الأميركية تُجري تحقيقاً قد يؤدي إلى فرضها لاحقاً.

وقالت شركة “روش” هذا الأسبوع بأنها ستستثمر 50 مليار دولار في الولايات المتحدة، وتعهدت شركة “نوفارتس” بإنفاق 23 مليار دولار على التصنيع والبحث والتطوير، ووعدت كل من شركتي الأدوية الأميركيتين جونسون آند جونسون وإيلي ليلي باستثمارات كبيرة.

ولم تُعلن شركة “سانوفي” حتى الآن عن أي استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة. وحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشركات الأوروبية على تعليق استثماراتها في أميركا، في الوقت الذي تُعدّ فيه المفوضية الأوروبية ردها على الرسوم الجمركية.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن الحوار مع صناعة الأدوية “لا يزال جارياً”. وكانت رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين، قد التقت هذا الشهر بعدد من الرؤساء التنفيذيين لمناقشة الرسوم الجمركية المحتملة ورد الاتحاد الأوروبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *