اخر الاخبار

تعتيم الشمس.. تجارب واعدة لمواجهة الاحتباس الحراري وخبراء يكشفون فعاليتها

يستعد علماء في المملكة المتحدة لاختبار استراتيجية طموحة ومثيرة للجدل لمكافحة الاحتباس الحراري عن طريق تعتيم الشمس، والهدف هو تبريد الكوكب مؤقتاً عن طريق عكس بعض ضوء الشمس إلى الغلاف الجوي.

تعتيم الشمس 

من المتوقع أن تعلن حكومة المملكة المتحدة قريبا عن تمويل يصل إلى 50 مليون جنيه إسترليني لتجارب تعتيم الشمس، وفقا لصحيفة التلغراف.

ويأتي هذا بعد أن خصص المجلس الوطني لبحوث البيئة (NERC) 10 ملايين جنيه إسترليني في 3 أبريل/نيسان لدراسة استراتيجيات إدارة الإشعاع الشمسي (SRM).

وتُدار هذه الجهود بقيادة البروفيسور مارك سايمز، مدير وكالة الأبحاث المتقدمة الحكومية “أريا”، إذ أوضح أن البرنامج سيتضمن “تجارب خارجية صغيرة مُراقبة على مناهج مُحددة”.

وتشمل الطرق المُحتملة المُطروحة حقن رذاذات هوائية دقيقة في الغلاف الجوي العلوي، وتعزيز سطوع السحب لتعكس المزيد من ضوء الشمس. 

وتُعدّ هذه الأفكار جزءًا من تقنيات إدارة الإشعاع الشمسي (SRM)، التي تسعى إلى الحد من الاحتباس الحراري من خلال التحكم في كمية ضوء الشمس الواصلة إلى سطح الأرض.

وقال البروفيسور سايمز لصحيفة التلغراف: “سنعلن عن الجهات التي قدمنا لها التمويل في غضون أسابيع قليلة، وعندما نفعل ذلك سنوضح متى قد تجرى أي تجارب خارجية.

وكانت البيانات المادية من العالم الواقعي إحدى النقاط المفقودة في هذا النقاش، فالنماذج لا تُخبرنا إلا القليل.

وأضاف: كل ما نقوم به سيكون آمنا من حيث التصميم، نحن ملتزمون تماما بالبحث المسؤول، بما في ذلك البحث المسؤول في الهواء الطلق.

وتابع: “لدينا متطلبات قوية فيما يتعلق بمدة استمرار التجارب وإمكانية عكس نتائجها، ولن نقوم بتمويل إطلاق أي مواد سامة في البيئة”.

وتُعزى أهمية هذه التجارب إلى بيانات مناخية مُقلقة، فقد كان عام 2024 الأكثر حرارةً على الإطلاق، حيث تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية الحدّ الذي حددته اتفاقية باريس والبالغ 1.5 درجة مئوية. 

وكان يناير 2025 أكثر دفئا، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 1.75 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

ولا تزال غازات الدفيئة، الناتجة أساسا عن النشاط البشري، تحبس الحرارة في الغلاف الجوي للأرض، ويخشى العلماء من أن الجهود الحالية لخفض الانبعاثات لا تكفي لمنع نقاط التحول الكارثية، مثل انحسار تيارات المحيطات أو ذوبان الصفائح الجليدية.

وإلى ذلك، قال البروفيسور سايمز لصحيفة الغارديان: “الحقيقة المُرّة هي أن مسار الاحترار الحالي يجعل من الممكن حدوث عدد من نقاط التحول هذه خلال القرن المقبل، وقد أدى ذلك إلى زيادة الاهتمام بالأساليب التي قد تُبرّد العالم بفعالية في فترة زمنية قصيرة لتجنب نقاط التحول هذه”.

وبالإضافة إلى التجارب الخارجية، تخطط آريا لدعم النمذجة الحاسوبية، والاختبارات المعملية، ومراقبة المناخ، وأبحاث الرأي العام حول الهندسة الجيولوجية.


المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *