السعودية.. اكتشاف مستعمرة مرجانية تنافس “الأكبر بالعالم”

أعلنت شركة “البحر الأحمر الدولية” اكتشاف مستعمرة مرجانية ضخمة من نوع “بافونا” في البحر الأحمر، تقع داخل مياه وجهة “أمالا” على الساحل الشمالي الغربي للسعودية، ما يُعد أحد أبرز الاكتشافات البيئية في المنطقة حيث ينافس بحجمه أكبر مستعمرة مرجانية في العالم، والتي عُثر عليها في المحيط الهادئ بمساحة 32 × 34 متراً، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس).
وأضافت الوكالة أن هذا المرجان المكتشف يُعد الأكبر من نوعه في البحر الأحمر حتى الآن، مشيرة إلى أنه “من المتوقع أن يُصبح نقطة جذب رئيسية للسياح في وجهة أمالا، مما يوفر تجربة غوص استثنائية في أعماق البحر الأحمر”.
وستتيح شركة “البحر الأحمر الدولية” للسياح “فرصة الاستمتاع بجمال المستعمرة المرجانية مع ضمان المحافظة على البيئة، وتقليل أي تأثيرات سلبية في النظام البيئي المحلي”، وفق ما نشرت “واس”.
“اكتشاف نادر”
وقالت العالِمة في “البحر الأحمر الدولية” روندا سوكا التي شاركت في اكتشاف المستعمرة إن العثور عليها “كان بمثابة اكتشاف كنز طبيعي. ما يميزها هو قدرتها الفائقة على الصمود في ظل الظروف البيئية القاسية”.
فيما بيّنت زميلتها العالِمة سيلفيا ياجيروس أن “اكتشاف مستعمرة بهذا الحجم أمر نادر للغاية، وتعد جهود توثيق ورسم خريطة لهذه الشعب المرجانية جزءاً أساسيًا من مشروع (Map the Giants)، الذي يهدف إلى تحديد وتوثيق المستعمرات المرجانية العملاقة التي تتجاوز مساحتها 5 أمتار حول العالم”.
وهذا الاكتشاف هو الثاني لمستعمرة مرجانية عملاقة تُوثق من قبل “البحر الأحمر الدولية” خلال الأشهر الأخيرة، بحسب “واس”.
تحديد عمر المرجان
يُذكر أن تحديد عمر هذه الشعب المرجانية العملاقة يُعد أمراً معقداً نظراً للظروف التقنية، وغياب معدلات النمو الدقيقة لهذا النوع من المرجان في البحر الأحمر، لكن استناداً إلى حجم المرجان، وتقديرات معدلات النمو المأخوذة من المحيط الهادئ، واستخدام تقنيات التصوير الفوتوجرامتري، يقدر عمرها بين 400 إلى 800 عام.
وأكدت “البحر الأحمر الدولية” وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) على مواصلة الدراسات المستقبلية لتحديد عمر المرجان بدقة أكبر.
وتُعد الشعب المرجانية في البحر الأحمر من أكثر النظم البيئية صموداً حول العالم، إذ تكيفت جينياً مع درجات الحرارة المرتفعة والملوحة العالية، ويعتزم فريق الباحثين المراقبة المستمرة لهذه المستعمرة لفهم العوامل التي ساعدتها على البقاء قروناً طويلة.
وأوضح رئيس حماية البيئة وتجديدها في “البحر الأحمر الدولية” أحمد الأنصاري، أن هذا الاكتشاف يُجسد الأهمية البيئية الكبيرة التي يمثلها البحر الأحمر، إلى جانب جماله الطبيعي الفريد.
وأضاف الأنصاري أن حماية الشعب المرجانية العملاقة التي تُمثل “كبسولة زمنية” تحتوي على معلومات بيئية هامة، تساعد على فهم التحولات المناخية السابقة وتوجيه جهود الشركة لمواجهة التحديات البيئية المستقبلية، مشيراً إلى أن دراسة هذا المرجان ستكون أساسية في الحفاظ على الشعب المرجانية في البحر الأحمر وحول العالم للأجيال القادمة.
ومن المقرر أن تستقبل وجهة “أمالا” أول ضيوفها في وقت لاحق هذا العام، مع رؤية طموحة لتحويلها إلى وجهة صحية واستشفائية عالمية رائدة، وستضم الوجهة أكثر من 1400 غرفة فندقية موزعة على 8 منتجعات فاخرة، وتستقطب نخبة مشغلي خدمات الصحة والعافية من حول العالم، لتقديم برامج استشفائية متكاملة، “بحسب “واس”.
وذكرت الوكالة أن هذا التطور يأتي بعد النجاح الكبير الذي حققته وجهة “البحر الأحمر”، التي بدأت استقبال ضيوفها عام 2023 وافتتحت 5 منتجعات فاخرة بالفعل.
وتعتبر “البحر الأحمر الدولية” إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة السعودية، وتُمثل حجر الزاوية في طموح المملكة لتنويع اقتصادها. وتُركّز في مشاريعها على الاستدامة وحماية البيئة.