فاجأت بعض هواتف أندرويد الذكية مستخدميها في تركيا بإرسال إشعارات تُنبئ بقرب حدوث زلزال، قبل ثوانٍ من وقوع الهزة الأرضية التي ضربت إسطنبول صباح اليوم، الأمر الذي أثار اهتماماً واسعاً حول فعالية تطبيقات رصد الزلازل وقدرتها على تقديم إنذارات مبكرة.
وكانت مدينة إسطنبول على موعد مع هزتين أرضيتين متتاليتين، حيث أفادت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD) أن الزلزال الأول بلغت قوته 3.9 درجات، أعقبه بفترة قصيرة زلزال أقوى بلغت شدته 6.2 درجات على مقياس ريختر. ووقع الزلزالان قبالة سواحل سيلفري، وهي منطقة تقع على بعد عشرات الكيلومترات من مركز مدينة إسطنبول.
وبينما انتابت السكّان حالة من الذعر، وخرج المئات من منازلهم إلى الشوارع خوفاً من وقوع أضرار أكبر، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي شهاداتهم بشأن تلقيهم تحذيرات مبكرة عبر تطبيقات مثبتة على هواتفهم.
وأوضح بعض المستخدمين أن تطبيقاً يُعرف باسم “Deprem Ağı” أو “شبكة الزلازل”، أطلق إنذاراً صوتياً قبل نحو 30 إلى 60 ثانية من وقوع الزلزال، مشيراً إلى موقع الهزة وقوتها والمسافة بينها وبين المستخدم.
وظهر في الإشعار: “من المتوقع حدوث هزة خفيفة.. الزلزال يقع على مسافة 456 كيلومتراً من موقعك الحالي”.
وأفاد أحد المستخدمين من العاصمة أنقرة أنه تلقى تحذيراً رغم بُعده الجغرافي عن مركز الزلزال، قائلاً:“أنا في أنقرة، ومع ذلك تلقيت إشعاراً من التطبيق قبل دقيقة من الزلزال، مع عدٍّ تنازلي وصوت إنذار واضح”.
وأشار آخرون إلى أن التطبيق بدأ في العد التنازلي تلقائياً بعد التحذير، وهو ما منحهم فرصة للاحتماء أو الاستعداد قبل اهتزاز الأرض.
ويُعتبر تطبيق “Deprem Ağı” من أكثر التطبيقات اً في تركيا حالياً، نظراً لما أظهره من دقة في رصد الهزات الأرضية وتحذير المستخدمين قبل حدوثها، إذ يعتمد على شبكة من المستشعرات المنتشرة في مناطق مختلفة لرصد الاهتزازات الأرضية الأولية، ومن ثم إرسال إشعارات فورية للأجهزة المتصلة بالشبكة.
وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في مواجهة الكوارث الطبيعية، حيث باتت تطبيقات الهواتف الذكية جزءاً من استراتيجيات السلامة العامة والتأهب للكوارث في عدد من دول العالم.
ودعا عدد من الخبراء إلى مثل هذه التطبيقات والاعتماد عليها كوسيلة إضافية للتأهب، خصوصاً في المناطق المعرضة للنشاط الزلزالي، مثل تركيا.
